الوزير السابق إدريس مرون:نتأسف ان إقليم تاونات عانى كثيرا في الماضي من التهميش وجاء الوقت لإعطاءه الفرصة

أجرى الحوار- إدريس الوالي/عن مجلة “صدى تاونات”:”تاونات نت”//-  إخترنا أحد الكوادر المغربية التي تنحدر من إقليم تاونات؛ويتعلق الأمر بالوزير السابق إدريس مرون، وصاحب مجموعة مدارس خصوصية بالرباط. سبق أن شغل منصب عضو بمجلس المستشارين للولاية الثانية ورئيسا سابقا لفريقه، كما ترأس جماعة عين مديونة بتاونات منذ 2009 وسبق أن شغل منصب نائب رئيس جهة الرباط سلا زمور زعير ورئيس لجنة بها لمدة ولايتين، كما انتخب بمجلس جماعة سلا وشغل منصب رئيس لجنة من 2003 إلى 2009.و إدريس مرون عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لأربع ولايات.

وقد تم إختياره  ليكون شخصية هذا العدد في مجلة “صدى تاونات”:

       في البداية نرحب بك في المجلة وتحديدا في صفحة “كفاءة من بلادي” ونود لو تقدم لقرائنا  نبذة  عنك؟

ج.: بالعودة الى مسيرتي الشخصية؛أعتقد أنها لا تختلف كثيرا عن مسيرة جيل الستينات من ابناء البادية عموما وابناء إقليم تاونات على الخصوص الذين مكنت الأقدار منهم القليل  من التعلم . دخلت المدرسة الابتدائية بجماعة عين مديونة بالصدفة وكانت تبعد عن الدوار بحوالي 6 كلمترات .كانت الظروف قاسية جدا خلال فصل الشتاء خصوصا ولم تكن هناك اية وسيلة نقل . ودرست الإعدادي بتاونات وكانت هي الاعدادية الوحيدة بالاقليم تبعد عن بيت اهلي بحوالي 15 كلمتر على الأقدام  مع عبور نهرين: نهر ورغة ووادي أسرى. و30 كلمتر عبر الطريق المعبدة، مما اضطرني الى ان اكتري بيتا بمركز تاونات مع بعض ابناء الدوار كما هو الشان لكل التلاميذ القادمين من مختلف  الجماعات.

هذه المرحلة كانت شاقة وخطيرة وفارقة في حياتنا لابتعادنا عن أهلنا صغارا في مواجهة الحياة من دون أدنى تأطير.

أما مرحة الثانوية التأهيلية : قضيتها بفاس كتلميذ داخلي …كانت مرحلة مريحة حصلت في آخرها على البكالوريا في العلوم الرياضية مكنتني من اجتياز بنجاح مباراة  الالتحاق بالمدرسة الحسنية للمهندسين .وكانت مدة الدراسة بها مريحة و ممتعة للغاية .وأحمد الله ان يسر مسيرتي الدراسية كلها .التحقت بالعمل حيت عينت مهندسا اقليميا بتطوان ثم مهندسا مكلفا بالجماعات الترابية باقليم تطوان وخصوصا العرايش والقصر الكبير.

وقد عرفت مبكرا ان النجاح المهني التقني غير كاف للمساهمة في تدبير الشأن العام من موقع شامل وان  التواجد بالعاصمة الرباط او بجانبها يوفر آفاق أرحب.

 كما ان تعليما اخر مكملا للتعليم التقني مطلوب. وفعلا  عينت بعمالة سلا مهندسا اقليميا مسؤولا عن التعمير والتجهيز والبرمجة حيث اتيحت لي الفرصة للإشراف على مشاريع كبرى وكانت الفرصة سانحة للانتقال والإنخراط في العمل السياسي ومجالات اخرى بدءا بالانتقال الى فرنسا حيث حصلت على دبلوم في العلوم السياسية تخصص العولمة والفرنكوفونية. ثم عينت من طرف جلالة  الملك المغفور له الحسن الثاني عضوا للجنة الخاصة للتربية والتعليم COSEF وقضيت 15 سنة بمجلس المستشارين وكنت رئيس فريق كما قضيت 12 سنة كمنتخب لجهة الرباط سلا منها مدة نائبا للرئيس وقضيت ايضا 18 سنة منتخب بالجماعات الترابية منها 6 سنوات بجماعة سلا رئيسا للجنة التعاون واللامركزية و12 سنة رئيسا لجماعة عين مديونة بتاونات وتم تتويج عملي السياسي بان شرفني صاحب الجلالة محمد السادس اطال الله عمره وعينني وزيرا للتعمير واعداد التراب الوطني في سنة 2015 .

كما اشتغلت بالموازاة في القطاع الخاص كمقاول في مجال البناء والأشغال العمومية  وساهمت في قطاع التعليم الخصوصي  من خلال احداث مجموعة المدارس الخصوصية “المبادرة” بمدينة الرباط… وما زلت أمارس عملي في هذه القطاعات اضافة الى كوني خبير قضائي في الهندسة المدنية لدى محكمة الاستئناف بالرباط.

       ماذا عن الحالة العائلية؟

ج.: متزوج وأب لثلاثة ابناء.

       سأنتقل بك مباشرة إلى إقليم تاونات الذي تنحدر منه..هل تزور  المنطقة؟ وكم مرة في السنة؟

ج.: ارتباطي باقليم تاونات مستمر ولي سكن هناك  كما اني احس صادقا ان لتاونات  علينا دينا  مستمرا كنخبة مجتمعية محظوظة  عليها عن تساهم في تغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية اتجاه أهلها وذويها التي لم يكن لها نفس الحظوظ.

       بما أنك تنتمي الى إقليم تاونات.. ماذا يمكنك أن تقول عنه ؟

ج.:أولا اني أحب هذا الإقليم بكل مكوناته المادية والمعنوية وانا مرتبط به وجدانيا كما هو الشأن لأبناءي ولو انهم ازدادوا  وترعرعوا بالرباط إذ يحلوا لهم ان يعتزوا بأصولهم التاوناتية وكثيرا ما يرتاحون الى الطرب الجبلي.

هذا من جهة اما من جهة اخرى فاني اعتقد ان هذا الإقليم من أجمل بقاع الدنيا وهو وعاء انبت خيرة النساء والرجال واجود الثمرات.واني اتذكر عندما كنت في الحكومة كنا خمسة وزراء من تاونات نجلس بعضنا جوار البعض إذ لم يفرقنا حتى البروتوكول وكان ذلك يغمرني بالسعادة وأتأسف ان اقليمنا عانى كثيرا في الماضي من التهميش المطلق وجاء الوقت لإعطاءه الفرصة السانحة للتطور والتقدم وعلى ابناءه واجب العمل على تحقيق دلك.

       ماهي أحب الصفات لديك؟

ج.: الوفاء

       ماهي أبغض الصفات لديك؟

ج.: الخذلان

       ماهي أجمل ذكرى؟

ج.: ذكرى ارتباطي بزوجتي

       ماهي أسوأ ذكرى؟

ج.: ذكرى وفاة والدي رحمه الله

       بحكم أنك إبن المدرسة العمومية..وبحكم أنك تقلدت مناصب رفيعة (مستشار برلماني ورئيس فريق  وعمدة مدينة سلا ووزير…) ؛هل لديك كلمة توجهها لأبناء  المنطقة  بصفة عامة والشباب بصفة خاصة؟

ج.: كلمتي للشباب بخصوص التعليم أقول كيف ما كان نوع التعليم المتلقى عموميا او خصوصيا  فان الفرق يأتي من مجهود المتعلم والتزامه ومثابرته على العمل المستمر وعدم اعتماده على أطراف اخرى ولإن كان هذا  الأمر مهم بالنسبة لمناطق اخرى فانه بمثابة المصعد الوحيد والواحد لابناء إقليم تاونات للرقي الاجتماعي باوضاعهم . فإما التفوق والكل ممكن واما غياب التفوق ليصبح المصعاد معطل. ليس هناك منزلة بينهما.

