يوم دراسي بتاونات حول كفالة الأطفال المهملين بمشاركة خبراء ومختصين
كريم باجو -تاونات:”تاونات نت”/-عرفت القاعة الكبرى بمركز التكوين المستمر بتاونات يوم الجمعة 3 ماي 2024 أشغال اليوم الدراسي بمناسبـة اليوم الـعالمي لـليتيم من تنـظيم مركز سايس لحماية الأسرة والطفولة فاس بشراكة مع جمعية بيت الرحمة للأطفال المتخلى عنهم والمجلس الاقليمي لعمالة تاونات وبتعاون مع مركز الدراسات القانونية في القضايا المجتمعية والوطنية في موضوع”كفالة الاطفال المهملـين بـيــن الــنـص الــقـانــونــي وإكـراهـات الــواقـع العملـي”.
هذا وشهد اليوم الدراسي حضورا نوعيا من متخصصين وباحثين وفعاليات مدنية ما فتح شهية الأساتذة المتدخلين خاصة وانهم خبراء في هذا المجال؛ هذا ما جعل النقاش نقاشا مستفيضا لمختلف الاشكالات سواء على المستوى الاجتماعي والنفسي وكذا الاشكالات القانونية المرتبطة بالشق العملي فيما يخص مسطرة التكفل بالأطفال المتخلى عنهم.؛ ما جعل مخرجات اللقاء الدراسي جمع العديد من التوصيات والمقترحات التي ستغني مسودة المذكرة الترافعية التي يعتزم مركز سايس لحماية الأسرة والطفولة فاس التقدم بها للجهات المختصة رفقة شركائه.
وقالت إبنة تاونات الأستاذة الجامعية بفاس الدكتورة سعاد التيالي رئيسة مركز سايس لحماية المرأة والطفولة بفاس لمجلة ‘صدى تاونات’ وموقعها الإلكتروني ‘ تاونات.نت’ أن ” هذا اليوم الدراسي يأتي في سياق اليوم العالمي لليتيم الذي يصادف شهر أبريل من كل سنة وكذلك تصادف مع القضية التي فُجرت في مدينة فاس بشأن الاتجار بالرضع وهي مرتبطة بجهل المساطر القانونية المتعلقة بالكفالة وبالتالي الأشخاص اللذين يقبلون على هذه الكفالة هؤلاء الأطفال،يلتجؤون إلى أساليب غير قانونية مما ينتج عنها متابعات جنائية إلى غير ذلك ، لذا انا أعتبره يوما تحسيسيا لأن هناك مسطرة قانونية هي كفالة الأطفال المهملين وما تطرحه من اشكالات عملية مرتبطة بالنص القانوني ومرتبطة بتنزيل هذه النصوص القانونية على أرض الواقع وبالتالي كانت مقاربة هذا الموضوع من جوانبه المختلفة “.
وأضافت قائلة “ركزت في مداخلتي على الشق الإجتماعي السوسيولوجي بالنظر إلى الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى التخلي عن هؤلاء الأطفال والتداعيات للأطفال المتخلى عنهم سواء مرتبطة بنفسه أو بالمجتمع أو من الجانب الاقتصادي أو من الجانب السياسي ،أيضا انتقلنا إلى الشق الديني وحاولنا من خلاله التركيز على المقاربة الدينية لهذا الموضوع انطلاقا من القرآن الكريم وانطلاقا من السنة النبوية ثم التعريج على النص القانوني حيث كانت هناك محاولة في التقييم للنصوص القانونية والوقوف أولا على تحديد المفاهيم القانونية المرتبطة بالطفل المهمل ، ثانيا مرتبطة بالنصوص القانونية ومدى ملائمتها للواقع المغربي ، أيضا تم الحديث عن الاتفاقيات الدولية ، هنا نستحضر الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل واتفاقية لاهاي والمغرب صادق على كلا الإتفاقيتين معا ، وبالتالي يطرح اشكال مدى ملائمة هذا النص القانوني مع المواثيق الدولية ثم تم التطرق للمسطرة القضائية المرتبطة بالطفل المهمل وما تطرحه من اشكالات عملية حيث تم الحديث عن الفصل 29 الذي يطرح اشكالا قانونيا في حالة مبادرة الأبوين الأصليين إلى استرجاع هذا الطفل المتخلى عنه المتكفل به ، ونجد المشرع المغربي لم يُعِر إهتماما بالنسبة للأشخاص المتكفلين بهذا الطفل بقدر ما ركز على موافقة الأبوين الأصليين وموافقة هذا الطفل المتكفل به ، وبالتالي ندعو المشرع إلى إعادة النظر في هذا الفصل وأن يأخذ بعين الاعتبار الأشخاص المتكفلين بالنظر إلى ما يترتب عنه يعني فقدان هذا الطفل بعدما تم التكفل به لسنوات متعددة من آثار نفسية واجتماعية إلى غير ذلك ” .
وقالت صفاء القدوري أستاذة علم الإجتماع بمعهد علوم الرياضة التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ” مساهمتي كمتخصصة في مجال السوسيولوجيا همت تناول هذا الموضوع من مقاربة سوسيولوجية ، أي واقع الظاهرة والتحولات التي تفرضها أمام المدبرين لهذا الملف الذي هو كفالة الأطفال المهملين ومداخلتي انصبت أيضا في ثلاث عناصر ، أولا قدمنا مجموعة من المعطيات الجديدة لهذه الفئة ، حول عدد المتخلى عنهم ، حول نسبة الذكور والإناث ، وكذلك بعض التعليقات بخصوص هذه المعطيات ثم انتقلنا إلى عرض مجموعة من التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة واختمنا بعنصر ثالث يتمحور حول ماهي المداخل الممكنة لتجاوز هذه المشكلة الإجتماعية والإنسانية من خلال مدخلين الوقاية والعلاج “.
ومن جهته قال هشام البوزيدي رئيس جمعية بيت الرحمة للأطفال المتخلى عنهم “أنهم نظموا هذا اليوم الدراسي بحضور مختصين من أساتذة جامعين وباحثين وكل أدلى بدلوه لا من الناحية الإجتماعية ولا القانونية ولا القضائية ، وهو فرصة أيضا لتقييم القانون 15/01 الذي يؤطر لنا كفالة الأطفال المهملين ” .
وتابع البوزيدي ” لا تفوتني فرصة شكر أعضاء اللجنتين العلمية والتنظيمية ،و للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتاونات،و المجلس الإقليمي لتاونات ، ولرئيس جماعة تاونات والسلطات الإقليمية والمحلية على دعمهم ومساندتهم في انجاح هذا اللقاء الدراسي ” .