الهيئة العربية للمسرح تحتفي بالفنان المغربي (إبن تاونات) عبد الحق الزروالي صاحب مؤلف”المسرح الفردي”بالإمارات العربية

عن موقع “الأمة برس”-الشارقة (الإمارات العربية المتحدة):”تاونات نت”/- تستمر الهيئة العربية للمسرح في تقديم حلقات سلسلة اقرأ كتب الهيئة ضمن برنامج عين المسرح. ومحور نقاش الحلقة الشهرية التاسعة من هذه السلسلة لشهر يوليو كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي.. مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا” تأليف الكاتب والصحافي المغربي الطاهر الطويل.

حلقة هذا الشهر تتناول موضوع المسرح الفردي في الوطن العربي، من خلال طرح أسئلة عديدة منها:هل المسرح الفردي مدخل اتجاه يرقى إلى مصاف الاتجاهات المسرحية؟ أم أنه لا يعدو أن يكون حالة ظرفية طارئة؟ أهو ظاهرة مستجدة أفرزتها أسباب معينة؟ أم هو شكل مسرحي ذو جذور في الحضارتين العربية واليونانية؟ وما مدى قدرته على تقديم إضافات نوعية للمسرح العربي عامة؟

تلك جملة إشكالات -كما يقول مؤلف الكتاب- لا تنفك تثار بصدد “المسرح الفردي”، فتجعله نقطة تقاطع لردود فعل متباينة، تبدأ من التسمية نفسها، قبل أن تطال مصداقية النظرية والإجرائية، سواء اقترنت بالتساؤل عن مشروعية انتمائه لروح المسرح وجوهره، أم بالاشتغال النقدي -وربما الانتقادي أحيانا- المنصبّ على عروض مسرحية بعينها، حين تفصح عن كينونتها تحت رداء “المسرح الفردي”.

من خلال ذلك وغيره يأخذنا الطاهر الطويل عبر كتابه في رحلة معرفية تلامس جوانب من الإشكالات التي يطرحها “المسرح الفردي”، في ضوء تجربة المسرحي المغربي (إبن تاونات) عبدالحق الزروالي، هذه التجربة التي أثبتت حضورها الملحوظ على الساحة المسرحية المغربية والعربية.

ويشتمل كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي.. مسرح عبد الحق الزروالي نموذجا” على مدخل وثلاثة فصول، حيث تناول الفصل الأول هوية المسرح الفردي، فيما خصص الفصل الثاني لتجربة عبدالحق الزروالي، أما الفصل الثالث فقدم قراءة في مسرحية “رحلة العطش” لعبدالحق الزروالي، ثم ذُيّل الكتاب بالنص الكامل لمسرحية “رحلة العطش”.

وإيمانا من المؤلف بأحقية السؤال كمفتاح للمعرفة، فقد ذيّل الدراسة كذلك بالتساؤل عن مستقبل المسرح الفردي في الوطن العربي، إذ يكتب “إن استمرارية مسرح الممثل الواحد وتطوره، تتطلب وعيا عميقا بأسسه الفنية وأيضا وجود ريبرتوار نظري ونصي في المجال نفسه”.

ويعود المؤلف بشجرة نسب المسرح الفردي إلى تاريخ المسرح اليوناني عند وجود الممثل الواحد في العمل المسرحي من خلال العمل الذي كان يقوم به ثيسبيس؛ كما يستعرض عددا من الأشكال الفرجوية العربية التي يحضر فيها الممثل الواحد، وإن بشكله التقليدي العفوي.

وقد سعى هذا المؤلف على المستوى المنهجي إلى الاعتماد على قراءتين اختصت إحداهما بمقاربة تعاقبية تأريخية لظاهرة مسرحية ذات جذور تاريخية تعود إلى بدايات الفن المسرحي أو الظاهرة التمثيلية الإنسانية منذ اليونان حتى اليوم، وهي ما اصطلح عليه بالمسرح الفردي أو مسرح الممثل الواحد أو المونودراما، هذا المصطلح المحايث بطبيعة خطابه لأحد عناصر النص الدرامي، وهو المونولوج أو المناجاة أو الحوار الداخلي، وإن كان المونولوج يختلف اختلافا جذريا عن المونودراما، بالرغم من التقاطعات التي تجمعه مع هذا الجنس المسرحي.

ويعتبر المونولوج استغوارا للذات المفردة باستحضار آلامها وآمالها في لحظة تفرد خاصة بعيدا عن صراع الشخصيات مع بعضها البعض أو صراع شخصية ما مع محيطها؛ فالمونولوج كشف عن أسرار الأنا أمام الأنا/ الذات وأمام الآخرين أو جمهور المتلقين، في لحظة انفلات من سياق الأحداث الجارية داخل النص الدرامي أو العرض المسرحي وإن كان يشكل إضاءة لها.

والمونولوج بهذا المعنى رؤية للعالم والشخصيات والكون والذات لذاتها معا؛ بينما المونودراما عمل مسرحي متكامل بقدر ما يحكي مأساة الذات الحاكية أو الراوية أو المشخصة، بقدر ما يعرض أحداثا وشخصيات وأفعالا عبر الاستحضار والتخييل، ويتوسل لذلك بكل الممكنات والوسائل الركحية، ممثلة في السينوغرافيا والأكسسوار والأقنعة التشخيصية والمادية والملابس وغيرها.

ويذكر أن كتاب “المسرح الفردي في الوطن العربي.. مسرح عبدالحق الزروالي نموذجا” صدر سابقا ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح في الشارقة ضمن سلسلة دراسات، وستوفره الهيئة للقراء طيلة شهر يوليو 2021 في صيغة رقمية على موقعها الإلكتروني.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7156

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى