دوار المشاع بجماعة الودكة..العزلة تبعد تثمين الرأسمال السياحي عن أعلى قمة بتاونات
رشيد الكويرتي عن “هسبريس”:”تاونات نت”/ ـ يزخر دوار المشاع الكائن بسفح جبل ودكة، الأعلى قمة بإقليم تاونات، بمؤهلات سياحية وإيكولوجية واعدة، لكن واقع العزلة يعيق تثمين المؤهلات السياحية لهذه المنطقة المنتمية إلى جبال الريف.
يقول فؤاد شعيب، رئيس جمعية جبل ودكة للسياحة والبيئة والرياضة والثقافة، إن قرية المشاع تتواجد في قلب جبل ودكة، وسط غابة كثيفة تتكون من أشجار البلوط الفليني والبلوط الأخضر والصنوبر والعرعار؛ فضلا عن أشجار الأرز وأشجار غابوية أخرى متنوعة.
ويضيف شعيب، في حديث لهسبريس، أن قرية المشاع غنية، كذلك، بالأعشاب الطبية والعطرية والأشجار المثمرة، أشهرها أشجار الجوز المعروف محليا بـ”الكركاع”؛ فضلا احتضان المنطقة بحيرة “أفرط النجوم” التي تغني، بحسبه، المناظر الخلابة بالمنطقة، مع مخيم وطني صيفي، ومركز للمياه والغابات يتوفر على منبت لشتلات أشجار الفلين والصنوبر.
متحدث الجريدة أبرز أن دوار المشاع يعرف، كذلك، تساقطات مطرية وثلجية مهمة خلال فصل الشتاء، ما يجعله غنيا بالينابيع المائية العذبة، ومعتدل الطقس صيفا، موضحا أن المؤهلات الطبيعية المتنوعة للمنطقة تساهم في جذب الزوار لاكتشاف ما تزخر به من مؤهلات إيكولوجية.
العزلة تفاقم معاناة السياحة والساكنة:
أضاف رئيس جمعية جبل ودكة للسياحة والبيئة والرياضة والثقافة أن دوار المشاع يعد من بين أكبر دواوير إقليم تاونات، إذ يبلغ عدد أسره حوالي 500 أسرة، ومقسم لـ5 “حومات” تتوزع عليها 4 مساجد، مبرزا أن هذه القرية تبعد بحوالي 90 كلم عن مدينة تاونات، و160 كلم عن فاس و130 كلم عن شفشاون، و180 كلم عن الحسيمة.
وبنبرة متطلعة إلى المستقبل، يؤكد فؤاد شعيب أن منطقة المشاع يمكن أن تصبح وجهة سياحية مهمة إذا ما تم فك العزلة عنها، مبرزا أن وضعية الطريق الإقليمية رقم 5302 المؤدية إلى الدوار المذكور تعيق تثمين المؤهلات السياحية للمنطقة.
تابع المتحدث ذاته بأن الطريق المذكورة تم تعبيدها سنة 2006 لتعود إلى حالتها بعد مضي أقل من ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن ساكنة المشاع أصبحت تفضل استعمال إحدى الطرق غير المعبدة، بدل الطريق المذكورة، للوصول إلى مركز الجماعة الذي يبعد بنحو 20 كلم.
وأكد الفاعل الجمعوي ذاته أن وضعية الطريق المذكورة لا تشجع زوار جبل ودكة على العودة لزيارة المنطقة، موردا أن الوضعية المزرية التي يوجد عليها هذا المنفذ الطرقي تفاقم، بشكل يومي، معاناة الساكنة في التنقل خارج قريتها لقضاء مآربها الإدارية، والسفر إلى المدينة، والوصول إلى المستشفى.
مشاريع لتعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة:
من جانبه، قال عبط اللطيف حمامو، رئيس الجماعة الترابية ودكة، إن منطقة المشاع، التي ترتفع عن سطح البحر بـ1600 متر، تعد بحق من المناطق السياحية الجبلية الواعدة بإقليم تاونات؛ لتوفرها على غطاء غابوي متنوع ومخيم صيفي يضاهي مخيمات إفران وأزرو.
وأردف رئيس الجماعة بأن إكراهات الطريق 5302 حالت دوما دون تثمين المؤهلات السياحية للمنطقة، موردا أنه تمت برمجة إنجاز الشطر الأول من تعبيدها وإصلاحها على مسافة 13 كلم، حيث تقرر، وفقه، عقد جلسة لفتح الأظرف المتعلقة بإنجاز هذا المشروع يوم 22 من الشهر الجاري.
وأكد عبد اللطيف حمامو أن مجلس جماعته يأمل أن يساهم فك العزلة عن دوار المشاع في رفع معيقات التنمية المحلية، مشيرا إلى أن مجلس الجماعة سيعمل، بشراكة مع أطراف أخرى، على برمجة مشاريع مهمة من شأنها تعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة؛ من بينها توسيع المخيم الصيفي، وإحداث دار للضيافة، ومسبح.