جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس بفاس تكرم رمزين من رموزها (إبني تاونات) الراحل امحمد الزغاري والعالم رشيد اليزمي

محمد المتقي من فاس:”تاونات نت”/- أحيت جمعية قدماء تلاميذ ثانوية مولاي إدريس بفاس يوما  للقدماء تحت شعار” يوم الصداقة والتواصل ” بحضور العديد من الوجوه والفعاليات على رأسها عمدة مدينة فاس ووفد مهم يمثل منتدى كفاءات إقليم تاونات.

 وعرف هذا اليوم الذي احتضن فعالياته مدرج الثانوية الإدريسية بفاس يوم السبت 13 ماي حضور كثيف للعديد من قدماء تلاميذ الثانوية الذين تخرجوا من هذه المؤسسة العريقة التي يعود تأسيسها إلى سنة 1914.

وربطا الماضي بالحاضر، شهد هذا اليوم تكريم وجهين من أبرز قدماء هذه الثانوية العتيدة، ويتعلق الأمر بكل من المجاهد والمناضل الراحل (إبن إقليم تاونات) امحمد الزغاري الذي كان أحد مؤسسي جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس سنة1921حين ترأس مكتبها خلال بداياتها الأولى، ثم الوجه الثاني ويتعلق الأمر بالعالم المغربي البروفيسور (إبن إقليم تاونات) رشيد اليزمي مخترع بطاري الليثيوم.

وفي كلمة له عند انطلاق فعاليات هذا اليوم، أكد إبن إقليم تاونات نجيب الزروالي الوارثي الوزير والسفير السابق والرئيس الحالي للجمعية قدماء تلاميذ ثانوية مولاي إدريس على “اننا نلتقي اليوم جميعا من كل أنحا المغرب برحاب مؤسستنا العتيدة ثانوية مولاي إدريس بفاس التي بصمت تاريخ المغرب بفضل تكوين أطر وكفاءات عالية والتي استطاعت  أن تبرهن  في ممارستها عن المهارات والحنكة ” مشيرا إلى ان إلى أن الفضل في كل ذلك يرجع إلى الأستاذات والأساتذة الذين سروا على تربية وتكوين طلب هذ المؤسسة بما يتوافق مع مبادئها وقيمها.

وأضاف الزروالي الوارثي إلى أن “لقاء اليوم هو تحت شعار يوم الصداقة والتواصل هو كذلك مناسبة لتجديد العهد بين القدامى وترسيخ أواصر الصداقة والمودة والتآزر والتواصل بين كل مكونات الجمعية ،مؤكدا على أن “جمعية قدماء ثانوية مولاي إدريس” ظلت وفية لمبادئها القائمة على  الوفاء للعرش، والقيم والحضارة المغربية، فضلا عن الوفاء لثانوية مولاي إدريس وطلبتها، مبرزا أن مناسبة إحياء “يوم الصداقة والتواصل” لهذه السنة شكلت فرصة لاستحضار محطات من تاريخ يمتد لأكثر من 100 سنة لمؤسسة عريقة، وذلك منذ نشأتها مع المناضل الراحل امحمد الزغاري الذي كان اول رئيس لهذه الجمعية إلى اليوم مع العالم المعاصر والبارز رشيد اليزمي، موضحا بأن 11 من أعضاء مكتب جمعية قدماء مولاي إدريس، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1921، كانوا من بين الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، وهو الأمر الذي أدى  بالمستعمر آنذاك إلى حظر الجمعية ومصادرة ممتلكاتها، وذلك قبل أن تعود لطبيعة عملها سنة 1956 في عهد المغفور له الملك محمد الخامس”.

 وعرف هذا اللقاء الإستثنائي حضور عائلة الراحل امحمد الزغاري ممثلة في نجليه  الدكتورة لطيفة الزغاري وهي أستاذة جامعية درست اللغة اللاتينية بالجامعة الجزائرية تعيش اليوم بين الجزائر والمغرب والدكتور حسن الزغاري الذي اشتغل في القطاع الصحي ويقطن حاليا بالدار البيضاء.

واستحضارا لروح المناضل امحمد الزغاري قدمت ابنته لطيفة الزغاري القادمة من الجزائر لحضور هذا اللقاء، قدمت نبذة موجزة عن مناقب الفقيد وعن اهتماماته بتشجيع جمعيات المجتمع المدني والحركات الفنية وخاصة المسرح وإشرافه على تأسيس العديد من الأندية لتأطير الشباب في إطار  إبراز عظمة الأمة المغربية. وهي مناقب سبق وأن ذكر بها المغفور له الملك الحسن الثاني في رسالة تأبين للراحل محمد الزغاري تلاها عبد الوهاب بن منصور يوم 31مايو 1969إبان حفل التأبين الذي  أقامته جمعية قدماء تلاميذ مولاي ادريس حين قال المغفور له الحسن الثاني ” عرفنا السيد الزغاري في صبانا الباكر مؤمنا واثقا ووطنيا صادقا وناصحا أمينا ومفكرا رزينا ومستشارا تصدق في الاغلب إشارته ولا تضل في الاكثر فراسته”.

وبالإضافة إلى نضاله ضد المستعمر فقد تقلد الراحل امحمد الزغاري عدة مناصب حكومية وإدارية عليا في عهد الراحلين السلطان محمد الخامس والملك الحسن الثاني منها نائب رئيس الوزراء في عهد حكومة البكاي الاولى  ووزير الدفاع في الحكومة الثانية كما عين أول سفير للمغرب بفرنسا بعد حصوله على الاستقلال.

كما  تميز هذا الحفل بتقديم العالم المغربي البارز رشيد اليزمي عرضا تحت عنوان “من مولاي إدريس إلى الأكاديمية الأمريكية للهندسة: مغامرة علمية وإنسانية “وهو عرض أوضح من خلاله مسيرته الدراسية والعلمية ومختلف تجاربه العلمية خارج المغرب التي توجت بعدد من الاختراعات،أبرزها بطارية الليثيوم والشاحن السريع غير المسبوق للسيارات الكهربائية.

وبدا العالم رشيد اليزمي خلال ذا اللقاء متأثرا بشكل كبير وهو يلتقي خلال هذا اليوم بالعديد من رفقاء الدراسة بثانوية مولاي إدريس بعد مرور 52 سنة، حين حصل على شهادة البكالوريا في شعبة الرياضيات سنة 1971 من هذه  المؤسسة.

ولم يخف اليزمي خلال مداخلته عن اعتزازه باهتمام المغرب بتكنولوجيا البطاريات وهو قطاع ينسجم مع اختياراته المتمثلة في الانتقال إلى استعمال الطاقات المتجددة والاستثمار في إنتاج السيارات الكهربائية.

وحري بالذكر ان كل من العالم رشيد اليزمي والراحل امحمد الزغاري تعود أصولهما إلى إقليم تاونات  من  منطقة أولاد أزم بالنسبة للأول  ودوار الزغاريين بنواحي منطقة غفساي بالنسبة للراحل امحمد الزغاري .

وتجدر الإشار إلى ان هذا اللقاء عرف حضورا مكثفا للعديد من قدماء تلاميذ الثانوية ، كما شهد حضور أعضاء المكتب التنفيذي لمنتدى كفاءات إقليم تاونات برئاسة الأستاذ والإعلامي إدريس الوالي والكاتب العام الأستاذ سعيد الغولي حيث أبى أعضاء المكتب إلا أن يحضروا هذا اللقاء وذلك بدعوة من الوزير الأسبق  نجيب الزروالي الوارثي عضو المنتدى ورئيس جمعية قدماء ثانوية مولاي ادريس بفاس والذي بدوره ينحذر من إقليم تاونات.

وتبقى الإشار إلى ان هذا اللقاء الذي احتضن فعالياته مدرج ثانوي مولاي إدريس عرف تقديم النسخة العربية لمؤلف مسرحية” طرطوف” للكاتب المسرحي العالمي موليير وهي النسخة التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية من طرف أحد أعضاء جمعية قدماء ثانوي موالاي ادريس ويتعلق الأمر بالأستاذ المرحوم المهدي المنيعي الذي كان رئيسا لهذه الجمعية عام 1927..

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى