طالبة من تاونات تبتكر مشروعا ذكيا “أوليمو”يتعلق بإعادة معالجة بعض مخلفات عصر الزيتون وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة

خديجة بناجي:”تاونات نت”/-من جماعة عين مديونة بضواحي مدينة تاونات ، حازت الشابة أميمة بوعسرية ضمن عشر الأوائل الفائزين في مسابقة “قافلة الإبداع” التي نظمتها مؤخرا مجموعة “كوسومار” ومؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة لدعم ومواكبة المشاريع المبتكرة.

وفي إطار هذه المسابقة التي كان غايتها هو تشجيع أفضل المبادرات والمشاريع الذاتية بالعالم القروي حول مواضيع تهم الفلاحة والبيئة والتكنولوجيا والجانب الاجتماعي،جرى مؤخرا تتويج 10 مشاريع اختيرت من بين أكثر من ألفي مشروع في المجموع، تهم عدة مجالات مختلفة، منها الفلاحة والصناعة التقليدية والصناعة والتكنولوجيا، وقاسمها المشترك هو الابتكار والتأثير المهم على التنمية السوسيو-اقتصادية للعالم القروي.

وتسلمت بوعسرية، الفائزة ضمن هذه المسابقة، درع التتويج من قبل أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك رئيس مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة لدعم ومواكبة المشاريع المبتكرة، بحضور عدد من الوزراء في طليعتهم الوزير العلمي وزير التجارة والصناعة ، في احتفالية نظمت في أحد الفنادق بمدينة الدار البيضاء مؤخرا.

واستحقت الطالبة بالمدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بالقنيطرة أميمة بوعسرية هذا التتويج بفضل مشروعها المبتكر المسمى  “OLYMO” الذي يتعلق بإعادة معالجة بعض مخلفات عصر ثمار الزيتون وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة عالية مشيرة أن  زراعة أشجار الزيتون وإنتاج زيت الزيتون يعد جزءا من التراث المحلي، حيث يولي سكان إقليم تاونات إهتماما كبيرا لشجرة الزيتون ،كما شهدت منطقتنا في السنوات الأخيرة زراعة مساحات إضافية عديدة من أشجار الزيوت وخاصة بفضل مخطط المغرب الأخضر موازاة مع ذلك تم إحداث معاصر حديثة ووحدات عصرية لإنتاج زيت الزيتون. 

وذكرت بوعسرية البالغة من العمر 21 سنة، في حديث لجريدة “صدى تاونات” وموقع “تاونات نت”، أن مشروعها  جاء بناء على الاهتمام المتواصل لجلالة الملك محمد السادس بقضايا الشباب باعتباره صمام أمان التنمية وقطب الرحى في النموذج التنموي الجديد من جهة ومن جهة أخرى، شكل البحث العلمي ولا زال المدخل الحقيقي والصحيح لتنمية المجتمع، إذ لا يستقيم أن نتحدث عن التنمية بعيدا عن التأسيس لدور البحث العلمي كقاعدة مهمة تنطلق منها مشاريع التنمية وهو ما يفسر العلاقة الجدلية بين البحث العلمي والتنمية”.

وفي هذا السياق، قالت أميمة أنه “كان لها الشرف للمشاركة في فعاليات مسابقة “قافلة الإبداع” التي أعلنت عنها مجموعة “كوسومار” بشراكة مع مؤسسة البحث والابتكار والتنمية في العلوم والهندسة ” تحت شعار “معا نزرع بذور التنمية” وذلك بتاريخ 18 فبراير 2020 كمتبارية حاملة لمشروع ذاتي.”

وأشارت أميمة أن ” مجموعة من الاعتبارات ساهمت في اختياري لهذا الموضوع أهمها: تكويني العلمي والمعرفي باعتباري أتابع دراستي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة – جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وانتمائي الجغرافي كوني انتمي إلى إقليم تاونات الذي يشكل أهم الأقطاب الوطنية المحتضنة لشجرة الزيتون بمساحة تقدر بحوالي 150 ألف هكتار و بإنتاج سنوي بحوالي 200 ألف طن، فضلا عن رغبتي الجامحة في تقديم مشروع ذاتي يروم إعادة تدوير وتحويل بعض العناصر التي أثبت الواقع آثارها الوخيمة في المحيط البيئي إلى مصدر انتاج بآثار ايجابية اقتصادية واجتماعية على الفرد والمجتمع”.

 وأضافت الطالبة أميمة” أنه إذا كان حجم الانتاج وعائدات الاقليم من هذه الشجرة المباركة مبعث ارتياح فإن ذلك لا ينبغي أن ينسينا الوجه القاتم لهذا الركن التنموي والمتمثل أساسا في مخلفات عملية عصر الزيتون من مادة “الفيتور” و”المرج” التي يكون لها الأثر السيء على المحيط البيئي …كل هذه العوامل و اخرى كانت أكبر حافز لي لاختيار هذا الموضوع.“.

وسجلت التاوناتية بوعسرية قائلة” لا أخفيكم حجم الغبطة والفرح الممزوجين بالأمل الذي يراودني وأنا أتطلع الى أفق رحب لهذا المشروع الواعد الذي اختير وأدرج ضمن المشاريع العشرة التي حظيت بتزكية لجنة تحكيم مشكلة من عشر هيئات وهي: مجموعة كوسيمار ومؤسسة البحث والابتكار في العلوم والهندسة والمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية ومكتب التكوين المهني وانعاش الشغل والوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات والمركز الجهوي للاستثمار والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني وصندوق الضمان المركزي واساتذة جامعيون”.

وأكدت أميمة بوعسرية “أن هذا التتويج يعتبر ثمرة المجهودات المبذولة على طول المسار الشاق والمضني والمنافسة الشريفة والشرسة في آن واحد التي عرفتها فعاليات القافلة من 18 فبراير 2020 الى غاية 15 يناير 2021 وهي القافلة التي كانت محل إشادة من كافة المتدخلين وفي مقدمتهم السيد المدير العام المنتدب لمعامل السكر التابعة لمجموعة كوسيمار الذي قال: “مكنت قافلة الابداع  كوسيمار من اكتشاف أفكار مقاولاتية مبتكرة ذات قيمة مضافة عالية لفائدة الساكنة القروية ” وفي نفس السياق قال منتدب رئيس مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة:  ” لقد تمكنا من خلال قافلة الابداع من تحقيق جميع الاهداف الرامية الى تعزيز المشاريع الذاتية المبتكرة في المجال القروي التي سيكون لها تأثير على حياة الاسر والمجتمعات القروية والتي ستساهم في تنمية الاقتصاد المحلي

وأضافت قائلة “إن مثل هذه التصريحات  بالقدر الذي تشكل تنويها بنجاح القافلة وبلوغ أهدافها فهي تؤكد بالنسبة للفائزين أن المسار لا زال في بدايته ويحتاج الى مزيد من التضحيات بغاية أجرأة وتفعيل المشاريع الذاتية المنتقاة، وهي دعوة مفتوحة للجهات المختصة والمؤسسات المعنية العمومية وشبه العمومية والخاصة وكذا الفاعلين في مجال دعم وتتبع المشاريع التنموية الى دعم واحتضان هذا المشروع من خلال توفير شروط ترجمته على أرض الواقع”.

وختمت تصريحها قائلة ” لا يسعني إلا أن أنوه بكافة المتدخلين المساهمين في انجاح فعاليات قافلة الابداع 2020-2021 كل باسمه وصفته خاصة ممثلي مجموعة كوسيمار على جميل دعمها ماديا ولوجستيكيا … أطر وخبراء مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة الذين أبلوا البلاء الحسن في تأطير وتوجيه وتدريب المتبارين، كما لا تفوتني الفرصة لأنوه بباقي أعضاء لجنة التحكيم”.

ومن المقرر أن تحظى أميمة بوعسرية، رفقة أصحاب المشاريع المبتكرة التسعة الآخرين المتوجين ضمن هذه المسابقة، بمواكبة ودعم مجموعة “كوسومار” ومؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، لتمكينهم من إحداث وإعطاء انطلاقة لمقاولاتهم الناشئة والمساهمة في خلق القيمة المضافة وفرص الشغل.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7248

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى