ذكر الفقيه والشاعر والأديب المغربي (ابن بني قرة بتاونات )محمد القري في محاضرة إفتتاحية للدكتور مصطفى بنحمزة بفاس
محمد الزروالي:”تاونات نت”/- محمد القري …هذا الاديب والشاعر الكبير ذكره الدكتور مصطفى بنحمزة في محاضرته الافتتاحية مؤخرا بكلية الشريعة بفاس.
وتحدث عن مواقفه البطولية في مناهضة الاحتلال وقال أنه قتل تحت التعذيب على يد المستعمر..
وأضاف المحاضر الاستاذ بنحمزة “لا تنتظروا ان تجدوا إسمه في الشوارع أو المؤسسات العمومية أو انتاجه يدرس للتلاميذ والطلبة في المدارس والمدرجات…“
وقصة هذا الاديب الكبير موجودة في كتاب ( *ذكريات وشهادات ووجوه*) حيث ذكر الاستاذ عبد الهادي بوطالب أنه من مواليد قرية بني قرة باقليم تاونات بنواحي جهة فاس، وهو أديب لغوي، حفظ القرآن وهو ابن سبع (7)سنوات، واستظهر المتون، حتى إذا بلغ الثالثة عشرة(13) من عمره كان يستطيع أن يعرب أية جملة ويذكر شاهد إعرابها من ألفية ابن مالك.
وقد ظل هذا الشاعر غريبا بفاس منحبسا في غرفة ضيقة بإحدى المدارس العتيقة القريبة من جامعة القرويين التي كانت تؤوي الطلبة النازحين إلى فاس ممن كانوا يتمتعون لمواصلة دراستهم بمنحة دراسية قوامها خبزة يومية وسكن مجاني بغرفة المدرسة وكانت حياتهم بين المدرسة وجامعة القرويين تفرض عليهم عزلة يصعب تحملها، ولا يخفف من وطأتها إلا شغفهم بالتحصيل والدرس.
وقد وصف الشاعر محمد القري حياته هذه في قصيدة (الوحدة والكتاب)، ومما جاء فيها قوله:
هي وحدتي أسلو بها عن كل ما… يلهي فؤادي والأنيس كتابي
وكفى به خلا تباعد شره …
لم يبد لي منه قبيح جواب
فهو السمير إذا عدمت مسامرا …
وهو الصديق إذا عدمت صحابي
وذكر الاستاذ عبد الهادي بوطالب أنه في سنة 1937 عندما اعتقلت سلطات الحماية الوطنيين، كان القري بين الوطنيين المبعدين إلى كولميمة بالصحراء المغربية، ومن الذين سيموا بها سوء العذاب.
فقد تفتقت عبقرية (الكمندان الفرنسي) حاكم الناحية عن أسلوب فريد للتنكيل بالمعتقلين بحملهم على الجري تحت ملاحقة سياط الجنود عند التقاعس أو الإبطاء، ولما كان القري بدينا ضخما ولا يقوى على مسايرة أقرانه في أشواط العدو المفروض فقد ربطه الكمندان الحاكم بأمره إلى عجلة كانت تجره ممرغا على التراب، الشيء الذي أنهك قواه وسبب له مضاعفات مرضية.
فزج به الكمندان في زنزانة وهو في حالة احتضار، وحتى لا يطول به انتظار الموت فقد (سهل) عليه الكمندان المهمة في اليوم الثالث بوضع كومة محترقة من الجير داخل الزنزانة عجلت بخنق أنفاسه، فكان أول شهيد لحركة العلماء المجاهدين المغاربة.
وذكر الوطنيون الذين كانوا في معتقل كولميمة وعاشوا مأساة القري أنه كان يردد وهو مربوط الساقين إلى العربة الآية الكريمة: (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا…).
فرحمه الله رحمة واسعة…