المستثمر أحمد العبادي: منذ 1996 وأنا أدعو إلى خلق منطقة إقتصادية بتاونات بدون جدوى
إدريس الوالي عن مجلة “صدى تاونات”:”تاونات نت”//- أجرت مجلة “صدى تاونات” حوارا مع أحد الوجوه المعروفة على الصعيد الوطني والدولي في مجال الصناعات الجلدية والكيمياء الصناعية التي تنحدر من إقليم تاونات.. خبير على الصعيد الدولي في مجاله الذي يتقنه بمهنية كبيرة وكفاءة عالية ..شغل عدة مناصب وتقلد عدة مهام…ويتعلق الأمر بالأستاذ أحمد العبادي رئيس مديرعام لشركات بالدارالبيضاء. ونظرا لأهمية مضامين هذا الحوار نعيد نشره في موقع “تاونات نت”.
- في البداية نرحب بكم في مجلة “صدى تاونات” وتحديدا في صفحة “كفاءة من بلادي” ونود لو تقدموا نبذة عنكم؟
ج.:دعني أولا أشكركم على الاستضافة الكريمة لأكون ضيفا على هذا المنبر الإعلامي المحلي الأول بإقليمنا الحبيب “صدى تاونات” وانه لشرف كبير لي أن أكون هذا الضيف المتواضع على صفحة ”كفاءة من بلادي”.
وقبل كل شيء فمن اللازم بأن أنوه بشخصيتها الأولى الأستاذ ادريس الوالي والذي أبدع في اختياره لهذه المبادرة بعدما اعطى ومند 15 مارس 1994 الانطلاقة الأولى لجريدة تعنى ببنات وأبناء تاونات وبصفة عامة بكافة شؤون الجهة والإقليم ككل.
أما عن سؤالكم فعبد ربه هو من مواليد سنة 1953 بحي اولاد عباد ( زنقة ابن تومرت حاليا) بتاونات العتيقة؛تابعت دراستي الابتدائية بمدرسة الشريف الادريسي ثم ثانوية الوحدة بتاونات ومنها انتقلت الى ثانوية مولاي ادريس بمدينة فاس علمي لكن سرعان ما غيرت الاتجاه باختياري للمعهد الوطني للجلد والنسيج بالحي الجامعي ظهر المهراز نظرا لشغفي الكبير آنداك بفنون الصناعات الجلدية والكيمياء الصناعية .
وبعد ختم الدراسة هناك وبامتياز حصلت على منحة من وزارة الخارجية الفرنسية كجائزة أولى لخريجي المعهد لمتابعة دراستي بالمعهد الفرنسي لكيمياء الدباغة والصناعات الجلد (ITECH) بمدينة ليون الفرنسية استغرقت سنتين اثرها حصلت على شهادة الدبلوم العالي للتقنيين مع شهادة استحقاق من اكاديمية ليون وشهادة شرفية من عمدة المدينة (شهادة تسلم فقط للأوائل وذوي حسن السيرة للطلبة الاجانب).
وبعد عودتي للمغرب التحقت كمستشار تقني بوزارة الصناعة التقليدية والشؤون الاجتماعية في اطار الخدمة المدنية ثم الى القطاع الخاص كتقني باحث بمختبر كيمياء الدباغة لتطوير عمليات الانتاج الصناعي بإحدى فروع شركة سويسرية بالمغربSANDOZ الرائدة في صناعات المواد الكيميائية والأدوية.
موازاة مع ذلك ولمدة 3 سنوات قمت بتكوين بمركز الأبحاث للشركة بمدينة بال بسويسرا حيث عينت بعدها مهندسا رئيسا للقسم التجاري فرع المغرب وباحثا مشرفا على تطوير الصناعات الجلدية المحلية لدى كافة معامل مدابغ المغرب لتعلو مكاناتها ضمن نظيراتها العالمية.
وبعد تخلي الشركة عن فرعها بالمغرب واندماجها بشركات أخرى قمت بإنشاء أولى شركاتي للاستمرارية ثم بعدها بفروع أخرى والحمد لله لا زالت كل الشركات قائمة وجادة ويديرها الأبناء برئاسة الابن الأكبر الياس ومساعدته شقيقه بكر.
أما حاليا فأنا متقاعد وأوقفت كل أنشطتي للراحة والعبادة وأعمل فقط كمستشار مراقب ورئيس مدير عام للمجموعة.
- كيف كانت طفولتكم ؟
ج.:الطفولة وان كانت هي مرحلة البراءة والعفوية بامتياز…مرحلة كانت قاسية نوعا ما بحكم انتمائي الى أسرة متواضعة فقيرة لكن وبفضل الله والدي رحمة الله عليه الذي كد وتعب لمساعدتنا ثابرت واجتهدت…وكسائر الأطفال دخلت بداية المسجد لحفظ القران ثم بعدها المدرسة فتابعت دراستي الابتدائية والثانوية بتاونات وبعدها بفاس ثم فرنسا كما ذكرته في البداية…
- وماذا عن مرحلة الشباب؟
ج.:سؤال الكل يجيب عليه بليته يعود يوما ولن يعود إلا في الذاكرة…فبحكم خصوصيته كمرحلة عمرية فالشباب كله حماس طموح ومبدأ ولا شيء فيه مستحيل أصدقاء مغامرات مزح وجدية لكن الجانب الدراسي كان الأوفر اهتماما بحكم انتقالي الى فاس سنة 77 بثانوية مولاي ادريس ثم بعدها الى المعهد الوطني للجلد والنسيج…
كنا مجدون ومهتمون بدراستنا حتى وان حلت العطل نسارع نسافر وغالبا كمجموعات أصدقاء مشيا على الاقدام أو بالأوطوسطوب حاملين حقائبنا فوق الظهر في اتجاه دون برمجة…جبال ووديان ومنتزهات أو مدن مجاورة …
- وماذا عن الحالة العائلية ؟
ج.:متزوج وللإشارة فزوجتي أيضا من تاونات وأحمد الله أب لثلاثة أطفال أسماء الياس وبكر حفظهم الله وأطال في عمرهم.
- هل تزورون المنطقة ؟ وكم من مرة في السنة ؟
ج.:طبعا أزورها فهي مسقط رأسي ترعرعت فيها وستبقى دائما في قلبي بطبيعتها وأناسها وحتى مشاكلها…الزيارات غالبا ما تكون في الأعياد الدينية أو تفقد أحوال الوالدة حفظها الله لنا وأطال في عمرها وكذا لزيارة الأهل والإخوة أو الأصدقاء والأحباب الموجودون هناك…
- هل لديكم سكن خاص أو مشاريع بالمنطقة ؟
ج.:السكن نعم أما بالنسبة للمشاريع فيا ما ناديت خلال عدة لقاءات رسمية ومعي العديد من الغيورين على المنطقة لخلق منطقة صناعية تجلب أبناء الإقليم وغيرهم للاستثمار ولكن دون آذان صاغية..
- هل تفكرون في القيام بمشاريع بالمنطقة ؟
ج.:كما سبق لي أن قلت ما دام لم تقم الجهات المعنية بالتفكير في خلق منطقة صناعية أو إقتصادية لجلب ومساعدة المستثمرين الغيورين على هذا الإقليم العزيز (وثق بي فإنهم كثيرون لا محالة) فسوف لن تكون هناك مشاريع تعود بالمنفعة على ساكنتنا بالإقليم ككل.
ناديت بضرورة الاستثمار بالمنطقة منذ 1996 وسبق لي آنذاك أن ناقشت الأمر مع الدكتور جمال الدين البوزيدي كرئيس المجلس البلدي لتاونات (وبالمناسبة أدعو له بالشفاء العاجل وأحييه من هدا المنبر على كل تدخلاته القيمة والنصوحة) والذي رحب بالفكرة وكذا بعدها سنة 2001 عبر جريدتكم في “صدى تاونات”؛لكن المشكل هو أنه ليومنا هذا فتاونات لا زالت تفتقر لمنطقة صناعية أو إقتصادية تلبي حاجيات الإقليم…
وفي انتظار ذلك وإذا توفرت الظروف فسأشجع أبنائي على تنفيذ وعدي لإنشاء مشروع بالمنطقة كما أني متأكد من أن العديد من الغيورين على الإقليم لازالوا ينتظرون هذه الفرصة وحتما سيسارعون للقيام بالمثل…
- بما انكم تنتمون الى إقليم تاونات ماذا يمكنكم أن تقول عنه ؟
ج.:تاونات مقدمة جبال الريف من أجمل المناطق طبيعة خلابة جبال وديان منتزهات ربيعية وصيفية خضراوات وفواكه محلية من تين وزيتون عنب ورمان خروب وبرقوق حبوب وقطاني…
اقليم لا زال محافظ على تقاليده في كل المناسبات أطباق ومأكولات محلية مختلفة وأنشطة خاصة الطقطوقة والعيطة الجبلية الهايتي التبوريدة الفنطازيا…لكنه مهمش تنقصه البنية التحتية الطرق النشاط الصناعي والمستشفيات والمدارس العليا والمؤسسات التكوينية والجامعة…
- ماهي أجمل ذكرى ؟
ج.:صراحة الذكريات كثيرة يصعب إحصاؤها فأجملها كانت أيام الدراسة بمسقط رأسي وفترة دراستي بفرنسا ويوم تسلمي لأول أجر عن وظيفتي دون أن أنسى يوم زفافي برفيقة عمري زوجتي مارية ويوم منى الله علي بأبنائي ( الله يرضى عليهم ) انها حقا ذكريات جميلة…
- Ø أقبح ذكرى لن تمح من ذاكرتكم ؟
ج.:غالبا ما نفضل عدم العودة للذكريات التي تؤلمنا وجوابا عن سؤالكم فأولاها كانت وسط السبعينات يوم فقدان أحد الأصدقاء بتاونات والثانية يوم وفاة والدي رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته في 27 نونبر 2013.
- بحكم أنكم ابن المدرسة العمومية… وبحكم أنكم تقلدتم مناصب رفيعة ( خبير دولي في الصناعة الجلدية مدير عام شركة كبرى…) هل لديكم كلمة توجهونها لأبناء المنطقة بصفة عامة والشباب بصفة خاصة ؟
ج.:لنكون واقعيين فزماننا ليس هو كالوقت الحالي فالدراسة بالمدارس العمومية كانت أفضل وأكثر جدية مما هو عليه الآن كانت الأم والأب والأستاذ معا ودائما من ورائنا كنا نخاف ونحترم من ينصحونا فالعمل كان أكثر جدية من كل الأطقم ورغم الفقر كنا أحيانا ان لم أقل غالبا ما نتقاسم ونتبادل الكتب وغيرها فيما بيننا والحمد لله بالجد والمثابرة ها نحن نرى أطرا كبيرة في شتى الميادين من خيرة هدا الاقليم سواء أكانوا وزراء سفراء سياسيون أو رجال أعمال…فما على شبابنا إلا أن يجتهدوا ويجدوا في دراستهم سواء أكانوا تابعون للتعليم الخاص أو العام والسير دائما قدما لتحقيق النجاح والله ولي التوفيق.
- هل لديكم نداء تودون توجيهه الى جهة ما ؟
ج.:ندائي الى كل أعضاء المجالس والبرلمانيون المنتخبون من قبل الساكنة التاوناتية الدفاع على مصالح السكان والاهتمام بقضاياهم وتحفيز أبناء الاقليم داخل وخارج التراب الوطني سيما من لهم امكانيات مادية للمساهمة في تنمية اقليمهم وعليهم إحداث منطقة صناعية لتشجيع أبناء المنطقة للعمل على خلق استثمارات ومشاريع داخل الاقليم تساهم في خفض البطالة مع الدعم اللازم للمستثمرين بمثل هذه المناطق التي تعيش تهميشا يكاد أن يكون شبه كلي…
- من هم أفراد من العائلة أو الأصدقاء الدين كانت لهم بصمة في حياتكم ؟
ج.:أولا الشكر للوالدين لحسن التربية ورضاهم الدائم ثم أعمامي محمد رحمة الله عليه بمدينة فاس عبد الواحد بالديار الفرنسية حفظه الله وأحمد المشهور بالحلاق بتاونات أطال الله في عمرهما.
- ماهي هوايتكم؟
ج.:الرياضة والسفر.
- من هو المطرب الذي تفضلون الاستماع إليه ؟
ج.:من تراثنا الراحل محمد لعروسي رحمة الله عليه والقديم الكلاسيكي فريد الأطرش.
- أحب أكلة ؟
ج.:الكسكس وزيت علوانة.
- تم سنة 2023 بالرباط تأسيس جمعية تحت اسم منتدى كفاءات اقليم تاونات..ما رأيكم فيه ؟
ج.:نعم وكنت من بين الأوائل مع الاخوة والأخوات بالدار البيضاء عندما تفضلتم بطرح فكرة تأسيسه ( أقصد المنتدى ) والله بادرة طيبة ولكم الشكر سي ادريس على كل ما قدمتموه وسهرتم عليه لإنجاحه وإخراجه للوجود (فالاعتراف جاء من كل المساهمين بدليل الثقة التي وضعت فيكم وبالإجماع على توليكم لرئاسته ) موصول كذلك الشكر لكل من ساهم معكم للقيام على تأسيسه والحمد لله أنه ضم أطقم من خيرة بنات وأبناء الاقليم ذووا كفاءات عالية ومتعددة الاختصاصات مما سيساهم لا محالة على النهوض بهذا الإقليم العزيز الذي طالما انتظرناه وإعطائه ما يستحقه وإخراجه من التهميش الذي هو فيه.
ولله الحمد فقد بدأت الجمعية في تحركاتها وبدأنا نرى بوادر الخير من خلال لقاءاتها المكثفة بالجهات المسئولة وعلى مختلف تخصصاتها كانطلاق العمل على تثنية الطريق الرابط بين تاونات و فاس والحملات الطبية المجانية لساكنة الاقليم وكذا تنظيم رحلات وأنشطة ثقافية للتعريف بالإقليم …ورجائي أن يبقى التواصل والحوار والتفاهم الدائم بين أعضائه وترك كل الحساسيات جنبا حتى يتحقق ما نصبو اليه جميعا وعلينا بالصبر.
- ما رأيكم في تجربة “صدى تاونات” التي دخلت مؤخرا 30 سنة من عمرها ؟
ج.:العمر يسير كأنه أمس لقد كان لي أول لقاء مع الجريدة كما ذكرت على صفحة شخصية من بلادي سنة 2001 وها نحن في نهاية 2024 ؛فماذا عساني أن أقول…ما شاء الله فهي قبل أن تكون منبرا اعلاميا فهي احتضنت بحب وبكل صدق كل التاوناتيين أينما كانوا…ولا زلت أتذكر ميلادها في الظروف الصعبة فكانت مغامرة جريئة والحمد لله ها هي الآن تحتفل بمولدها 30 وستظل ان شاء الله للأحفاد دائما كصدى للطاقات المتميزة وكصدى للمنطقة بأكملها وواجب علينا وعلى كل الغيورين المنحدرين من الإقليم الوقوف الى جانبها فهي الوحيدة بالمنطقة التي تزودنا بكل مستجدات اقليمنا العزيز…
- كلمة أخيرة ؟.
ج.:لا أريدها أخيرة لكن لكل بداية نهاية …أحب أن أنوه بمجلتنا الجريئة “صدى تاونات” وكافة طاقمها وعلى رأسها صديقنا السي ادريس الوالي كما أنوه بهذا الاقليم وعطاءاته والحمد لله فإقليمنا أنجب شخصيات عمومية وسياسية مرموقة ذووا صيت عال داخل وخارج الوطن ودكاترة ومهندسين وأساتذة جامعيين و…
وعلى هؤلاء أن يولوا بعض الاهتمام والعناية بأحوال اقليمهم الذي لا زال يتخبط في العديد من المشاكل وعلى رأسها مشكل البنية التحتية كالطرق وانعدام المؤسسات الصناعية والتعليم العالي والجامعي…