الصناعة النباتية بجماعة بوشابل بقرية أبا محمد بإقليم تاونات…دوار كوالل نموذجا
المهدي عبد الله –قرية أبا محمد :”تاونات نت”/-أحد الدواوير التابع لجماعة بوشابل بدائرة قرية أبا محمد بإقليم تاونات الذي لازال سكانه يحافظون على صناعة تقليدية تصارع الانقراض، أمام تقدم جحافل “البلاستيك” القادم من أقصى شرق الكرة الأرضية على ظهر التنين الصيني، صناعة قوامها “القصب” و”الدوم ” و “العود” تطوعها أيادي ماهرة رضعت الحرفة أبا عن جد…
أيادي أدمتها مرارا وتكرارا نخسة من نبات “الدوم” أو جرح من قصبة أو ضربة خاطئة من شفرة سكين حادة، حتى وأنت تنظر إلى تلك الأيادي الخشنة وما رسم الزمن عليها من وشم غائر كأنك تتصفح كتاب تاريخ مهمل يحكي طول أيام تعلم حرفة تترنح…
يتعلق الأمر بدوار كوالل الواقع بتراب جماعة بوشابل جل ساكنة هذا الدوار يمتهنون صناعة المنتوجات النباتية من قصب ودوم وعود وسعف النخيل …كل هذه المواد الأولية تستورد من جهات بعيدة خارج إقليم تاونات .
يعقد كل يوم اثنين سوق خاص ببيع هذه المصنوعات بالكلمتر 66 على الطريق الرابطة بين فاس وتاونات عبر مولاي بوشتى ..
تتعدد أنواع المصنوعات بتعدد طرق استعمالاتها فهي عبارة عن قفف وسلل ومزهريات ومهود وما الى ذلك…
يقتني في اغلب الأحيان هذه المنتوجات وسطاء يأتون من خارج المنطقة الذين ينقلونها إلى ورشاتهم من اجل القيام بإضافات عليها لكي تتخذ شكلا نهائيا قابلا للتسويق خاصة المهود التي تصدر إلى الخارج حيث تعرف بمهود سلة موسى.
كل الصناع الذين تم الاستماع إليهم قالوا ان الحرفة لا تدر عليهم سوى دخلا لا يغطي احتياجاتهم خاصة مع غلاء المواد الأولية وندرتها ولا ادل على ذلك انهم يتوارثون الصنعة أبا عن جد و منذ القدم دون أن تتحسن أوضاعهم ويطالبون بتدخل الجهات المسؤولة من اجل مد المساعدة إليهم ليحافظوا على هذه الصناعة الصديقة للبيئة وتطويرها …فهل من متدخل..؟