(إبن تاونات) البروفيسور نجيب الزروالي لـ «الاتحاد الاشتراكي:الأنسنة والتأطير القانوني ضروريان لتطوير الطب عن بعد

وحيد مبارك –عن جريدة “الإتحاد الإشتراكي”:”تاونات نت”/– أكد البروفيسور (إبن تاونات) نجيب الزروالي الوارثي في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن الطب عن بعد له أهمية كبرى في خدمة الصحة العامة لأنه يمكن أن يساهم في حلّ العديد من المشاكل الصحية، خاصة في الأماكن التي تفتقد لوجود أطباء في بعض التخصصات، وذلك سواء تعلّق الأمر بالاستشارة أو العلاجات أو حتى تتبع الوضعية الصحية للمريض، فضلا عن إيجابياته التي تهم مجالات أخرى كما هو الشأن بالنسبة لمجال الخبرة الطبية.
وأبرز الخبير في المجال الطبي في تصريحه للجريدة، أن الطب عن بعد له قيمة أساسية اليوم بشكل أكبر، في ارتباط بما يسمى باجتماعات التشاور متعدد الاختصاصات rcp ، إذ يتأتى بفضلها ومن خلالها دراسة ملفات المرضى من طرف عدد مهم من الاختصاصيين سواء كانوا مغاربة أو أجانب، تمكين المريض من التدخل المناسب ومن إمكانية للعلاج بعد استشارة طبية واسعة.

 وأكد الدكتور الزروالي أن أول تجربة في هذا الصدد تمت بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء سنة 1992 من خلال لقاء طبي جرى تنظيمه عن بعد بشكل مشترك مع كلية الطب برين في فرنسا ومستشفى العيون، وتم خلاله القيام بعمليات استشارة واسعة تخص عددا من المرضى، وهو ما يبين أن الأهمية الأولى للطب عن بعد تكمن في الاستشارة والتشخيص وحتى العلاج، وهي الخدمة التي يقدمها اختصاصيون في تخصص طبي بعينه.
وأوضح المتحدث أن المغرب قد قطع منذ بداية التسعينيات إلى اليوم أشواطا كبيرة من أجل تطوير الطب عن بعد، وهو ما تم تتويجه بإصدار منشور من طرف الحكومة السابقة يخص هذا الأمر، لكنه شدد بالمقابل على أنه لا يمكن أن يعوض الطبيب، فإذا كان يتم الاعتماد على هذه التقنية على مستوى التحليل وإبداء الرأي في ما يخص عددا من الفحوصات التكميلية إما بالأشعة أو بالتشريح الطبي مفيدا، ويتم اللجوء إليها كذلك لتتبع بعض الحالات المزمنة كمرض السكري أو الغدة الدرقية أو غيره، دون الحاجة إلى فحص الطبيب المباشر من أجل تغيير نسبي في طبيعة العلاج والدواء، فإن حضور الطبيب يبقى أساسيا ولا يمكن تجاوزه.
ونبّه الوزير الأسبق إلى أن اللجوء إلى الطب عن بعد يطرح قضايا مهمة يجب الحرص على التقيد بها، كما هو الحال بالنسبة لأخلاقيات الطب، واحترام السرية المهنية والحفاظ على المعطيات الشخصية، إضافة إلى ضرورة التأكد من كون المخاطب الذي يوجد وراء الشاشة هو طبيب حقيقي، وبالتالي فلا بد من تأطير الطب عن بعد، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي اليوم يحاول أن يعطي تشخيصات مفيدة لبعض المرضى وكذلك الأمر بالنسبة للعلاجات.

وأبرز السفير السابق بتونس البروفيسور الزروالي في تصريحه للجريدة أن مجموعة من المختصين أجمعوا في لقاء دولي، جرى تنظيمه مؤخرا وعرف مشاركة خبراء من دول متقدمة ومن المغرب، على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يساعد على اتخاذ القرار لكنه لا يمكن أن يقوم مقام الطبيب، مشددين على ضرورة أنسنة الطب لأن الآلة لا يمكن أن تعوّض الطبيب.

واختتم الخبير الطبي تصريحه بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار وضرورة حضور العلاقة المباشرة بين الطبيب والمريض التي تكرّس للثقة بين الطرفين، مشددا على أنه لا يجب التفريط لا في الطبيب ولا في الطب عن بعد لأنهما متكاملين معا ويخدمان الصحة العامة.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7183

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى