ملاعب القرب المعشوشبة بإقليم تاونات… أحلام اليقظة ؟
محمد الأزمي الإدريسي:”تاونات نت”/-اليكم هذا الخبر ” تعززت البنيات التحتية الرياضية باليوسفية ب 19 ملعبا معشوشبا موزعة على تسع جماعات ترابية أريع ملاعب للقرب بجماعة الكنتور و ثلاثة ملاعب بجماعة السبيعات و ثلاثة ملاعب بجماعة رأس العين و ملعبين بجماعة الخوالقة و ملعبين بجماعة اجنان أبيه و ملعبين بجماعة ايغود و ملعب واحد لكل من جماعة الطياميم و جماعة أجدور و جماعة سيدي الشيكر …كل هاته الملاعب تم تشييدها في اطار مشروع مولته المديرية الإقليمية للشباب و الرياضة باليوسفية بشراكة مع الوزارة الوصية ووزارة الداخلية “.
هذا الخبر السار لا يخص إقليم تاونات فهذا الأخير لا يستحق مثل هاته الأخبار في نظر البعض للأسف الشديد ، فتاونات لا تستحق سوى ملاعب إسمنتية كملعب القرب بالعشايش، حيث تراه من مسافة ليست بالبعيدة يتخيل لك أنه قبرا من الحجم الكبير أو المتوسط ، و لن يخطر على بالك انه ملعب للقرب ، فهو عبارة عن صندوق إسمنتي محكم الإغلاق ناصع البياض معزول عن المدار الحضري و بجواره مقبرة …
و هو أمر مؤسف و محزن و مخزي ، كيف ندعو أطفال اليوم و جيل المستقبل اللذين ندعوهم في كل لحظة و حين لممارسة الرياضة ، وهم يتابعون بأم أعينهم أن هناك ملاعب للقرب بتاونات المدينة تشيد بهاته البشاعة الرياضية و أرضيتها بالاسمنت المسلح …، مع العلم أن جميع ملاعب القرب بالمغرب كلها بالعشب الاصطناعي من الجيل الثالث ، بالإضافة إلى تعدد الملاعب بالجماعة الترابية الواحدة و هذا غير موجود بإقليم تاونات التي تتوفر على عدد قليل من ملاعب القرب ذات الأرضية الإسمنتية ساهمت بشكل كبير في تكسير عضام الكثير من أطفالنا الأبرياء ، والبقية تأتي مع توالي السنوات ، مع العلم أن الملعب الأول تم افتتاحه سنة 2011 و هناك إحصائيات مخفية حول عدد الكسور التي تصيب الممارسين بملاعب القرب بالإقليم كل سنة ، ومع ذلك فلغة الصمت تخيم على الجميع بما فيها المديرية الإقليمية للشباب و الرياضة بتاونات والمنتخبين الكبار…؟
في 2018 تم إنشاء ملعب القرب ثاني بحي الرميلة بنفس المواصفات و ذو أرضية إسمنتية دون مراعاة المعايير الرياضية التي تمنع الأرضية الإسمنتية من احتضان مباريات في كرة القدم المصغرة … التدشين حضره المدير الإقليمي عبد القادر الحمداني ، ووعد في حينها بعدم تكرار الأمر و انه سوف يقطع مع الاسمنت المسلح لكن كل الوعود التي صرح بها ذهبت أدراج الرياح ، و تمت إضافة ثلاثة ملاعب للقرب في عهده بالأرضية الإسمنتية ملعب حي العشايش و ملعب حي حجرديان و ملعب بسد ساهلة ….؟ لقد وعد وأوفى بوعده …؟.
المعمول به في ملاعب القرب و الجائز رياضيا و خصوصا كرة القدم هو ، إما أن تكون أرضية ملاعب القرب متربة أو رملية أو معشوشبة ، أما الأرضية الإسمنتية فهي غير مسموح بها إطلاقا في القاموس الرياضي و الكروي .
قد يقول البعض إن الأرضية المعشوشبة تكلفتها غالية و صيانتها متعبة ، و نحن نقول نكتفي فقط بالأرضية الرملية الرطبة …أولا تكلفتها أقل من الإسمنتية و جودتها عالية و ثانيا و هذا هو الأهم مسموح بها رياضيا ، لكن السؤال المحير لماذا يصر هؤلاء على الأرضية الإسمنتية رغم تكلفتها العالية و أضرارها الصحية الكبيرة …؟ هل هي شروط المقاول …؟ أم هناك سر دفين وراء هذا الإصرار الكبير على انجاز ملاعب القرب بالاسمنت المسلح الضار بالأطفال على الرغم من وجود حلول أخرى أكثر نجاعة ، من جهة سليمة رياضيا و من جهة أخرى منخفضة ماديا…
و مع ذلك يتم التغاضي عنها دون أن تحرك الأطراف المعنية الساكن …؟ هناك نوع من التواطئ الذي يعجز المتتبع الرياضي التاوناتي شرحه …
و قد سبق و أشرنا في نفس العمود أن تاونات هي الاستثناء السلبي في ملاعب القرب ببلادنا ، لكن لابد هنا أن نطرح سؤال يربط المسؤولية بالمحاسبة وهو ” ما دور المدير الإقليمي للشباب و الرياضة بتاونات في هاته الكارثة الرياضية ” …؟ ما الفرق بينه وبين المدير الإقليمي لليوسفية الذي أنجز 19 ملعبا معشوشبا دفعة واحدة موزعين على الجماعات الترابية ؟ إذا ما ذا يفعل المدير الإقليمي للشباب و الرياضة بتاونات …؟
°ملاعب القرب المعشوشبة بإقليم تاونات… أحلام اليقظة ؟:هو عنوان عمود “ضربة جزاء” للصحافي محمد الأزمي الإدريسي المنشور في جريدة “صدى تاونات” عدد:374-يونيو2021