سد الرتبة.. مشروع عملاق يغيّر وجه الأرض والحياة ضواحي غفساي بتاونات
رشيد الكويرتي من تاونات-عن هسبريس:”تاونات نت”/-انطلق العد العكسي للشروع في تشييد واحد من أهم المشروعات المائية العملاقة بالمغرب، إنه سد الرتبة الذي سيقام على واد اولاي بجماعة الرتبة بإقليم تاونات، والذي يُتوقع أن يغيّر وجه الأرض والحياة بجزء كبير من دائرة غفساي.
ويعد سد الرتبة، الذي سيكلف إنجازه 3 مليارات درهم، ثاني أكبر سد بإقليم تاونات بعد سد الوحدة، حيث تبلغ سعة حقينته مليارا و9 ملايين متر مكعب، بينما تمتد بحيرته على مساحة تناهز 2678 هكتارا بواردات مائية سنوية تناهز 351 مليون متر مكعب.
ويبلغ طول منشأة سد الرتبة، التي ستنجز على ارتفاع يناهز ألف متر عن سطح البحر، 1340 مترا عند القمة، وعلوها 98.4 أمتار؛ فيما يناهز حجم هاته المنشأة، التي ستنجز من الردوم بقناع من الخرسانة، 22 مليون متر مكعب.
مشروع بوقع اقتصادي واجتماعي
أكد سيدي صالح داحا، عامل إقليم تاونات، خلال اجتماع، انعقد بمقر العمالة لتدارس الإجراءات المتعلقة بإنجاز سد الرتبة بائرة غفساي وسد سيدي عبو بدائرة تيسة، على أهمية إنجاز هذين المشروعين ووقعهما الإيجابي على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإقليم تاونات.
الاجتماع، الذي حضره مدير التجهيزات المائية بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، استعرض خلاله هذا الأخير مجموعة من المعطيات المتعلقة بالمشروعين وأهدافهما، مبرزا أن من بين أهداف مشروع سد الرتبة الكبير توفير المياه الصالحة للشرب وسقي الأراضي الموجودة بسافلة السد وإنتاج الطاقة الكهربائية والحماية من الفيضانات.
من جانبهم، ركز نواب ومستشارو إقليم تاونات في البرلمان، خلال تدخلاتهم هذا اللقاء، على أهمية الإجراءات المتعلقة بالحد من توحل السدود بإقليم تاونات، وبرمجة مشاريع موازية لمشاريع السدود، تهم، على الخصوص، تزويد الساكنة المجاورة بالماء الصالح للشرب وخلق أنشطة اقتصادية مدرة للدخل تخص قطاع السياحة الإيكولوجية والجبلية والقروية وتربية الأسماك.
“سد الرتبة يعد أكبر مشروع تعرفه المنطقة، وستغمر حقينته أزيد من 2600 هكتار من الأراضي الفلاحية بجماعات الرتبة وسيدي الحاج امحمد والودكة وسيدي يحيى بني زروال”، يقول الحسين الخالدي، رئيس جمعية اولاي سد الرتبة، مبرزا أن إنجاز هذا السد سيحدث تحولا عميقا بالمنطقة.
ووأوضح الخالدي، في تصريح لهسبريس، أنه إذا رافقت إنجاز سد الرتبة بدائل اقتصادية واجتماعية عملية سيساهم ذلك مستقبلا في ازدهار المنطقة، مؤكدا على ضرورة مواكبة الجماعات الترابية إنجاز هذا المشروع بخلق تجزئات سكنية لاستقطاب السكان الذين ستغمر مساكنهم حقينة السد وفك العزلة عن الدواوير التي ستنقطع عنها السبل.
وأضاف المتحدث ذاته أن إنجاز سد الرتبة سيعزز الجاذبية السياحية للمنطقة؛ وهو ما يفرض، حسبه، إنجاز مشاريع طرقية جديدة، مثل برمجة طريق تربط بين تاونات وشفشاون، والتي قال الخالدي إنها ستساعد على إنعاش وازدهار السياحة الإيكولوجية بمحيط سد الرتبة.
ترقب التعويضات والترحيل
الحسين الخالدي، رئيس جمعية اولاي سد الرتبة، أوضح، وهو يتحدث لهسبريس، أن حقينة السد ستحكم على نسبة مهمة من الساكنة بالرحيل عن منازلها وأراضيها، كما هو الشأن بالنسبة إلى عدد من ساكنة دوار النازلة وتايت أفراح، مبرزا أن قرارات الترحيل ستهم قاطني حوالي 200 منزل إسمنتي، دون احتساب ساكني المنازل الطينية.
وأشار المتحدث ذاته إلى انتهاء آجال التعرضات بتاريخ الـ13 من شهر دجنبر الجاري بخصوص التخلي للاحتلال المؤقت لمساحة تناهز 449 هكتارا من الأراضي الفلاحية، مبرزا أن قيمة التعويض عن العقارات المعنية بإحداث سد الرتبة التي اقترحتها لجنة التقييم تبقى هزيلة ولا ترقى إلى تطلعات الساكنة.
وأوضح رئيس جمعية اولاي سد الرتبة أن اللجنة المذكورة اعتمدت قيما مماثلة للتعويضات التي تم تطبيقها بسد سيدي عبو بمنطقة تيسة على الرغم من التفاوت من حيث جودة الأرضي بين المنطقتين، مستغربا تصنيف مساحات أرضية شاسعة في خانة الأراضي البورية على الرغم من أنها توجد على ضفتي وادي اولاي.
وتابع الحسين الخالدي أن جمعيته، التي تعمل على تأطير الساكنة، راسلت وزير التجهيز والنقل والوجستيك والماء والتمست منه إعادة النظر في قيمة التعويضات عن العقارات المعنية بإنجاز حقينة سد الرتبة، كما راسلت برلماني دائرة غفساي وعامل إقليم تاونات من أجل عقد لقاء مباشر لشرح وجهة نظر الساكنة؛ لكنها لم تتلق، إلى حد الساعة، أي رد، وفق تعبيره.
وأكد الفاعل الجمعوي سالف الذكر على ضرورة حث الجماعات الترابية على خلق مشاريع من شأنها جذب أموال التعويضات واستثمارها محليا؛ لتستفيد منها المنطقة، وحتى لا تضطر إلى الهجرة بعيدا.