جمعية فردوس لمساندة مرضى السرطان بتاونات تنعي الفقيدة مباركة المساوي التي وافتها المنية بعد صراع مع المرض الخبيث
منير فلاح:”تاونات نت”/هنا بمقبرة تاونات العتيقة ترقد مباركة المساوي التي كانت بيننا منذ ساعات قليلة، غادرتنا الى جوار ربها عصر يوم السبت 26 دجنبر 2020 وهي تتجرع مرارة الفقر و الحرمان واليتم و آلام المرض الخبيث الذي أنهكها وجعلها عاجزة عن الحركة كما الكلام.
رحلت مباركة من هذا العالم تاركة وراءها حب و تعاطف كل من تعرف على حالتها عن قرب أو عبر هذا الفضاء الأزرق… مباركة ابنة مدينة زاكورة والتي قادها القدر إلى مدينة تاونات لتبني عش الزوجية بهذه البقعة الطيبة كانت من نتاجها إبنة وحيدة ذات 12 ربيعا كان الله في عونها …
عاشت مباركة سندا ومعيلا لزوجها بائع السجائر بالتقسيط والمعروف في شوارع مدينة تاونات قبل أن يعصف بها مرض سرطان الثدي الذي قاومته بكل ما كانت تملك من قوة، وبعد استئصال ثديها المصابة عادت لتقاوم ظروف الحياة الصعبة لكن سرعان ما عاد المرض الخبيث لينخر جسدها بعدما أصاب هذه المرة رئتها قبل أن يقضي عليها نهائيا.
رحلت مباركة كما رحلت من قبلها مي رحمة و الفرودي و مي فتيحة وغيرهن كثير… مباركة تركت وراءها جرحا غائرا في كل من عايش حالتها واطلع على ظروفها المعيشية الصعبة والتي تكالبت عليها من كل جهة، لكن الجميل في قصة مباركة هو ذاك التضامن الرائع من عدد كبير من المحسنين مع حالتها التي ظلت طيلة الايام الماضية موضوع الساعة في مختلف منصات التواصل الإجتماعي، وهي مناسبة على إثرها قام عدد من المتتبعين والفاعلين بتقديم التحية عاليا لجمعية فردوس لمساندة مرضى السرطان بتاونات والتي كان لها الفضل في إخراج حالتها للرأي العام المحلي و الوطني وقدمت الجمعية كل ما تملك وأكثر من أجل استشفاء مباركة أو على الاقل التوفير لها كل المتطلبات التي كانت تحتاجها وهي على فراش المرض، كما ستقدمه لكل ضحايا هذا المرض الخبيث بكل تفان و مسؤولية و في حدود إمكانياتها التي تبقى جد بسيطة في انتظار الدعم الذي قد يأتي وقد لا يأتي من الجهات المسؤولة وفق ما صرح به عضو المكتب التنفيذي من الجمعية المعنية لنا.
لكن المؤسف في قصة المرحومة مباركة هو ذاك الموقف المشلول للجهات المسؤولة بالمدينة والتي ظلت طيلة فترة مرضها تلعب دور المتفرج والمراقب عن بعد دون تقديم أي دعم أو مساندة للمريضة وأسرتها المكلومة.
رحلت مباركة لكن رجاؤنا أن تلتفت السلطات المحلية والإقليمية بالمدينة لمرضى السرطان والذين يعانون في صمت، فهم في أمس الحاجة للدعم بمختلف أنواعه.