صناعة الفخار بالورتزاغ بإقليم تاونات.. حرفة قديمة تصارع الاندثار

أسامة الأورابي:”تاونات نت”/- تُعد صناعة الفخار من أقدم الصناعات التقليدية في المملكة  المغربية الشريفة ، وتُشكّل رابطاً بين الإنسان المغربي المعاصر وتلك الحقب الطويلة الماضية، عندما كانت صناعة الفخار تُمثّل حاجة ماسة للمجتمع، وبالرغم من قدمها وأهميتها في تلك المرحلة، إلأ إن جيل اليوم، ترك هذه الحرفة تختفي من حياته.

كما ان المهتمين بصناعة الفخار منهم من توفاه الله ومنهم من تركها لكبر سنه ولعدم قدرته على إحيائها من جديد، ولكي نعرف تاريخ واهمية الفخار بأشكاله وألوانه، ومن كان يمارس هذه الحرفة خلال السنوات الماضية، واشتهر بها في بعض مناطق وطننا هناك جماعة الورتزاغ نموذجا بإقليم تاونات.

 وفي هذا الصدد التقينا باثنين من المهتمين بهذا التراث، خالد بوطاهر إبن دوار عين بوشريك وعبد الرحمان الأوروبي ، اللذان وصفا صناعة الفخار بأنها من اهم الحرف التي على وشك  الإندثار في السنوات الأخيرة الماضية.

يقول خالد بوطاهر في مستهل كلامه: عرفت صناعة الفخار في بعض المناطق المغربية وخاصة في إقليم تاونات  وفي منطقة جماعة الورتزاغ دوار عين بوشريك تحديداً، توجد أطلال  وبيوت الفخار الكثيرة التي ما زالت نساء دوار عين بوشريك الشريفات يهتمن بها وهي موجودة رغم مضي السنين، ويشعر المرء عند الاقتراب من تلك المحاجر بأنه يكتشف تاريخاً تراثياً عريقاً.

واشتهر من الحرفيين في هذا المجال، المواطنة  زهور الفضلي و رحمة دبنعيشة  وغيرها من ابناء المنطقة الذين عرفوا بصناعة الفخار.

وحول مستقبل مهنة صناعة الفخار قال عبد الرحمان الأوروبي في اقليم تاونات تتزايد مخاوف قدامى العاملين في المهنة من انقراضها، بسبب نفور جيل الشباب من العمل، فالبعض ذهب في البحث عن الوظيفة، والبعض يعتبر حرفة الفخار صعبة بالنسبة لهم، وهذا الأمر ادى إلى تدهور هذه الصناعة خاصة في منطقة تاونات التي اشتهرت بها.

 إلا أن هناك مبادرة فتية من جمعية محلية جمعية شباب الورتزاغ للتنمية المجتمعية إلى إحياء مركز يهتم بتعليم مهن الفخار البلدي التقليدي للجيل الصاعد من الشباب نتمنى لهذه التجربة النجاح.. 

كما أكد في تصريحه على أن  صناعة الفخار تمر بطرق طويلة تبدأ من جلب مادتها الأولية، وهي الطين من الجبال أو الوديان ثم يتم تنعيمه مما يساعد على نخله وتنظيفه، ليخلط بعدها بالماء، حيث تستخرج الشوائب أثناء الخلط، ويترك الطين حتى يتماسك ثم يأخذ الصانع منه ما يريد، كان الآباء والأجداد في السابق يستخدمون قالب التدوير الذي يدار بالأرجل وهذا يتطلب جهداً عضلياً وبدنياً، ويكون العمل بطيئاً نوعاً ما، أما الآن يستخدمون القالب الذي يدار آلياً بالرجلين عن طريق دواسة موجودة أسفله وهذا يساعد على إنجاز العمل بصورة سريعة.

تراث ينقرض

وتقول السيدة طامو القويضي من أبناء منطقة تاونات: كانت المنطقة تزدهر بصناعة الفخار، غير ان اليوم اصبحنا نستورد معظمها من الخارج، ولا نملك اليوم الا اننا نطالب بالحفاظ على صناعة الفخار كتراث حافظ عليه الآباء والأجداد مئات السنين، ونراه اليوم يختفي من حياتنا، ما يعني ان مهنة صناعة الفخار التي تعتبر، مهنة الإنسان الأول التي استعملها في مأكله ومشربه بقيت صامدة على مدى العصور المنصرمة.

وأضافت قائلة “انتصرت على عادات الزمن المتحول والمتبدل، فهي مهنة لا تشيخ رغم تراجعها، ولا يخفى على أحد أن هناك صناعات انقرضت تماماً، ودخلت المتاحف للعرض فقط، والتقدم التكنولوجي جعل الكثير من الحرف والمهن الشعبية تعاني وتواجه خطر الانقراض، ما يجعل المحافظة على التراث واجباً وطنياً”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى