الناقد السينمائي (إبن تاونات) ذ. حميد اتباتو يحاضر حول الفيلم الوثائقي المغربي بالرباط

محمد الزروالي:”تاونات نت”//- نظم ماستر التواصل السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، مؤخرا، لقاء علميا حمل عنوان “الفيلم الوثائقي المغربي.. تقاطعات الجمالي والسياسي”؛ من تأطير الناقد السينمائي والأستاذ الجامعي الباحث (إبن تاونات) حميد اتباتو، بحضور مجموعة من الأساتذة والطلبة الباحثين في مجالات الفن والإعلام والثقافة والإتصال والسينما وأعضاء من منتدى كفاءات إقليم تاونات.
وشهد اللقاء التواصلي، الذي احتضنه المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، نقاشا معمقا حول العلاقة بين الجماليات الفنية والبعد السياسي في السينما المغربية، خصوصا في الأفلام الوثائقية وكذا حول دور السينما المغربية في إبراز قضايا المجتمع المدني وتوجيه النقاش حول التحديات الكبرى.

وأبرز الناقد السينمائي حميد اتباتو ترابط الحقول الفنية والسياسية، معتبرا السينما أداة للتعبير السياسي والاجتماعي العميق.
وقال الناقد السينمائي في الدرس الذي ألقاه بالمعهد العالي للإعلام والاتصال إنه “حين نفكر في حقل ما، إعلاما كان أو سينما أو مجتمعا أو شيئا آخر، يجب أن نفكر فيه باعتباره حقلا يترابط ببقية الحقول، أيضا باعتباره مكونا له امتدادات وتأثيرات في بقية الحقول”.
وأوضح اتباتو: “غالبا ما نفهم السياسي والسياسة في ارتباط بما تتحدد به في الفهم البسيط للسياسة، أي باعتبارها تنفيذا للحكم باعتبارها علاقة للسيطرة، باعتبارها تمظهرات للصراع، باعتبارها شكلا من تدبير العلاقات الاجتماعية وضبط المجتمع؛ ولكن حين نفكر فيها من الموقع الآخر نقول إن كل شيء له هذا البعد السياسي ويتقاطع معه ويخدمه أو يواجهه”.

وسجل الباحث في السينما أن “الإشكالية هي أننا غالبا ما نفهم السياسة باعتبارها حقلا يرتبط بالصراع السياسي والحرب والثورة وتدبير الشأن العام، وننسى أمرا مهما هو أن السياسة تتحقق أيضا بالنظر إلى ما يكثفها وما يخدمها وما يوفر لها غطاء للإقناع، غطاء للقهر، وغطاء للهيمنة، وأيضا غطاء للإمساك بصيغ ما”.
من جانبه، قال الأستاذ محمد عبد الوهاب العلالي، منسق ماستر التواصل السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن “السينما المغربية عبرت دائما عن تعبيرات المجتمع المدني والمثقفين والفاعلين الذين لهم رأي حول قضايا اجتماعية أو سياسية أو قضايا النوع أو قضايا الأسرة أو الأطفال وكذا قضايا وطنية وقومية وغيرها”.
وتابع العلالي: “نجد أن أغلبية الأفلام المغربية هي منتجة أولا غالبا من الأفراد مستقلين عن الدولة، وأن الدولة تقوم بدور الداعم؛ وهذا مخالف لبعض الأنظمة السياسية الأخرى التي تعتبر الدولة هي الداعم الأساسي والمحرك لجعل السينما أداة من أدوات التواصل السياسي للدولة الرسمية”.

وذكر العلالي بأن هذا النشاط يندرج ضمن الأنشطة الموازية لماستر التواصل السياسي، سواء تعلق الأمر بندوات حول مواضيع مختلفة أو بسلسلة ماستر كلاس.
يذكر أن هذا اللقاء العلمي شكل منصة لفتح أفق جديد أمام الطلبة الباحثين لتعميق فهمهم لتقاطعات الإعلام والثقافة، في إطار الأنشطة العلمية التي يعززها المعهد العالي للإعلام والاتصال بهدف تطوير الرؤية النقدية وتعزيز انفتاح الأجيال الأكاديمية على النقاش الفكري والثقافي الوطني.