علوانة..قصة زيت نادرة تصنعها أنامل نساء قرى تاونات
بوجمعة الكرمون:”تاونات نت”/-اشتهرت قرى تاونات، منذ عقود طويلة، بإنتاج زيوت “علوانة” الأصيلة، تُتقن في تحضيرها مجموعات من النسوة، لهن دراية بعملية جني الزيتون، وحرقه في أفران طينية، ومن ثمة علكه في معصرات تقليدية.
خديجة، امرأة من دوار جبلي في جماعة فناسة باب الحيط، دائرة مرنيسة بإقليم تاونات تنخرط، كل موسم جني الزيتون، في إعداد زيت علوانة، قالت لموقع “تاونات نت” وجريدة”صدى تاونات”، إن تحضير هذا النوع من الزيوت يتطلب مجهودا كبيرا، إذ تنطلق العملية بجني كمية من الزيتون الأخضر، يتم وضعها داخل أفران طينية، وبعد مدة من الزمن تستخرج منها، ثم توضع في أكياس استعدادا لعملية سحقها في مهراز خشبي.
وأضافت المرأة القروية أن الزيتون، الذي يُستخرج من الفرن الطيني، ويسحق في المهراز الخشبي، ينتهي بتوفير كمية من مستخلص الزيتون، يتم وضعه في شاميات صغيرة، قبل أن تثبت هذه الشاميات في معصرة خشبية لعصرها، أما الزيت فتخرج قطرات، وتُجمّع في آنية على امتداد ساعات الليل والنهار.
وخديجة لم تخف شغف أهل المنطقة بزيت علوانة، لكنها لم تنكر، أيضا، المشقة في تحضيرها، حيث لم تعد نساء اليوم يقبلن عليها كما جرت عادة أمهاتهن، وجداتهن، وهذا ما يفسر ندرتها، وقلة تداولها في الأسواق الأسبوعية بمجموع تراب الإقليم.
وزيوت علوانة أو عروانة، التي تحمل تسميات مختلفة، تشهد إقبالا كبيرا في مدن الشمال، لكنها لاتزال لم تنتشر في باقي المدن، كما أن سعرها، الذي يتجاوز سقف 50 درهما للتر الواحد، يعكس ندرتها، وصعوبة إنتاجها.