هذا ما قاله الخمار المرابط حول “التقنيات النووية ” في لقاء مع منتدى كفاءات تاونات بالرباط

كريم باجو –مبعوث إلى الرباط : ”تاونات نت”//- قال الخبير الدولي المغربي المهندس الدكتور الخمار المرابط، المدير العام السابق للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي “AMSSNuR”،بأن “المملكة المغربية هي رائدة على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى إفريقيا بالنسبة الاستخدامات النووية ذات الأهداف السلمية”.

واعتبر الخمار المرابط في لقاء نظمه “منتدى كفاءات إقليم تاونات” يوم الخميس 30 يناير  في الرباط، حول موضوع “التقنيات النووية والرقابة الوطنية”، وبتسيير الدكتورة لطيفة إطريشا، (كاتبة عامة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي سابقا/عضو المكتب التنفيذي لمنتدى كفاءات تاونات)أن المملكة حاليا لها ترسانة قانونية كافية وواضحة ومتقدمة خاصة بعد مصادقتها وتنزيلها للقانون المغربي رﻗم 142.12 اﻟﻣﺗﻌﻟق ﺑﺎﻷﻣن والسلامة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟين اﻟﻧووي واﻹشعاﻋﻲ”.

واستعرض المدير العام السابق للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، الذي غادر هذا المنصب منذ 2021 بعدما ترشح للإنتخابات التشريعية 2021 وحصوله على مقعد في مجلس المستشارين، “عمل الوكالة في عهده، والتي همّت أساسا الانتقال إلى إخراج القوانين المتعلقة بالتقنيات النووية السلمية وبعدها الإنتقال إلى خطوة التفتيش التي كانت غائبة تماما بالمغرب”.

وفي هذا الصدد، أشار الخمار المرابط الرئيس السابق لمنتدى الهيئات التنظيمية النووية في إفريقيا إلى أن “الوكالة سعت، في تلك اللحظة، إلى تكوين شباب مغاربة في مجال التفتيش بمعاهد دولية. وأسفر عن ذلك ارتفاع في عدد الرخص الممنوحة بالمغرب؛ مما ساهم في تأمين الاستخدام الإشعاعي والنووي السلمي في عدة مجالات ومنها على سبيل المثال المجال الطبي بالمملكة”.

وأشاد المدير العام السابق للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي بما حققته هذه الوكالة من جهة وخطط هذه الوكالة في الوقت الحالي وبرامجها المستقبلية.

وعلى صعيد آخر، استعرض المتحدث ضمن اللقاء ذاته خبرته بالمجال، مردفا أن “استعمالات النووي متعددة، وفي المغرب تتركز بشكل أكبر في المجال الطبي والفلاحي والزراعي وفي عدة مجالات أخرى طبعا”.

وسجل المدير العام السابق للوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي أن “المغرب اليوم له خبرة كبيرة في هذا المجال”، لافتا إلى أن “العديد من الدول تسعى دائما إلى التعاون معه واكتساب خبرته”.

وعلى الرغم من التوجه العالمي وأيضا في المغرب للاعتماد على الطاقات المتجددة، فإن الخمار أورد أن “المفاعلات النووية دات الأهداف السلمية أثبتت نجاعتها على المستوى العالمي في إنتاج الطاقة، خاصة أنها تشتغل دون أي توقف عكس الطاقات المتجددة التي تعتمد على طبيعة المناخ وضوء الشمس”.

وأكد على أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية يشكل رافدًا أساسيًا للتنمية المستدامة إذا ما تم تحت مظلة رقابة وطنية صارمة.

وأشار إلى أن من أبرز التطبيقات العملية للطاقة النووية، هي محطات توليد الكهرباء وصولًا إلى استخدامها في التشخيص والعلاج الطبي وتصفية المياه، الذي بات مشكلا كبيرا يؤرق المغرب.

وشدد الخمار على أهمية وجود أنظمة رقابة فعالة لضمان السلامة والأمن النوويين، مشيرًا إلى أن المغرب قطع أشواطًا كبيرة في هذا المجال من خلال إنشاء هيئات وطنية متخصصة ووضع تشريعات صارمة، لكنه متأخر في تطبيقه مقارنة بمصر والامارات العربية المتحدة.

وأكد الدكتور المرابط على أهمية التدرج في تبني هذه التقنيات بما يتماشى مع متطلبات الأمن والسلامة، لافتا إلى ضرورة تحقيق توازن بين الاستفادة القصوى من تطبيقاتها وضمان أعلى معايير الرقابة الوطنية.

ودعا الدكتور المرابط إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية لرفع مستوى التوعية بعلوم الطاقة النووية وتنمية الكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.

وفي ختام اللقاء وكما جرت العادة تم تسليم درع التقدير للخبير الدولي الدكتور الخمار المرابط من طرف الأستاذ إدريس الوالي رئيس منتدى كفاءات تاونات وكذا شهادة تقديرية له من طرف الدكتور جمال البوزيدي (رئيس الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين-ونائب رئيس منتدى كفاءات تاونات) تشجيعا وتحفيزا لمساهمته البناءة  في هذا اللقاء وكذا تقديرا لمساره الغني والمتميز الممتد إلى أكثر من 30 سنة في المجال النووي داخل الوطن وخارجه.

وعلى هامش هذا اللقاء  الذي قامت بتغطيته القناة العمومية الأولى وعدد من وسائل الإعلام المغربية؛قال الدكتور الخمار المرابط في تصريح لمجلة ‘ صدى تاونات’ وموقعها الإلكتروني ‘ تاونات.نت ‘ أن “هذا اللقاء الشهري لمنتدى كفاءات إقليم تاونات هو لقاء مهم جدا بل أعتبرأن الفكرة في حد ذاتها هي فكرة هائلة ومبادرة جميلة ، اليوم كان عندنا لقاء حول التقنيات النووية ورقابتها ، أنا كنت جد محظوظ لأن الجمهور الحاضر في هذا اللقاء كان جمهور نوعي وتميز بطرح عدة أسئلة فكان لقاء ممتع ونتمنى  ان شاء الله نعيده بتاونات ” .

   وجدير بالذكر أن منتدى كفاءات إقليم تاونات نظم اللقاء الفكري الأول  مع الدكتور علي السدجاري حول الحكامة والديمقراطية يوم الخميس 12 دجنبر 2024 بمقره بالرباط .

   وتجدر الإشارة أن الدكتور الخمار المرابط الخبير المغربي في المجال النووي، المنحدر من جماعة مولاي بوشتى الخمار بتاونات؛ كان حلمه هو التخصص في العلوم والفيزياء النووية على الخصوص.

ولدى حصوله على الباكالوريا بفاس، التحق الخبير المغربي بجامعة بوزونسون (شرق فرنسا) حيث تميز على مدى سنتين داخل شعبته المفضلة، الفيزياء، قبل أن يلتحق بجامعة ستراسبورغ التي حاز فيها سنة 1982 دبلوم مهندس في الفيزياء النووية بالمدرسة الوطنية لمهندسي الفيزياء، ثم ناقش بامتياز سنة 1984 أطروحة دكتوراه في الفيزياء الذرية التطبيقية لمحطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر، جامعة ستراسبورغ، فرنسا.

يتمتع الدكتور المرابط بخبرة تزيد عن 35 عامًا في مجالات الأمن والسلامة النووية والإشعاعية والتعاون الدولي. عمل منذ ما يقرب من ثلاثين (30) عامًا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقام بأكثر من ثلاثمائة (300) مهمة تخطيط وتقييم لأكثر من مائة (100) دولة متقدمة ونامية في مجالات استخدام التقنيات النووية والإشعاعية في الطاقة والطب والتكنولوجيا ومجالات الصناعة والزراعة والبحث.

شغل لمدة أربع (4) سنوات مديرًا ورئيسًا للجنة التنسيق الدولية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومديرًا للأمن النووي لأكثر من خمس (5) سنوات داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ أنشطة الأمن النووي على المستوى الدولي ضمن برنامج تجاوزت ميزانيته مائة وخمسين (150) مليون يورو.

في 1 يونيو 2016، نودي على الدكتور الخمار المرابط من طرف القصر الملكي ليعين من طرف جلالة الملك محمد السادس كأول مدير عام للوكالة المغربية الجديدة للسلامة والأمن النووي والإشعاعي ، وهي الهيئة التنظيمية الوطنية للسلامة والأمن والضمانات النووية.

وقد وضع رؤية وخطة عمل استراتيجية للفترة 2017-2021 من أجل إنشاء والحفاظ على هيئة مستقلة وذات مصداقية ومعترف بها إقليميا ودوليا باعتبارها المركز الدولي الأول في أفريقيا في شؤون إعداد وتنفيذ الأنشطة النووية والاستجابات لحالات الطوارئ الإشعاعية؛ وبإعتباره  أول مركز دولي في أفريقيا للأمن النووي.

المرابط شغل منصب رئيسًا للشبكة الدولية الجديدة للتعليم والتدريب في مجال الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ (INET-EPR)، ورئيس منتدى الهيئات التنظيمية النووية في أفريقيا (FNRBA)، وعضوًا في مجلس معايير السلامة النووية الدولي التابع للجنة، والرئيس السابق والعضو التنفيذي الحالي في الشبكة العالمية للسلامة والأمن النووي التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان أيضًا عضوًا في شبكات ولجان إقليمية ودولية أخرى في مجالات السلامة والأمن النووي والإشعاعي.

ويشغل الدكتور الخمار المرابط (العضو النشيط في منتدى كفاءات إقليم تاونات) حاليا منصب عضو بمجلس المستشارين للفترة 2021-2027 وعضو باللجنة المشتركة للبرلمان الأوروبي – البرلمان المغربي.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7967

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى