شهادة عفوية لأب :”البلاد ممخدوماش”..هل تُطلق صرخة تغيير في جماعة أورتزاغ بتاونات ؟؟‎

نبيل التويول:” تاونات نت”// – في قلب جماعة أورتزاغ الهادئة بتاونات، وعلى خلفية تعيين إبنة أحد الآباء كمعلمة جديدة في مدرسة محلية، خرج تصريح عفوي قد يحمل معاني أعمق مما يبدو للوهلة الأولى. قال الأب، بنبرة تعبر عن استياء وحزن ” البلاد ممخدوماش “. هذه العبارة البسيطة التي صدرت عن مواطن مغربي تعكس إحباطًا قديمًا بشأن تدهور البنية التحتية في هذه المناطق النائية، وتكشف عن واقع يواجهه سكان أورتزاغ بشكل يومي.

شهادة من قلب المعاناة.. بدون تحيّز

ما يجعل هذه الكلمات مميزة هو كونها صادرة من شخص لا يبحث عن منصب سياسي أو مصلحة شخصية. إنه أب حضر ليطمأن على ظروف عمل ابنته المعلمة، ليصطدم بواقع يُعاني منه سكان جماعة أورتزاغ منذ سنوات. هذه الشهادة العفوية، القادمة من شخص بسيط، تحمل مصداقية تعبر عن حالة إحباط شعبي تجاه الأوضاع في المناطق الأقل حظًا.

كلمة “ممخدوماش” لا تحتاج إلى تفسير معقد، فهي تلخص معاناة طويلة مع البنية التحتية المهترئة، والخدمات الأساسية المتدهورة… الطرق غير المعبدة، نقص المرافق العامة، وضعف الخدمات التعليمية والصحية، كلها عوامل تجعل من الحياة اليومية تحديًا كبيرًا.

البنية التحتية المهترئة.. قيد يعيق التنمية

حديث الأب يعكس مشكلة جوهرية ليست فقط في أورتزاغ، بل في العديد من المناطق النائية بالمغرب…  كيف يمكن أن ينجح المعلمون في تأدية دورهم في تعليم الأجيال الجديدة إذا كانت بيئة العمل نفسها لا توفر لهم الحد الأدنى من الدعم ؟ كيف يمكن للسكان أن يطمحوا في حياة حرّة و كريمة إذا كانت أبسط مقومات العيش غائبة ؟.

إن تدهور البنية التحتية في أورتزاغ يعيق كل محاولة للتطوير… الطريق إلى المدرسة قد يكون وعراً، المرافق الصحية قد تكون شبه معدومة، والموارد الأساسية تكاد تكون غير متوفرة.

 هذا الوضع لا يؤثر فقط على السكان، بل يعكس صورة سلبية عن مدى اهتمام الجهات المسؤولة بتلك المنطقة.

البلاد ممخدوماش.. صرخة تطالب بالتغيير

هي صرخة قد تكون بداية لحركة تغيير حقيقية…

 تصريح هذا الأب ليس نقدًا عابرا فقط، بل دعوة للتحرك… إنه يطالب بالاستثمار في الإنسان والمكان، و بتطوير البنية التحتية والخدمات العامة لتلبية احتياجات السكان وتوفير بيئة ملائمة للمهن الاستراتيجية للأمة مثل التعليم.

التحدي الأكبر أمام السلطات المحلية والمجتمع المدني اليوم هو تحسين الظروف المعيشية في أورتزاغ، والعمل على تقديم حلول ملموسة وسريعة… لأن الإصلاح في مغرب اليوم بات يتطلب مشاريع ضخمة، بل يحتاج إلى خطوات عملية مدروسة.

الحقيقة المؤلمة.. والتحدي المستقبلي

ما قاله هذا الأب يعكس واقعًا مريرًا يواجهه الكثير من المغاربة في المناطق المهمشة وليس في الوردزاغ لوحدها…

قد يختلفون في المدن والقرى، ولكنهم يشتركون في معاناة مماثلة مع نقص البنية التحتية والخدمات…

 الحل ليس سهلًا، لكنه ممكن… تحسين جودة الحياة في المناطق النائية يتطلب التزامًا جادًا من الدولة والمجتمع على حد سواء، لتحويل العالم القروي إلى مناطق جذب، لا مناطق هجرة.

الاستثمار في أورتزاغ يجب أن يبدأ من البنية التحتية… الطرق المعبدة، المدارس المجهزة، المرافق الصحية المناسبة، كلها ليست رفاهية، بل حقوق أساسية.

إذا أرادت الدولة تحقيق التنمية الشاملة، فإن عليها أن تبدأ من هذه المناطق، لأنها تمثل العمود الفقري لأي مشروع تنموي ناجح.

نحو أورتزاغ أفضل.. حلم ممكن

تصريح الأب البسيط يحمل في طيّاته دلالات  كبيرة إذا ما استمع له من بيدهم القرار. صرخة “البلاد ممخدوماش” يجب أن تكون دعوة للاستثمار في الإنسان والبنية التحتية في أورتزاغ، بل في كل المناطق التي تعاني من نفس التهميش.

هذه الشهادة البسيطة يمكن أن تكون شرارة لبداية وعي جديد بأهمية المناطق الجبلية  ودورها في دفع عجلة التنمية في المغرب…

 فإذا كانت البلاد اليوم “ممخدوماش”، فإن الغد حتما سيكون مشرقًا و مخدوما  بفضل تظافر جهود جميع جميع المتدخلين…

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7857

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى