رب الفلق ما بين محمد ويعقوب دراسة مقارنة بين القرآن والكتاب المقدس لصاحبها الصحافي المغربي محمد فيلالي صادقي المقيم بكندا

إدريس المزياتي:”تاونات نت”/-صدر للصحافي المغربي والباحث في علوم الأديان بجامعة موريال بكندا محمد فيلالي صادقي كتاب بالفرنسية مؤخرا على الأمازون تحث عنوان: “رب الفلق ما بين محمد ويعقوب”.

وقال الإعلامي محمد فيلالي في تصريح خص به “صدى تاونات” وموقع “تاونات نت” أن  “هذا الكتاب يتناول سورة الفلق من خلال مقاربة بين القرآن والكتاب المقدس مرورا بالتراث الإسلامي المتمثل في السيرة النبوية، والأحاديث والتفاسير القرآنية”.

وأضاف “جدير بالذكر أن سورة الفلق تعد من السور القصار، الجميلة في شاعريتها والمبهمة في مضمونها. وتأخد سورة الفلق في عمومها طابع التعويذة شأنها في ذلك شأن صنوتها سورة الناس حيث تشكل السورتين ثنائيا يسمى في لغة المفسرين بالمعوذتين”.

وسجل الباحث فيلالي أن “المفسرين يربطون المعوذتين بسحر الرسول محمد من طرف أحد اليهود وبناته حيث يقولون إن الرسول كان مسحورا لمدة ستة أشهر كان يخيل إليه خلالها أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن. ويبدو رب الفلق من خلال هذه التفاسير وكأنه الرب الذي توجه إليه الرسول محمد بطلب الحماية من الحسد ومن الشرور المحدقة. غير أن هذا المنحى يتعارض مع ما يقوله المفسرون في الآية 22 من سورة التكوير التي تقول “وما صاحبكم بمجنون”، كما أنه يتعارض مع ما تقوله التفاسير في الآية 47 من سورة الإسراء التي تصف بالظالمينأولئك الذي يقولون: “إن تتبعون إلا رجلا مسحورا”.

وأكد الباحث على أنه “من بين تناقضات التراث الإسلامي، نجد أن البعض يجعل من سورة الفلق سورة مكية والبعض الآخر يجعل منها سورة مدنية. ففي كتابه “المحرر الوجيز لتفسير الكتاب العزيز” يفيدنا ابن عطية الأندلسي (المتوفي سنة 546 هجرية) أن تصنيف سورة الفلق ما بين القرآن المكي والقرآن المدني موضوع خلاف بين المحدثين ابن عباس وقتادة حيث يقول الأول أنها مدنية ويقول الثاني أنها مكية.فمن نصدق إذا: ابن عباس أم قتادة؟”

علاوة على ذلك، نجد أن المسلمين الأوائل لا يتفقون في معنى “الفلق”، وأنهم يختلفون في معنى “الغسق”، وفي مدلول “غاسق إذا وقب”، حيث أن بعضهم يقول هو الليل، والبعض الآخر يقول هو القمر، والبعض يقول الثريا، والبعض يقول هو “القضيب إذا انتصب”. فمن نصدق من بين المحدثين؟ وما الذي قد نختاره من هذه المعطيات المتباينة والمتناقضة؟ وما علاقة الرسول محمد بكل هذه المعطيات؟”

وأضاف “في المقابل، نجد أن كتب التراث الإسلامي تقدم لنا الرسول محمد على أنه رسول تزوج تسع نساء على الأقل على غرار عدد زيجات الملك داوود حسب معطيات الكتاب المقدس، متجاوزا في ذلك ضعف عدد الزوجات المسموح به لكل مسلم في حالة التعدد المحدد سقفه في أربع نساء للرجل عند باقي المسلمين من دون الرسول محمد”.

وتابع الباحث فيلالي قائلا” على ضوء ما تقدم، يلاحظ أن كتب التراث الإسلامي وضعت للرسول محمد صورة بملامح تشابه أحيانا ملامح داوود وأحيانا ملامح يعقوب. يذكر بمناسبة هذا القول أن داوود تزوج وهو شاب بامرأة (أبيجالالكرملية) أرملة وغنية كما تزوج الشاب محمد بخديجة ببت خويلد، وهي بدورها امرأة أرملة وثرية. كما يذكر في كتب التراث أن الرسول كان يحب خديجة أكثر من حبه لباقي نسائه كما كان يعقوب يحب راحيل أكثر من باقي نسائه وفقا لمعطيات الكتاب المقدس. وكان الرسول يحب يوسف بن راحيل أكثر من باقي الأبناء وكان الرسول يحب فاطمة الزهراء بنت خديجة أكثر من باقي بناته. وكان يعقوب يحب حفيديه (أفرائيمو مانيسا) من يوسف أكثر من باقي أحفاده وكان الرسول محمد يحب حفيديه (الحسن والحسين) من فاطمة الزهراء أكثر من باقي أحفاده”.

انطلاقا من مثل هذه المعطيات العامة، عمل صاحب الكتاب “رب الفلق ما بين محمد ويعقوب ” على إخضاع تفاسير سورة الفلق إلى دراسة نقدية تنحو بنا إلى تحديد هوية رب الفلق من خلال مقاربة بين ما جاء في القرآن وقصاصات الكتاب المقدس. وفي هذا الصدد يتحدد الهدف المنشود في تحديد كل من هوية رب الفلق وهوية الرسول المقصود وغير المسمى بصريح العبارة في سورة الفلق.

وفي سياق هذه الدراسة، ختم الصحافي محمد فيلالي صادقي تصريحه “أحاول أن أحدد هوية كل من “الأشرار والحساد”، و”المخاطر الليلية”، و”النفاثات في العقد” اللائي جاء ذكرهن بشكل مقتضب، ملغوز وإيحائي في سورة الفلق من خلال معطيات السرد القصصي في الكتاب المقدس وغيره من الكتب الأخرى عند الاقتضاء. وتقودني الدراسة في هذا المجرى إلى التمحيص في التفاسير الإسلامية لسورة الفلق التي ترسم للرسول محمد صورة بملامح النبي يعقوب. وهو ما يجعلني أحمل القارئ على مرافقتي في استكشاف أهمية دراسة مقارنة القرآن مع الكتاب المقدس في أطار رحلة إلى عالم الكتاب المقدس في علاقته بالقرآن.

وستقودني هذه المنهجية بمعية القارئ إلى النقطة المفصلية التي تمكننا من القول إن كانت سورة الفلق تتعلق بالرسول محمد أم بالنبي يعقوب. وسيكون القارئ الذي يشاركني السير في دهاليز هذا المسار قد تسلح بما يكفي من المعرفة لتقييم هذه الدراسة التي أقدمت عليها تحث عنوان: “رب الفلق ما بين يعقوب ومحمد: دراسة مقارنة بين القرآن والكتاب المقدس”.


عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7156

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى