معرض لأشجار الزيتون المغربية بالرباط..الفوتوغرافي إبراهيم بنكيران يتيح التأمل في غنى وعطاء الطبيعة

 وائل بورشاشن- عن “هسبريس”: “تاونات نت”/- تأمل في غنى طبيعي وثقافي مغربي إنساني، يحضر في أحدث معارض الفوتوغرافي إبراهيم بنكيران، الذي اهتمت عدسته بأشجار الزيتون المغربية.

يستقبل هذا المعرض الجديد المعهد الألماني “غوته” بمقره في الرباط، في إطار سلسلة من المعارض المهتمة بالبيئة والمناخ في المنطقة المتوسطية، ومن المرتقب أن يستمر في العاصمة إلى مطلع الشهر المقبل.

وبفوتوغرافيا توثيقية، يتيح هذا المعرض التأمل في شجرةٍ هي الطبيعة والحياة التي لا تعيش اليومَ أفضل أيامها عالميا، وهي الثقافة أيضا؛ ثقافة الاعتناء بالأشجار والطبيعة من فترة العناية إلى فترة القطف والعصر، كما أنها ثقافة مغربية في العيش؛ أكلا وتداويا وتجميلا، سواء مع الزيتون، أو رحيقه؛ فـ”الزيت والزيتون” جزء لا يتجزأ من المعيش والمخيال العامَّين، أو “التجربة المغربية”.

حيواتٌ لشجر الزيتون، تتراءى لناظر المعرض، بين ألوان الفتوة والنضج فالذبول، تظهر وحدة تجربة الكائنات الحية، وتنبه إلى قربٍ تنبغي صيانته.

وبين غصن الشجرة الذي تركّز العدسة على ثمرة من ثماره، والأشجار المتجاورة في جود جماعي، وبين تقاليد العيش المرتبطة بهذه الزراعة، يوثّق هذا المعرض عالَما خاصا، بنواحي مكناس ومراكش وبني ملال وقلعة السراغنة وتاونات.

ولا يملك الناظر منع نفسه من تذكر مثال ذي وجهين تعكسه شجرة الزيتون، أو علاقة الإنسان مع الطبيعة بشكل عام: علاقة غير متكافئة بين كائنين حيّين؛ إنسان عطاؤه مشروط، ونبات لا يبخل بأبنائه، أو لا سبيل له لمقاومة شكل استغلاله.

شجرة الزيتون تحضر في المعرض أيضا علامة شموخ وإيناع ووفرة خير؛ لكن هذا الحضور لا ينبغي أن يُنسي المقابل الممكن، الذي يتسرّب كلما وجد شقوق الإهمال والاستغلال والتسليم بالتواطُؤات الراهنة.

في جزء آخر من المعرض، صور لأنابيب السقي بالتنقيط، قد تُتَصوّر توثيقا سطحيا، إلا أنها صورة مشرقة لإبداع إنساني، يعطي أملا في علاقته بالطبيعة، ماء ونباتا، ولو كان منطلقها نفعيا، فتظهر الأنابيب وكأنها أجهزة تنفس تنعش أرضا، وطنا.

ولا يغيب الإنسان عن المعرض، جزءا من الأشجار يتوارى خلف أغصانها، أو يدا تحمل بركاتها، أو حتى كائنا مهيمنا يقابل عطاءها بعصا تضرب ولا تكف، أذاها، إلا وأغصانها خاوية.

ويحضر رحيق الزيتون، بالمعرض، في مراحل إعداده، ثم مجاورا لرفقائه الدائمين في هذا الجزء من العالَم، ليستوِي فوق “الصينية” شايٌ، وخبز منسم بزيت الزيتون.

وبعيدا عن حمولات اللحظات المؤبَّدِ سكونُها، وتأويلاتها الممكنة، يتيح المعرض الاستمتاع بخضرة، وغنى، وحياة مغربية، إنسانية.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7186

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى