الشاب محمد الزاهر أنشأ تعاونية عائلية للتين بضواحي تاونات وأحدث صفحة فيسبوكية لترويج المنتوج

حميد الأبيض-فاس:”تاونات نت”/-نجح الشاب محمد الزاهر، في استثمار ثروات منطقته وأنشأ تعاونية عائلية فتحت في وجهه نافذة الكسب الكفيل بإعالة أسرته الصغيرة في ظل انحصار فرص الشغل في بادية تحتاج برامج تنموية حقيقية تخرج أبناءها من واقع البطالة والفقر قاتلا الطموح في نفوسهم.

ازداد وترعرع وشب بدوار صغير يسمى ب”حرث لحسن” محسوب على منطقة أيشتوم بقمة جبل مطل على دوار الكزار في جماعة بوهودة/ متيوة بإقليم تاونات، المشهورة وطنيا بإنتاج التين بمختلف أنواعه التي خبر منذ صغره طريقة زراعة أشجارها وإنتاجها وتجفيفها.

عمره 28 سنة قضى غالبيته في مساعدة أبيه في أعمال الفلاحة بمنطقته صعبة المسالك والتضاريس، سيما في الحرث والحصاد وجني محصول التين ونقله وتجفيفه وبيعه، بعدما لم تسعفه الظروف في استكمال دراسته التي انقطع عنها مبكرا، قبل أن يؤسس تعاونية.

“كنز جبالة” اسم اختاره لتعاونية يرأسها وتضم أفراد عائلته. أسسها قبل سنة لتنضاف لتعاونيات مماثلة بالجماعة نفسها وبوعادل وحيثما ينتج التين بالإقليم. ومنها كسب دخلا مهما يساعد العائلة في تدبر تكاليف العيش وتوفير حاجيات أفرادها ومأكلهم ومشربهم.

ويقول “التعاونية أثرت وحسنت دخل الأسرة ولو موسميا. وأكيد لو زاد الرأسمال المستثمر فيها وتحسنت ظروف الولوج للدوار، ستتحسن أكثر ونراهن على المستقبل لتطوير التجربة والرفع من الربح”، متمنيا التفاتة رسمية لمثل هذه المبادرات الهامة بالعالم القروي.

يتعب محمد كثيرا لأجل الكسب. يقطع مسافات طويلة لجمع التين من دواوير مجاورة مستعينا في ذلك بالحمار وسيلته الوحيدة للولوج إلى مناطق غارقة في التهميش والإقصاء لا تتوفر إلا على مسالك يصعب عبورها دون مخاطرة ومغامرة من أصحاب العربات.     

يشكل فلاحو دواري أيشتوم و”حرث لحسن” أكثر زبنائه الذين يقتني منهم حاجيات تعاونيته من التين، وقد يضطر لشراء كميات أخرى من دواوير بالجماعة نفسها يتنقل إليها طيلة ساعة أحيانا في ظروف صعبة يتحملها كما حماره، لكن “كل شيء يهون في سبيل الكسب”.

ويوضح محمد المتزوج بدون أبناء، أنه يحافظ على الطريقة التقليدية المثلى لتجفيف التين دون الوسائل العصرية إلا ما يتعلق بالتغليف، مؤكدا أن ذلك يحافظ على المادة بالجودة في إنتاج “الشريحة” أو التين المجفف بأنواعه، الذي يعرف إقبالا كبيرا سيما في رمضان. 

ويؤكد “نعاني من صعوبة الولوج في طرق ضيقة جدا ومحفوفة بالمخاطر، لكن أتحمل ذلك ومشاكل ومثبطات تحد من إشعاع التعاونية دون طموحنا”، مشيرا إلى اعتماده الطريقة التقليدية في تجفيف التين بالشمس، والترتيب اليدوي لحباته في أكياس قبل تغليفها.

تعاونيات مماثلة تعاني كثيرا لتسويق منتوجها، لكن محمد اهتدى لطريقة ذكية لبيع ما ينتجه ليس فقط من التين الجاف الأبيض والأسود من النابوت والفاسي وعنف الحمام والخبزي، بل من الأعشاب الطبية والعطرية سيما الزعتر وزعيترة وفليو وأزير والريحان.

التسويق الإلكتروني وسيلته الأنجع لترويج المنتوج والتواصل مع الزبناء في مختلف الأقاليم والمدن المغربية، يتلقى الطلبيات المحددة للنوعية والكمية ويشحنها في أكياس صحية خاصة يبعثها لوجهتها بعد الاتفاق المسبق على الثمن مع كل زبون ومصاريف الشحن.

“تعاونية كنز جبالة” صفحة فيسبوكية أحدثها رئيسها لبيع ما تنتجه من تين بأثمنة تتراوح بين 65 درهما للكيلو الواحد من الشريحة البيضاء و40 درهما للشريحة السوداء و50 درهما لتلك البيضاء المطحونة، فيما تتراوح أسعار الأعشاب بين 10 و13 درهم للكيلو.

كل أنواع النباتات المطلوبة في المطابخ المغربية، يوفرها محمد لزبنائه الذين لم يكتفي بالصفحة التي يقارب عدد منخرطيها الألفين، ونشر هاتفه للتواصل معهم داخل الوطن وخارجه، بل وضع بريدا إلكترونيا لذلك، متمنيا أن يأتي يوم يعرض فيه بأسواق كبرى.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى