تعاونية الساهلة للصيد وتربية السمك بتاونات تجربة فريدة في حاجة للدعم من الجهات المسؤولة
منير فلاح:”تاونات. نت”/ على بعد كيلومترات قليلة عن مدينة تاونات يتواجد سد الساهلة ذي السحر الطبيعي الخلاب وعلى ضفافه أنشأ السيد محمد المعقولي تعاونية للصيد تعنى بتربية الأسماك في تجربة فريدة من نوعها بالاقليم.
تجربة تحمل في طياتها مغامرة رجل مدجج بالخبرة والتجربة في توليد الأسماك و تربيتها إلى جانب عدد من أبناء الدوار بينهم أطر معطلة من حاملي الشهادات العليا (الماستر و الاجازة).
التجربة انطلقت سنة 2018 و يسهر على تنفيذها وتتبع مراحلها إلى جانب أعضاء التعاونية قطاع المياه والغابات بالرباط وتاونات بدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ والاتحاد الأوروبي وتهدف الى تعزيز تشغيل الشباب بالمناطق القروية الهشة .
كما أنها تهتم بثلاث مجالات أساسية وهي تثمين المنتجات الغابوية، تنمية تربية الأسماك بالمياه القارية و تشجيع السياحة البيئية.
ويتم اقتناء هذه الأسماك من المركز الوطني لتربية الأحياء المائية ببني ملال ويتم تربيتها في أقفاص مخصصة لذلك ( تتوفر التعاونية على 45 قفص) داخل مياه سد الساهلة من شهر ماي الي حدود شهر شتنبر قبل أن تصبح مكتملة النمو لتبدأ بعد ذلك مرحلة تسويق المنتوج بمركز مدينة تاونات وببعض الأسواق الاسبوعية.
وقبل الوصول لهذه المرحلة يقوم أفراد التعاونية وعددهم 25 فردا بتقسيم الأدوار فيما بينهم بين المتابعة الصحية والحراسة الدورية اليومية على مدار 24 ساعة وعملية التطعيم وذلك مرتين في اليوم (صباحا/مساء) بحيث يستهلك كل قفص مابين 6 كيلوغرام و 7 كيلوغرام من الطعام الأمر الذي يتطلب مصاريف مرتفعة بسبب ارتفاع ثمن الطعام المقدر بحوالي 10 دراهم للكيلوغرام الواحد.
وعلى الرغم من التطور والنجاح الذي يحققه هذا المشروع تدريجيا الا انه لا زال يواجه عدد من التحديات الصعبة التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهداف و نتائج أفضل. وهي دعوة إلى المسؤولين الاقليميين وعلى رأسهم السيد عامل إقليم تاونات بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى تقديم الدعم اللازم لهذه التجربة الفريدة، فالتعاونية بقدر حاجتها للدعم المادي فإنها أيضا في أمس الحاجة للدعم اللوجستيكي عبر توفير وسيلة أو وسيلتين تتوفران على شروط الصحة و السلامة لنقل هذه الأسماك للأسواق الاسبوعية وكذا للأحياء السكنية بدل كراء دراجات نارية لنقلها كما هو الحال حاليا تخفيفيا من مصاريف وأعباء إضافية وحفاظا على جودة المنتوج.
كما أن التعاونية في حاجة إلى قارب مطاطي بمحرك حتى يستطيع مربو هذه الأسماك القيام بمهامهم على اكَمل وجه والوصول الى مكان تربيتها وسط حقينة السد في أسرع وقت ممكن والتدخل بسرعة وفي وقت قياسي أثناء اي محاولة لإتلافها.
كما إغتنم محمد المعقولي رئيس تعاونية الساهلة هذه الفرصة ليتقدم –عبر موقع “تاونات نت”- بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إخراج هذا المشروع الهام بإقليم تاونات وعلى رأسهم السلطات الإقليمية والمسؤولين في قطاع المياه والغابات بتاونات والرباط و الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ ومكتب التعاون وكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذا المشروع التنموي المتميز والفريد.
تجدر الإشارة أن هدا السمك إسمه البلطي و أصله وادي النيل حيث تم إدخاله إلى المغرب عام 2004 و هو ذو قيمة غذائية عالية و تراهن عليه مجموعة من الدول من أجل تغطية حاجات الساكنة من البروتينات الحيوانية…