       من هم أفراد من العائلة أو الأصدقاء الذين  كانت لهم بصمة في حياتك  ؟

ج.: لم يكن ابي متعلما ولا من وجهاء القوم ولا غنيا رغم غنى جدي الحاج مرون لكن كان أبي يحب الناس وكان يساعد حتى  من يعاديه متجاوزا كل شيء وكان صادقا وقنوعا يعمل دون انقطاع  كان في خدمة أبيه المسن  وفي وئام دائم مع امي رحمها الله. كان يحب العلم والمتعلمين ولا يقنع بالقليل في العلم .

هذا الرجل البسيط رحمة الله عليه اضافة الى فضله علي فقد  ترك في شعوري وتفكيري بصمات منقوشة لا تفنى…

       آخر كتاب قرأته؟

ج.: الكتاب الذي اقرأ الآن ومنذ عدة اشهر كتاب القرآن الكريم حيث بدأت في دراسته اية اية مستعينا بما توفره مختلف الوسائط الاجتماعية من شروحات مختلفة ومتنوعة وامل ان اصل الى فهم عميق لما جاء في القرآن الكريم من امور الدين والدنيا قبل رحيلي عن هذا العالم .

       ماهي هوايتك؟

 ج.: من بين ما أهوى قراءة الشعر والكتب الأدبية…

       اللون المفضل؟

ج.: الألوان المفضلة لدي تلك التي فتحت عيناي عليها و احاطت بي في طفولتي وأولها  اللون الاخضر الطبيعي.

       من هو المطرب الذي تفضل الاستماع إليه؟

ج.: المطرب المفضل الي واللدي أشعر معه بتجاوب داخلي محمد العروسي رحمة الله عليه.

       أحب أكلة؟

ج.: طاجين بالخرشوف البلدية…

       تم مؤخرا بالرباط تأسيس جمعية تحت إسم “منتدى كفاءات إقليم تاونات” التي تضم شخصيات وفعاليات وكفاءات بالمغرب وخارجه..مارأيك فيها ؟ وهل من رسالة لأعضائها ؟

ج.: ان استعداد ابناء  تاونات جميعا المنضمين الآن في اطار منتدى كفاءات تاونات للقيام بما هو في وسعهم من اجل الإقليم  هي صفة الوفاء  التي تميزهم وهي الصفة التي احبها في أهل بلدتي . ومن شانها ان تكون اللحمة الحقيقية من اجل العمل الجماعي المشترك داخل منتدى كفاءات تاونات… وانا على يقين من ان الكفاءات العلمية والمهنية الكبيرة والمتعددة  في مختلف المجالات  المتوفرة داخل جمعيتنا كفيلة بتحقيق الأهداف التي خططها المنتدى  متمنيا ان يعتبر كل منا ان هدا المنتدى هو له من اجله شخصيا  ومن اجل إخوانه في البلدة…

       ما رأيك في تجربة “صدى تاونات” التي دخلت مؤخرا  29سنة من عمرها ؟

ج.:“صدى تاونات” تجربة إعلامية متميزة  كانت لها الريادة في الإعلام المحلي بالمغرب واتمنى للمولود الجديد الدى قررت احداثه  المتمثل في مجلة “صدى تاونات”  نجاحا كبيرا خصوصا وان ولادتها تزامنت مع الإحداث القانوني لمنتدى كفاءات تاونات الذي منحكم جمعه العام التأسيسي مسؤولية رآسته بالإجماع ومن شأن هذا التزامن أن يمد أطر المنتدى بوسيلة هامة لبسط اراءهم واجتهاداتهم المتعددة الابعاد لتعم الفائدة اكثر كما اغتنم هده المناسبة لاحيي كل اعضاء المنتدى على تمسكهم باقليم تاونات والرغبة في التضحية من اجل تحسين اوضاع ساكنته .

       كلمة أخيرة؟

ج.: أود أولا ان أحيي الاخ الفاضل ادريس الوالي على المجهودات المستمرة التي قام ويقوم بها من اجل التعريف بتاونات وأهلها ومؤهلاتها منذ سنين طويلة  خصوصا عبر بناء التعارف بين ابناء الإقليم. كما أتمنى كل الخير والإزدهار لإقليمنا العزيز تاونات في ظل وطن نحبه تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7258

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى