العلامة إبن إقليم تاونات أحمد بونو الذي كرمته جريدة “صدى تاونات” في 2016 في ذمة الله

إدريس الوالي:”تاونات نت”/ – بسم الله الرحمن الرحيم (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فدخلي في عبادي وادخلي جنتي).

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة أحد علماء جامعة القرويين بفاس ويتعلق الأمر بإبن جماعة عين عائشة بإقليم تاونات العلامة الأستاذ أحمد بونو والذي وافته المنية يوم السبت 07 يناير 2023 بمدينة فاس عن عمر يناهز 96 سنة.

 وقد خلف هذا الخطب الجلل، حزنا شديدا في نفوس أسرة الفقيد وبخاصة زوجته وأبنائه وأفراد عائلته وأصهاره ووزملاءه ومعارفه  لما كان يتمتع به من طيبوبة ودماثة الأخلاق.

وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم إدارة وهيئة تحرير جريدة “صدى تاونات” الورقية و معها معها موقع “تاونات نت” الإلكتروني؛ بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد الأستاذ أحمد بونو  وعلى رأسها زوجته  وأبنائه وأشقائه وشقيقاته كل واحد بإسمه وفي مقدمتهم إبنته ذة. سعيدة (أستاذة التعليم بفاس) والسي عبد الحكيم (مهندس بالرباط) والسي عبد المنعم (أستاذ جامعي بالرباط) ورفيق (إطار بإحدى الشركات بابريطانيا) وسليم (نائب رئيس الجامعة المتوسطية بفاس)، وجميع زملاءه ومعارفه والمقربين سائلين المولى عز وجل أن يلهم عائلته وذويه الصبر والسلوان.

تغمد الله الفقيد  بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين،وانا لله وانا اليه راجعون.

اللهم انا نسألك بأسمك الأعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في قبره وحشته
اللهم ثبته عند السؤال

وتجدر الإشارة أن جريدة “صدى تاونات” المحلية سبق لها أن نظمت لقاءا تواصليا وحفل تكريمي لإبن إقليم تاونات العلامة المرحوم الشيخ أحمد بونو خريج جامعة القرويين بفاس والذي يعتبر من كبار علماء الشريعة بالمغرب؛والذي تطرق فيه المحاضر للتسامح في الاسلام بحضور عدد من الوجوه والشخصيات الإعلامية والعلمية والجمعوية  في إطاراحتفال جريدة “صدى تاونات” بذكراها الثانية والعشرون (22) من الصدور والمنظم بتاريخ 14 ماي2016 بمركز التكوين المستمر التابع للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتاونات .

وقال الأستاذ بونو –خلال هذا اللقاء المفتوح معه والذي سيره الكاتب والصحافي والمحلل الأستاذ عبد الحميد العوني-أن هناك عدة آيات تستحق التدبر والوقوف عندها طويلاً، فالله تعالى أمرنا أن نعفو عمن أساء إلينا حتى ولو كان أقرب الناس إلينا،ولماذا يأمرنا القرآن بالعفو دائماً ولو صدر من أزواجنا وأولادنا؟ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

وأضاف الأستاذ بونو أنه –حسب عدة دراسات -أن المتسامحون لا يعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام أكثر من غيرهم، ولديهم قدرة على الإبداع أكثر، وكذلك خلصت دراسات أخرى إلى أن التسامح يطيل العمر، فأطول الناس أعماراً هم أكثرهم تسامحاً .

لحظة تكريم العلامة الحاج احمد بونو من طرف إدريس الوالي بتاونات سنة 2016

وقد بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذين تعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثر فعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاج الأمراض!

وأكد العلامة بونو أنه علينا أن ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، لأن الله جعل العفو نفقة نتصدق بها على غيرنا! مصداقا لقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ). وطلب منا أن نتفكر في فوائد هذا العفو، ولذلك ختم الآية بقوله: (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) .

بسبب الأهمية البالغة لموضوع التسامح والعفو فإن الله تبارك وتعالى قد سمى نفسه (العفوّ) يقول تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا). وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية الطفل السوي هو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسف يعاني منها اليوم معظم الشباب!

ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن رضي بالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا… لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

كما تم تكريم الأستاذ أحمد بونو من طرف جريدة “صدى تاونات” على ما قام به هذا العالم من جهود جبارة في سبيل نشر العلم والمعرفة ، والثقافة الدينية ، بين أبناء بلده ووطنه …إنها لجهود كبيرة مباركة ، امتدَّت على رقعة زَمَانيَّةٍ لا تقل عن أربعين سنة ، أو تزيد ، جهودٌ استفادَ منها أجيالٌ عديدةٌ من طلبةِ العلمِ في هذه الناحية من مغربا الحبيب. 

نسبه وولادته:
هو أبو عبد الحكيم الحاج أحمد بن الحاج المدني بن بوشتى بن احيدة، ولد حوالي 1347هجرية/الموافق ل 1928ميلادية- العام الذي سمي عام ولد عبد الكريم الخطابي، حيث كان الناس يؤرخون لأولادهم بالأحداث والوقائع والنوائب التي كانت تحدث دون تحديد اليوم أو الشهر ، كعام المجاعة، وعام الجدب، وهو ولد في عام ولد عبد الكريم الخطابي– بقرية الرميلة، فخذة الجعافرة العليا، وهي إحدى قرى جماعة عين عائشة  بقبيلة أولاد عمران بدائرة تيسة، باقليم تاونات ، وأمه السيدة الطاهرة بنت أحمد بن الأشهب


نشأته وتعليمه:
نشأ الأستاذ في قرية الرميلة التي ولد بها فدخل الكتاب في سن مبكرة، كانت حوالي أربع سنوات مع إخوته وقد حفظ القرآن الكريم وجمعه في اثني عشرة سنة، حيث يقول الأستاذ حاكيا عن نفسه:” حتى وصلت سني نحو ست عشرة سنة، أصبحت استظهر كتاب الله تعالى عن ظهر قلب وقد أنجزت في قراءة القرآن العظيم ثلاث عشرة سلكة وختمة، وقد أصبحت والحمد لله والمنة، أعد كلماته عدا من حيث ما يطلب في القرآن ، ويلزم القارئ أن يسلكه “. كما حفظ مع القرآن الكريم المتون التي اعتاد الطلبة حفظها تأهبا واستعدادا للالتحاق بجامع القرويين، وفي حفظ هذه المتون يقول الأستاذ- حفظه الله ورعاه -: ” ثم بعد ذلك صرت أحفظ بعض المتون مثل: نظم ابن عاشر و الأجرومية والعاصمية ومتن الرسالة والفرائض للشيخ خليل ، وأوائل العبادة من متنه وغير ذلك مما هو لازم في الأوائل…”.
وبعد حفظ القران الكريم والمتون الفقهية والنحوية، توجه إلي طلب العلم ودراسته في المساجد التي تعتبر مراكز تدرس فيها العلوم الشرعية ،يقول الأستاذ في هذه المرحلة : ” ولما فرغت من حفظ القرآن توجهت رغبتي لتعلم العلم المعبر عنه بعلم الأوراق، فقرأت الأجرومية في علم النحو وقواعده، على فقيه يسمى السيد حمادة القري بدوار العزيب، الذي يقطنه الشرفاء العمرانيين المعبر عنهم بالشرفاء الزريفيين، ومكثت مدة سنة كاملة، ثم توجهت لدوار امطالسة بقبيلة أولاد عليان الحيانية( سنة 1365 هجرية/1945 ميلادية) وقضيت هناك نحو تسعة أشهر لقراءة الأجرومية وأوائل رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وما يتعلق بكتب الفرائض والتوحيد على فقيه يسمى محمد بن لحسن…”. وكلما ازدادت معارف الأستاذ في فنون العلوم الشرعية واللغوية، ازدادت رغبته في طلب العلم وفق ما جاء في قوله تعالى: ( وقل ربي زدني علما).

ونشأ الأستاذ في قرية الرميلة التي ولد بها فدخل الكتاب في سن مبكرة، كانت حوالي أربع سنوات مع إخوته وقد حفظ القرآن الكريم وجمعه في اثني عشرة سنة،  وقد بلغ 16 سنة من عمره.

وبعد حفظ القران الكريم والمتون الفقهية والنحوية، توجه إلي طلب العلم ودراسته في المساجد التي تعتبر مراكز تدرس فيها العلوم الشرعية، وفي 1947 توجه الى فاس حيث التحق بجامع القرويين لمواصلة مشواره الدراسي وفي 1958 نال شهادة العالمية، بعدما درس على عدد كبير من الشيوخ، فقهاء وعلماء وأساتذة.

قام الأستاذ بوظائف عديدة، ومن هذه الوظائف والمهام، التحاقه بجامع القرويين بعد المشاركة في المباراة بالرباط في شتنبر 1958، حيث كانت رغبته وأمنيته التدريس بهذه الجامع العظيم. كما قام بالوعظ والإرشاد التطوعي بالقرى البدوية بقبائل الحيانية منذ كان طالبا للعلم، نيابة عن رئيس الطريقة الوزانية الشريف مولاي التهامي الوزاني، كما ساهم في جلسات الوعظ والإرشاد والإفتاء بالمساجد والمجلس العلمي المحلي بفاس.

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ الحاج أحمد بونو:ثم أصبحت أحب العلم فحيثما علمت شيئا توجهت رغبتي لما هو أكثر نفعا ، وهكذا توجهت إلي جهات أخرى فتوجهت سنة 1366هجرية/1946 ميلادية لقبيلة الجاية عند الشريف سيدي الحاج أحمد الوزاني قصد إرشادي إلي عالم هناك بالبادية أتعلم عليه، فلم ير من يساعدني، ثم توجهت لقبيلة بني زروال قاصدا دوار مقراوي، فقيها لابأس به… ثم توجهت عند الشريف سيدي أحمد الحجامي بدوار حمدان ببني زروال، فلم أجد رغبتي ، حيث للشريف كثرة الاشغال…ثم توجهت لقبيلة امتيوه بقرية مرزاين عند فقيه يدعى سيدي محمد الطنجاوي … ثم توجهت لدوار بوردود بنفس القبيلة-امتيوه – عند فقيه يدعى سيدي عبد الله، وهو رجل فاضل كان يعلم الطلبة النحو بالألفية، والتوحيد والفقه من المرشد المعين.. وبعد ذلك ارتأيت أن أدخل مدينة فاس ، قصد التعليم بجامع القرويين… وفعلا توجهت لفاس سنة 1367هجرية/ 1947ميلادية وأنا مملوء بالنشاط والأمل“، “ فسجلت نفسي بالقسم الابتدائي الأول ، وقد ألح علي بعض الإخوان من الذين تعرفت عليهم من قبائل كثيرة ، المشاركة في الامتحان، لكي أنال قسما أعلى ، لأن لدي معرفة لابأس بها، لعلها تساعدني في الحصول على مستوى الثانية من الابتدائي على الأقل، فأجبت ذلك البعض بأنني أريد التعلم من أساسه ، حتى لا يفوتني علم من هذه الجامعة، وأكون بانيا معرفتي على أساس صحيح”.
وخلال مرحلة الأستاذ الدراسية، التقى بصديق له الفقيه العلامة سيدي علال ابن الخمار الجاي الملقب “كنبور” يقول فيه الأستاذ : فوجدته صديقا وفيا، التقت أفكارنا جميعا فهما و حفظا، ومن ذلك الوقت ونحن نطالع جميعا وننجح دائما ونكون من العشرة الأول ، مرة أنا قبله ، ومرة هو قلبي من غير فصل في غالب الأحوال، وبقينا على هذا الحال إلى أن تخرجنا جميعا والتحقنا بنفس المؤسسة” وهذه المرحلة الدراسة استمرت اثنتي عشرة سنة، حيث يقول فيها الأستاذ : ثم حصلت على الشهادة الابتدائية، حيث كانت سنوات الطور الابتدائي ثلاثا ، وسنوات الثانوي ستا، وسنوات النهائي ثلاثا، فجمع سنوات الدراسة بالقرويين آنذاك اثنتا عشرة سنة”.
ورغم ما لاقي الأستاذ من متاعب وألام أثناء الدراسة، وخصوصا مع المستعمر الغاشم ومن يساعده من الخونة داخل المدينة وخارجها، واصل الأستاذ الجد والاجتهاد صباح مساء ولله الحمد، موقفا في دراستي، لا أعلم تأخرا في دورة من الدورات الامتحانية، ولا أقل من المعدل“، “ وكنت دائما من أوائل الطلبة كما كنت أتقدم دائما لسرد الكتب المقررة أمام الأساتذة المدرسين والعلماء الأجلاء ، الشيء الذي شجعني على المواصلة، حيث أدركت لذة عظيمة في طلب العلم والتمتع برؤية علماء وصلحاء مجتهدين في عملهم الذي يقومون به“، ثم يتابع قوله في هذا الشأن فيقول: تابعت دراستي بجد ونشاط قصد تتميمها حتى أحصل على العالمية التي هي أمنيتي الغالية، رغم وجود أبواب مفتوحة للوظيفة أوائل الاستقلال، ولكن كانت رغبتي هي الحصول على العالمية من أجل أن أنشر العلم وسط هذا البلد وخارجه، ابتغاء مرضاة الله تعالى. ومما شجعه على دراسة العلم والرغبة في طلبه، والتعمق في العلوم الشرعية واللغوية، هو قول أحد الفقهاء الذي حفظ على يده القرآن الكريم: فجعلت أمام عيني هذه المقولة، وقصدت أن أحقق شهادة العالمية، سيما والعبد الفقير إلى مولاه من صميم قبائل الحياينة: قبيلة أولاد عمران بالجعافرة العليا، إقليم تاونات… وهذه الشهادة – ولله الحمد- بدون افتخار لم ينلها أحد من صميم هذه القبائل إلا هذا العبد المذنب سنة 1958م”.

لحظة تكريم العلامة الحاج احمد بونو من طرف إدريس الوالي مدير جريدة صدى تاونات وبجانبه نجله المهندس حكيم بونو سنة 2016 بمدينة تاونات


نضال الأستاذ و مقاومته للاستعمار :
لقد كان الأستاذ مناضلا وهو طالب ، لم تشغله الدراسة عن مشاركة أساتذته في مقاومة الاستعمار من أجل استقلال البلاد، وهذا دليل على شهامة المغاربة وحبهم لوطنهم شبابا وشيوخا، طلبة وعلماء، كل في موقعه بما يناسب شخصية المقاوم ودوره. ومن خلال ما سجله الأستاذ في سيرته الذاتية عند حديثه عما لاقاه من التعب والألم أثناء الدراسة، وخاصة مع المستعمر الغاشم الفرنسي، ومع من يساعد هذا المستعمر من الخونة داخل المدينة وخارجها ، يقول الأستاذ :” واصلت العمل بجد واجتهاد رغم أنواع المضايقات التي كنا جميعا نحياها ونشاهدها من طرف المستعمر والخائن الغادر من أبناء الوطن ، الذين سلبهم الله تعالى نعم الإيمان والإسلام والوطنية ، وكنا دائما نجتمع مع علماء مخلصين، مثل المرحوم العلامة عبد العزيز العمراوي، والمرحوم العلامة ابراهيم الكتاني، والمرحوم الشريف الفقيه الأجل شيخ الإسلام سيدي محمد بن العربي العلوي، وغيرهم، من أجل أن نتفق على ما يجب القيام به ونشره بين المواطنين، حسب وسائلنا الخاصة، وقدر الاستطاعة وهكذا كنا نتحرك ونقصد الاجتماع في أماكن سرية لتلقين المواطنين وما ينبغي أن يقوموا به من أجل نيل الحرية والاستقلال”.
وهذا ما يعرف في سنة المقاومة أن العلماء في القيادة المركزية والأساسية لحماية الثوابت الوطنية، ومن بينها إمارة المؤمنين، والطلبة واسطة بين المقاومين في الميدان، من أعطائهم الخطط لتنفيذ عملياتهم الفدائية، وتحريض المواطنين على الجهاد ضد العدو بكل الوسائل المتاحة التي يتقوى بها الفدائي المقاوم ، وهذه القيادة من العلماء والمؤطرين إلي أن حققت هذه المقاومة هدفها الواضح في كلام الأستاذ حيث يقول- حفظه الله -: ” ولما نفى محمد الخامس عن الوطن وعرشه، انتشرت الأذية بالمواطنين، وخصوصا الوطنيين البارزين، فكثرت الحركة وقوي القمع من طرف المستعمر والخائن المحسوب على البلاد، الشيء الذي جعل الشرارة الأولى تصيب العدو والخائن ، وكانت نتيجة هذه الحالة أن رجع الملك الصالح الصالح المجاهد محمد الخامس قدس الله روحه إلي عرشه ووطنه، حاملا راية الاستقلال والحرية، ومعلنا ذهاب عهد الحجر والحماية”.

بونو :نائبا برلمانيا:

نال بونو العضوية كممثل للأمة بمجلس النواب عندما أصبح نائبا برلمانيا في الدورة الانتخابية لسنة 1963م، وفي مرحلتها الثانية بعد ثبوت التزوير بحجج قاطعة، ألغيت نتيجة السيد فوز الجلالي خريبش، مما أعيد معه الترشيح للمرة الثانية التي نجح فيها الأستاذ الفاضل أحمد بونو، فقدم أعمالا جليلة خلال مهمته النيابية بالبرلمان للوطن ولمسقط رأسه. فأنشأ على سبيل المثال لا الحصر ثانوية بتيسة ودائرة بها وقيادة  بجماعة عين اكدح قبيلة أولاد ارياب بعدما كانت بمركز تيسة، وانشاء المساجد والاهتمام بها كمسجد مغراوة.

لكن دورة البرلمان لم تكتمل مدتها، بفعل حالة الاستثناء التي كان اعلن عنها الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، حيث قضى سنة وربع السنة بصفته كنائب برلماني، ورأى انه من غير الحاجة حصوله على التقاعد.

لحظة تكريم العلامة الحاج احمد بونو من طرف جريدة “صدى تاونات” ويسلم له شهادة تقدير الصحافي جواد اتويول / الصحافي السابق بجريدة “صدى تاونات” وحاليا صحافي ب “لاماب


شيوخه وأساتذته :
إن الأستاذ الذي قضى ما يناهز اثنتي عشرة سنة في حفظ القرآن الكريم، حتى أصبح يعد كلماته، مع حفظ المتون النحوية والفقهية، وتجواله بعد ذلك في القبائل لدراسة العلوم الشرعية واللغوية أيضا مدة تتعدى سنتين من 1365 هجرية/1945 ميلادية إلي أن دخل فاس سنة 1367 هجرية/ 1947 ميلادية، والتحاقه بالقرويين واستمراره بها إلي أن حصل على الشهادة العالمية سنة 1378 هجرية/1958 ميلادية ولابد أن يكون قد درس على عدد كبير من الشيوخ، فقهاء وعلماء وأساتذة، نذكر – حسبما أملاه علي الأستاذ الكريم – منهم :
• الفقيه سيدي حمادة القري بدوار العزيب، قبيلة الحيانية.
• الفقيه سيدي محمد بن لحسن بدوار امطالسة، قبيلة الحيانية.
• الفقيه العالم سيدي أحمد الحجامي بدوار حمدان قبيلة بني زروال.
• الفقيه سيدي محمد الطنجاوي بدوار مرزاين، قبيلة امتيوة لوطى.
• الفقيه سيدي عبد الله بن عبد السلام الحجام بدوار بوردود، قبيلة امتيوه لوطى.
• العالم العلامة سيدي العباس بناني.
• العالم العلامة سيدي عبد الحي الكتاني.
• العالم العلامة سيدي محمد الطاهري.
• العالم العلامة الشاعر سيدي محمد الحلوي.
• العالم العلامة سيدي محمد بن الحسن الزرهوني.
• العالم العلامة سيدي محمد – فتحا- بن الحسن الزرهوني.
• العالم العلامة سيدي الطالب بن سودة.
• العالم العلامة الشريف سيدي إدريس الإدريسي.
• العالم العلامة سيدي عبد الواحد العراقي.
• العالم العلامة سيدي عبد الكريم الداودي.
• العالم العلامة سيدي إدريس العراقي.
• العالم العلامة سيدي أحمد الغازي الحسني الصنهاجي.
• العالم العلامة سيدي عبد الهادي خبيزة.
• العالم العلامة سيدي عبد السلام بناني.
• العالم العلامة سيدي الفقيه الشبيهي.
• العالم العلامة سيدي الحايكي الزروالي.
• العالم العلامة سيدي العربي الشامي.
• العالم العلامة الفقيه سيدي جسوس.
• العالم العلامة الفقيه سيدي السراج.
• العالم العلامة سيدي جواد الصقلي.
• العالم العلامة الفقيه سيدي عبد الرحمن الغريسي ، وهذان العالمان هما اللذان أشرفا عليه في امتحان التخرج للتدريس ، وقد نجح بتفوق ، ولله الحمد والمنة.

مؤلفاته:

ومن مؤلفاته وكتبه المطبوعة؛ نورد البعض منها، بعنوان:

  • لا إله إلا الله الحصن المتين، والصلاة عماد الدين.
  • الكلم الطيب العمل الصالح يرفعه.
  • فتاوى التبصرة في الجواب على أنواع الأسئلة.
  • الساعة وأحوال الثقلين حتى الاستقرار في الدارين.
  • النور والضوء والسني في التعبد بأسماء الله الحسنى.
  • قبائل الحيانية: أولاد عمران ، أولاد عليان، أولاد رياب.
  • من الكتاب إلي العالمية من جامع المدنية العلمية … القرويين الفاطمية.
  • شموس علوم البلاغة في صدور العلماء.
  • لمحات حول تاريخ المغرب الأقصى قبل الإسلام وبعده حتى عهد الملك الشاب الصالح محمد السادس، سدد الله خطاه.
  • تعريف القرآن العظيم وكيفية نزوله وعدد آياته وكلماته وحروفه.
  • المسائل المتنوعة المفيدة المستفادة من عيون الكتب المعتمدة .
  • فضائل سور القرآن . وما تتضمنه من المعاني باختصار.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7248

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى