دوار عين عثمان عطش وحصار..البحث عن الماء كابوس مزعج نواحي غفساي بتاونات
المراسل نسعلي-غفساي:”تاونات نت”/ يحكي عبد السلام (ن)، المتحدر من دوار “عين عثمان” التابع إداريا لجماعة اورتزاغ بدائرة غفساي بإقليم تاونات، قصصا أقرب إلى الخيال عن علاقة ساكنة الدوار بمحنة الماء الشروب.. قصص تضرب جذورها في أعماق الماضي، ومع ذلك لم تُحرك بصيرة المسؤولين لتفادي بعض الحلول الترقيعية.
هذا الشيخ، رجل ثمانيني، يكسو الشيب محيّاه، قال في تصريح لجريدة”صدى تاونات” ولموقع “تاونات نت”: “لقد صار الجرح غائرا، فعلى مدى ربع قرن ونحن نجتر الأسئلة نفسها إلى درجة أن الكل بات يُدرك حقيقة هذه الأزمة وفشل المجالس المتعاقبة على تسيير الشأن العام في معالجتها لاعتبارات متعددة، من ضمنها ضعف ميزانية الجماعة الترابية كما يروُون”.
وأضاف المتحدث: “اليوم، وكما ترون كل آبار المنطقة وعيونها جفت تقريبا، وبات العطش يهدد “المعيشة”، أعني الناس والطبيعة و”الكسيبة” التي هي مصدر عيش الكثيرين بالمنطقة”، ما يعني أن كل المؤشرات تبوح بأن أزمة حقيقية تلوح في الأفق، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا”.
وقال هذا المسن، إن “الجهات المسؤولة لا تفكر في هذه الدواوير إلا لحظة الانتخابات، وبعد ذلك ينحصر دورها في تقديم الوعود الكاذبة، وزاد: “ما جرى بعد الزيارة الملكية التاريخية للمنطقة نونبر 2010 وتدشين جلالته لأكبر محطة معالجة مياه للشرب انطلاقا من سد الوحدة المجاور، جعل الناس تبتهج بهذا المشروع الكبير، الا أنه تبين مع مرور الوقت ان دوار عين عثمان أقصي من المشروع ولم يتم مقابل ذلك الاقصاء التفكير في حفر اثقاب مائية بالدوار، لتعويض الساكنة المحاصرة أصلا عن العالم الخارجي سواء تعلق الأمر بصعوبة الولج الى الدوار عبر المسالك الطرقية او بغياب وضعف التغطية بصبيب الانترنيت والهاتف النقال.
وكشف عبد السلام، أنه وأبنائه يفكرون في الرحيل من الدوار، للقطع مع هذه حياة الضنكى، حيث تمسي رحلات البحث عن الماء في عز حرارة الصيف كابوسا يؤرق كل الأسر، وخاصة منها تلك التي تملك قطعان ماشية.
وقد صرح مُقربون من عائلة الشيخ الهرم، بأن أزمة الماء ازدادت صعوبة في فترة الحجر الصحي، حيث يجد الناس صعوبة في التنقل إلى أماكن مجاورة للبحث عن جرعة ماء في ظل الإجراءات المفروضة لتفادي انتشار جائحة كورونا.
وقال هؤلاء، منذ نعومة أظافرنا ونحن نعلم أن ساكنة الدوار ترزح تحت رحمة العطش صيفا، بسبب نضوب الآبار الموجودة، واليوم نحن في سنة 2020 والوضع مازال قائما، ما يقتضي من الجهات المسؤولة العمل على التفكير جديا لتوفير الماء الشروب للسكان صيفا وشتاء”.
ذلك أن توزيع الماء بواسطة الصهاريج تعترضه بعض الإكراهات المرتبطة بوضعية المسلك الطرقي الذي لا يسمح بولوج الشاحنة للدوار، وبات من الضرورة رفع حالة القهر والحصار المضروب على ساكنة عين عثمان التي لا تحمل من هذا الاسم إلا صفة العطش دون عين.