الفنان المغربي (إبن تاونات) نبيل الجاي لـ «القدس العربي»: تعدد النقابات الفنية في المغرب أفرغ عملها النقابي من مهامه

عبد العزيز بنعبو-الرباط – «القدس العربي»:”تاونات نت”/– يجر الفنان المغربي (إلذي ينحدر من إقليم تاونات) نبيل الجاي خلفه رصيدا مهما من العطاء في المجال الموسيقي، ذلك منذ بداية التسعينيات حين جاور كبار مبدعي الأغنية المغربية، وكان برفقة الراحل مصطفى بغداد في النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، التي عاشت اوج عطائها وحضورها، وجمعت حولها كل الفنانين المغاربة من كل المشارب والحساسيات وكانت بالفعل ام النقابات ساعتها.
حضور الجاي الموسيقي يجد صداه في كلمات الأغاني والتنظيم المحكم والعلاقات الودودة والمخلصة للمنتمين للميدان الموسيقي، فهو يعتبر ما يطلق عليه بجامع الباقة (بوكينور) بالفرنسية، حين يرصع جبين السهرات التي يشرف عليها بنجوم تضيء الخشبات.
إلى جانب ذلك، يمتد نشاط نبيل الجاي المنحدر من أسرة إعلامية ومثقفة في العاصمة الرباط، إلى المجال الجمعوي حيث يرأس «المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات».
بحكم أنه غاب طيلة فترة الجائحة، سألته «القدس العربي» عن حال الفن والفنانين مع متغيرات الزمن والجائحة. فكان جوابه حين قال «الفنان والفن يتأثر بالمحيط وبالحالة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع» وأضاف في ما يشبه الإشادة «لقد شاهدنا كيف كان الفنان يبدع ليسجل مشاعره ومعاناته ومن خلالها معاناة المجتمع بل الإنسانية جمعاء، وكذلك لاحظنا انه خلال فترة الجائحة كان إقبال الجمهور على استهلاك المنتج الفني بكل تنوعاته من موسيقى ومسلسلات وافلام ومسرحيات، خصوصا خلال فترة الحجر الصحي المنزلي» وحسب الجاي، فإن ذلك مرده إلى «ما للفن من تأثير على التوازن النفسي للإنسان».
وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة يعيش الميدان الفني في المغرب، كباقي المجالات بعض الانتعاش بعد العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية وفتح المسارح ودور السينما في انتظار عودة المهرجانات الكبرى خلال فصل الصيف ان شاء الله» .
من حديث الانتعاش بعد الأزمة والخروج من عنق الزجاجة، سألنا نبيل الجاي عن الجديد على الصعيد الشخصي كواحد من المنتمين للميدان الفني، فأكد أنه طبعا «لم ينقطع عن الكتابة والانشغال بالهم الإبداعي، والآن نحن بصدد تسجيل أغنية بعنوان (الجيش الابيض) تكريما لهيئة الأطباء الذي كانوا في الصفوف الأولى في مواجهة الوباء حيث استشهد منهم أكثر من 70 طبيب وطبيبة وهي من كلماتي وألحان الاستاذ محمد الشرابي» .
غالبا ما يقترن الحديث عن الأزمة بالحديث عن ما قامت به الوزارة الوصية على القطاع الفني والثقافي، فهل كانت وزارة الثقافة ومختلف الفاعلين في الميدان الفني في الموعد مع إعادة الانتعاش للميدان الفني؟
بالنسبة لنبيل الجاي، فإن «طبيعة المرحلة تقتضي الرفع من وتيرة العمل و الإسراع في اتخاذ إجراءات تساير خصوصيات المرحلة» ويستطرد المتحدث قائلا «لابد من الاشادة بما يقوم به وزير الثقافة المهدي بنسعيد لصالح الفن والفنانين، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر مبادرة (المسرح يتحرك) وإطلاق برنامج دعم إنتاج المشاريع الثقافية والفنية وتشمل الموسيقى والفنون الكوريغرافية والفنون التشكيلية والبصرية، النشر والكتاب ودعم الجمعيات والتظاهرات والمهرجانات الفنية والثقافية».
ويضيف نبيل الجاي الإشادة بما «قام ويقوم به المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة من مجهودات جبارة تروم الرفع من مستوى توزيع الحقوق وكذا إعادة الاعتبار للفنانين والمؤلفين المغاربة من خلال استخلاص مستحقاتهم عن انتاجاتهم التي يتم استغلالها من طرف القطاع السمعي البصري العام والخاص».
بحكم أنه كان منتميا لنقابة شهيرة هي النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، سألنا الجاي عن موقع النقابات الفنية من كل ما يطرأ حاليا في الميدان، والحديث هنا عن النقابات الموسيقية بالخصوص، فقال «تعدد النقابات الفنية في المغرب أفرغ العمل النقابي من مهامه والدور المنوط به. هذا لا يعني أننا لا نتوفر على نقابات جادة تؤدي مهامها دورها كما يجب ويقودها فنانون كبار مشهود لهم بالحرفية والتفاني في خدمة الفن والثقافة والدفاع عن مصالح القطاعات التي تمثلها بل تعتبر شريك أساسي للمؤسسات العمومية التي تتحمل مسؤولية تسيير القطاع الفني والثقافي في المغرب».
ويضيف المتحدث قائلا، إن مثل تلك النقابات «قامت بدورها كما يجب من خلال المساهمة في تحيين عدة نصوص قانونية أو من خلال عضوية لجان البطاقة المهنية و كذا الدعم».


من الأسئلة العالقة باستمرار، هي لماذا كلما كانت هناك أزمة يكون الفنان هو أول المتضررين بها؟ يجيب الجاي «نعرف جيدا حالة الفنان خصوصا غير المؤطرين منهم وغير المنخرطين في هيأت التعاضد والحماية الاجتماعية» ويوضح أن ذلك كشفته «أزمة وباء كورونا حيث كان الفنان الموسيقي من اول المتضررين خصوصا مع إلغاء المهرجانات وإغلاق الفنادق والمطاعم» .
ويؤكد المتحدث أن «المشروع الملكي الكبير حول الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك محمد السادس سيمكن هذه الفئة من الفنانين من الاستفادة من تغطية صحية لهم ولذويهم من خلال انخراطهم في مؤسسة الضمان الاجتماعي». خاتمة الحوار كان حول الإعلام المرئي والمسموع وهل يؤدي وظيفته فنيا كما يجب، خاصة أنه من بين الأسماء التي اشتغلت في المهنة.
لم يخرج رد نبيل الجاي عن الإطار العام حين أكد أن «الإعلام السمعي البصري العام والخاص مهووس بنسب المشاهدة مما يجعله يغيب عن رسالته الحقيقية».
وحدد هذه الرسالة الحقيقية، في «التوثيق والمساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي وكذا تسليط الضوء على الرواد أعني رواد الموسيقى المغربية التراثية منها والعصرية حسب دفاتر التحملات التي توجب ذلك أي نشر وتشجيع مقومات الهوية المغربية داخل شبكة البرامج بنسبة لا تقل عن 70 في المئة». ويؤكد الجاي أن هناك استثناءات تتمثل في «بعض معدي البرامج اللذين يحترمون المشاهد وهم بدورهم يعانون من التضييق كبرمجة أعمالهم خارج أوقات الذروة».

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى