مؤسسة فكر للتنمية والثقافة التي يرأسها إبن تاونات الدكتور الدرويش تنظم ندوة حول أهمية وآفاق الدراسات الإفريقية في المغرب
إدريس الوالي-الرباط:”تاونات نت”/ لقاء بين البحث العلمي والدبلوماسية الموازية جمع أكاديميين ومسؤولين بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، حول أهمية وآفاق الدراسات الإفريقية.
جمع هذا اللقاء كلا من الدكتور (ابن تاونات) محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم،و محمد الفران، الدكتور مدير المكتبة الوطنية، والاستاذ رشيد العبدي، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، والدكتور الموساوي العجلاوي، أستاذ باحث مختص في قضايا إفريقيا، والدكتور وائل بنجلون، رئيس سابق لجامعة محمد الخامس، والدكتور رشيد بنلباه، أستاذ باحث بالمعهد الجامعي للدراسات الإفريقية والأورو-متوسطية والابرو-أمريكية.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث الدكتور محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم عن الرصيد الكبير المتزايد لمصداقية المغرب في القارة الإفريقية، بوصفه البلد المستثمر الأول، وباعتبار حضوره القوي، دبلوماسيا ودينيا.
دعا محمد الدرويش، رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، المسؤولين إلى استحضار تاريخ المغرب وحاضره في القارة الإفريقية، من أجل بناء مستقبله داخلها، معرباً عن أسفه، في السياق نفسه، من اتخاذ الحكومة السابقة، لقرار تجميد معهد الدراسات الإفريقية.
وقال الدرويش، في افتتاح المائدة المستديرة حول موضوع: “الدراسات الإفريقية، الأهمية والآفاق، التي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بشراكة مع جمعية جهات المغرب، وأقيمت بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إن هذا المكان الذي يحتضن المناسبة، هو نفسه الذي استضاف قبل ثمان سنوات، خلال شهر يونيو من سنة 2014، ندوة دولية في موضوع: “المغرب وإفريقيا.. الماضي والحاضر والمستقبل”.
وأضاف الدرويش، أن هذه الندوة، “شارك في أشغالها أكاديميون وسياسيون من مجموعة من دول إفريقيا الفرنكوفونية والأنجلوساكسونية والعربية، والتي انتهت أشغالها بإصدار نداء الرباط باسم المشاركين، حيث أكدوا على الحاجة الدائمة والمتجددة للتشاور وتبادل الخبرات والتجارب والتعاون بين أساتذة الجامعات والفاعلين من منظمات سياسية واجتماعية ومدنية واقتصادية وثقافية”.
وذلك، يتابع الدرويش، من أجل “بناء نهج مشترك يهدف إلى ضمان تنمية القارة الإفريقية في جميع المجالات على أساس التضامن الفعال والرؤية المشتركة للمستقبل، مع المطالبة بالاعتراف بالجهود التي يقوم بها المغرب للمساهمة بجدية في الجهود الجماعية من أجل قارة جديدة بروح رابح – رابح، والتأكيد على أن القارة الإفريقية ما زالت تتعرض للتلاعبات المختلفة”.
وأبرز أن هذه التلاعبات، “تتسبب في الأزمات والصراعات الداخلية والتي تهدد الاستقرار في مجموعة من الدول الإفريقية والدعوة الصريحة إلى أن يكون الاتحاد الإفريقي، مؤسسة قوية بهياكل جدية وفعالة ومناسبة لقضايا القارة في علاقاتها الدولية، مع التنويه بانخراط المغرب في تنفيد سياسة إفريقية بناءة من خلال سياسة التعاون جنوب – جنوب”.
واسترسل الدرويش، أن نداء الرباط، وجه أيضا، “الطلب لرؤساء الدول الإفريقية بالانخراط في إصلاح الاتحاد الإفريقي، ونداء للمملكة المغربية للعودة إلى الاتحاد الإفريقي”، مردفاً: “اليوم نعود لطرح الموضوع لكن بمنطق آخر وفي ظروف مغايرة حيث نستحضر خلاله تاريخ الدراسات الإفريقية، ومجالات اهتمامات المؤرخين والسياسيين والاقتصاديين بقارة لها التاريخ والثروة الإنسانية والطبيعية وغيرهما”.
ولذلك، يتابع “أضحت تشكل محط اهتمام كل القوى العالمية وفضاء التجاذبات السياسية والاقتصادية خصوصا بعد ما عاشته الدول العظمى من أزمات مالية بعد سنة 2007، وانعكاسات ذلك اجتماعيا وسياسيا”، مضيفاً أنه “لا بد من التذكير هنا بأن القرار الحكيم الذي اتخذه جلالة الملك محمد السادس والقاضي بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والعدول عن سياسة المقعد الفارغ في هياكله بعثر أوراق خصوم المغرب”.
وواصل الدرويش: “بل إن الزيارات المكوكية التي قام بها جلالته لمجموعة من الدول الإفريقية وحجم الاستثمار الذي دشنه المغرب في دول إفريقية بمنطق رابح – رابح، كل ذلك أعاد المغرب لمكانته الطبيعية، انتماء للقارة الإفريقية، واستحضارا للعلاقات التاريخية التي جمعت بينه وبين دول إفريقية عبر التاريخ، وهي مبادرات لعمري جعلت دولا تستعيد الثقة في قدراتها وأدت إلى كثير منها بالجهر بأن إفريقيا للأفارقة في كل المستويات حتى تكون قادرة على رفع تحديات التنمية والتحديث”.
وأكد محمد الدرويش، أن عودة المغرب إلى البنيات الإدارية والمؤسساتية للاتحاد الإفريقي شكلت “تحولا تاريخيا” في العلاقات المغربية-الإفريقية.
وأبرز الدرويش، في تصريح صحافي على هامش هذه الندوة، أن قرار العودة الذي اتخذه صاحب الجلالة الملك محمد السادس “كان قرارا حكيما أعاد المغرب إلى الواجهة والريادة في كافة المجالات، وذلك في تعاون تام مع الدول الشقيقة والصديقة”، مشيرا إلى أن هذه العودة “أربكت حسابات خصوم المملكة وعدد من الدول الأخرى”.
وبعد أن أعرب عن اعتزاز مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم بهذه العودة، ذكر الدرويش بأن المؤسسة كانت قد وجهت نداء بمشاركة فاعلين أكاديميين وسياسيين من مجموعة من الدول الإفريقية شاركوا خلال شهر يونيو 2014 في ندوة دولية نظمتها المؤسسة برحاب المكتبة الوطنية في موضوع المغرب وإفريقيا.. الماضي والحاضر والمستقبل”، من أجل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.
إذن، يضيف الدرويش، كانت دعوتنا آنذاك دعوة صريحة إلى أن يكون الاتحاد الإفريقي مؤسسة قوية بهياكل جدية وفعالة ومناسبة لقضايا القارة الإفريقية في علاقاتها الدولية مع التنويه بانخراط المغرب في تنفيذ سياسة إفريقية بناءة من خلال سياسة التعاون جنوب-جنوب، منوها، في هذا الصدد، بكل المبادرات التي اتخذتها المملكة لفائدة تطوير بنيات الاتحاد الإفريقي وتدشين مشاريع كبرى اقتصادية واجتماعية وإدارية في مجموعة من البلدان الإفريقية.
يشار إلى أن الندوة التي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بشراكة مع جمعية جهات المغرب والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، شهدت مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين، من بينهم رئيس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، رشيد العبدي، ومدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران، والخبير والباحث الجامعي، الموساوي العجلاوي.
وفي هذا الصدد، قال الدرويش إن أشغال هذه الندوة تروم استحضار تاريخ الدراسات الإفريقية في مغرب ما بعد الاستقلال بشكل خاص، وكذا تطور هذه الدراسات التي كانت لها الآثار الواضحة على العلاقات المغربية-الإفريقية، بدء بمؤتمر 1961 الذي شكل نقطة التفكير في منظمة الوحدة الإفريقية التي تم تأسيسها سنتين بعد ذلك.
ومنذ ذلك الوقت، يضيف المتحدث ذاته، يضطلع المغرب بأدوار ذات أهمية كبرى في علاقاته مع مجموعة من الدول الإفريقية، والتي اتسمت بامتدادات دينية وتاريخية انطلاقا من المواقف الشجاعة التي اتخذتها المملكة في الوقوف أمام كل اعتداء على أي دولة من الدول الإفريقية.