بعد الجدل ..هل ينقذ سد غفساي ساكنة جماعة قروية من الغرق بتاونات؟
بوجمعة الكرمون-عن “العمق المغربي”:”تاونات نت”/- منذ صيف 2016 وساكنة جماعة بني وليد ناحية تاونات، ومعها ساكنة عشرات الدواوير المحاذية لمجرى وادي ورغة، تنتظر جوابا حاسما بشأن مشروع السد المائي الذي راج أن حقينته ستغمر مركز الجماعة، وأن مساحته ستمتد من “الحدادة للحدادة” باللفظ الدارج العام، قبل أن يخمد الرعب في النفوس، ويتنفس المواطنون الصعداء بسبب الشروع في تأهيل المركز القروي، وتأكيد بناء سدود إقليمية أخرى خارج مركز الجماعة، وعلى رأسها سد الرتبة بجماعة غفساي.
وكشف الدكتور عبد الحق أبو سالم، سياسي سابق، وفاعل جمعوي مهتم بجغرافية المنطقة، أن سد الرتبة الذي سيقام على وادي اولاي يعتبر ثاني أكبر منشأة مائية بتراب عمالة تاونات، وأن هذا المشروع سيغمر جل الأراضي الممتدة على طول واد اولاي إلى حدود إقليم شفشاون، حيث تقدر حقينة السد ب1009 مليون متر مكعب، منبها إلى أن دواوير ستتحول إلى أشباه جزر مائية بعد إنجاز سد الرتبة ومنها دوار الناظور بجماعة ودكة، ودوار النازلة الحدادين بجماعة الرتبة.
وحسب المصدر نفسه، فإن سد الرتبة من بين أهم المشاريع الكبرى التي ستعرفها منطقة غفساي، حيث سيساهم المشروع المائي في الرفع من كمية الموارد المائية السطحية بالمغرب، خصوصا بعد الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، سواء في مجال السقي او توفير الماء الشروب أو إنتاج الطاقة وغيرها. ونبه أبو سالم إلى ضرورة تعزيز ثقافة التضامن بين الجهات، لكن وجب أيضا استفادة المناطق التي ستفقد جل أراضيها الفلاحية التي كانت تشكل مصدرا وحيدا لعيش السكان، مع التفكير في إدماج هؤلاء في مسلسل التنمية ومواكبتهم في المستقبل، لأن التعويض وحده لا يكفي، بالنظر إلى ارتباط هؤلاء بالأرض والزراعة.
مشروع سد الرتبة اعتبره البعض ” إنقاذا” لمركز جماعة بني وليد، خاصة بعد ردّ مسؤول في الوزارة الوصية، خلال لقاء انعقد بمقر عمالة تاونات، قبل 3 أسابيع، بخصوص سد ” باب وندر” على وادي ورغة، وحقينته الحقيقية، موضحا أن الأطراف ما زالت لك تحسم بعد في الموضوع.
ساكنة جماعة بني وليد، وفي ضوء مشروع التأهيل الذي يجري بالمركز، واستبشارها خيرا باحتمال تخفيض مستوى حقينة سد ورغة، تطالب بربط الجماعة بمركز طهر السوق، وذلك عن طريق قنطرة تربط المركز الجماعي بالطريق الجهوية 510، وهذا المشروع سيجنّب الجهة الوصية التدخل المستمر لإصلاح المقطع المحاذي لدوار الݣزار والذي يتعرض لانهيارات متتالية، حيث حالته الراهنة تنذر بانهيار كلي للجبل نحو مجرى الوادي، بينما تحويل الطريق عبر جماعة بني وليد من شأنه أن يضمن تنمية حقيقية، وأن يعزّز تطوير العلاقات التجارية بين تاونات والريف.