(إبنة تاونات) الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي: ولدتني أمي لأظل طفلة قلبها أخضر

موقع “الكتابة“- حاورها: رضوان بن شيكار:”تاونات نت”/- تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في أحد المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد ‘نتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الشاعرة المغربية (إبنة تاونات)علية الإدريسي البوزيدي:
1- كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
سألني: هل أنت الإدريسي البوزيدي؟
أجبت: أحيانا
قال: أنت علية إذن
قلت: دائما
2- ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
“حسنة” هذه الموسوعة الضخمة رافقني منذ أن حللت على رحمها ضيفة من درجة أصغر بناتها لأتحول مع السنين إلى مقيمة في بؤبؤ قلبها.
3- متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
لأن الكتابة هواء ما قبل الميلاد بدأت أسبح بملابسي لأسترجعني، كلما لامست موجة صغيرة.
لذا أكتب كي لا يقال عني شاعرة وحتى لا تشعر أصابعي بالوحدة…
4- ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
أحب تاونات لأنها مدينة جدتي، والمدينة التي تبادلت فيها ابتسامتي مع طفولتي. وأتوق للتسكع بين شوارع وأزقة جهات قلبي.
5- هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
كيف تريدني أن أكون راضية وعلى ظهري اسم ثلاثي لايتقن السقوط.؟
أفكر في فتح باب لأخرج منه.
6- متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
كيف أحرق أوراقي وأنا شديدة البرد؟
أفكر في كل هذا الثلج الذي لايسقط على رأسي، وأنا أفتش في الطريق عن شجاعة منتحرة .
7- ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس ما خاصة للكتابة؟
الكتب ليست باروكات نستعيرها بل هي لفافة حشيش نتدثر بها كلما غاب عنا وجه الخبز
حين كانت جدتي لأمي على قيد ضحكتها تروي كتفي كنت أجلس في راحة يدها أهز بتقشف ملامحي من على الأرض لألملم ما يتساقط من جثتي من ديدان كي لا تعترض طريقي الكلاب الضالة .
8-هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
اسأله(ا)…
9- ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
كل المدن التي نهجرها تهجرنا تباعا فبين الإنزواء و العلن تنتظم الأزقة والشوارع والبحار كإصرار على الحب في طوابير على عتبة السقوط. وحدها شعرة معاوية تقف في الهواء ملوحة لهذا العابر الضرير .
10- شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
لأنه طلب مستحيل سأحلم به
11-ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
هناك كنت أرافقها في مواسم الصيف. نصل قبل أن يشقشق الصباح .
“هذي الشجرة د مامك لالة فطوم “
تقول وهي تسحب غصنا ذاع ثمره
ليتني شجرة تين لتقطفني أمي.
12- ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
نافذة أو شرفة هذا ما يساعد على النوم بمزاج يسدده فراغ محتمل .
13- ما الذي يريده الناس تحديدا من الشاعر؟
اعتقد أنهم يريدونه أن يصمت طويلا
14- صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن ديوانك ( “حانة لو يأتيها النبيذ”).كيف كتب وفي أي ظرف؟
أمي لم تعلمني كيف أعجن الخبز لكن وأنا ألهو بالدقيق والماء كنت أترك أصابعي بارزة كي أنتزع من أسنانها البيضاء طفلا .
رغم أن الشوارع كانت شبه خالية في تاونات لم أكن أصدقها. ولما أردت أن أعتذر إلى المقبرة التى كنت أمر منها في طريق عودتي من المدرسة كتبت” حانة لو يآتيها النبيذ*
15- ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
كل مساء يجتمع جسدي وملابس جدتي لأنام بأتر مقيم.الأحلام تعيدني إلى جدي بشعري الأسود الطويل نتأرجح معا على خيط برق وبكل أطياف قوس قزح تسمعنا النجمة المشتعلة الزهرات المزهرة ترفرف في تفاصيل الكون أسمع موسيقى فوق سحابة جسدي بأكمله في ملابس جدتي سأحلم أيضا
الاحلام تتحقق وهذا صار معي …
16- كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
إنها فرصة لارتكاب المزيد من الأخطاء
17- أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
لي وجه جدتي وقلب أمي ولتشرب الذكريات السيئة عرض البحر
18- كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
أنا مازلت أحاول، أن أجد أصابعي التي تأكل أحلامي في السرير ومازلت، أيضا أضيع شفاهي كلما استعدت عافيتي من الحب. لكنني لا أعرف كيف أقحم نفسي في بذلة واسعة ولا حتى كيف أقنع دموعي التي تهرب إلى العراء بأن تحتمي بظلي.
لقد ولدتني أمي لأظل طفلة قلبها أخضر…

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى