عودة الى مطرح النفايات بطريق سوق الجمعة جماعة الغوازي بإقليم تاونات

عبد الله المهدي-قرية أبا محمد:”تاونات نت”//- تُعد النفايات من المخلفات الحتمية للأنشطة الحياتية، وتستلزم إدارتها الفعالة عمليات جمع ومعالجة وتخلص مدروسة للحد من آثارها السلبية على البيئة والمجتمع.
غير أن تراكم النفايات دون معالجة نهائية يتحول إلى بؤرة تهدد صحة السكان، حيث تصبح أكوام القمامة مرتعًا لتكاثر البكتيريا والجراثيم والفيروسات والقوارض والحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة.
في مشيخة سوق الجمعة التابعة لجماعة الغوازي بدائرة قرية أبا محمد بإقليم تاونات، يوجد منذ زمن بعيد مكب للنفايات المنزلية يتم تجميعها من مختلف أحياء بلدية قرية با محمد. هذا المكب تحول إلى قنبلة بيئية موقوتة ونقطة سوداء كبرى، حيث عجز عن استيفاء المعايير الصحية المطلوبة في معالجة النفايات.
وقد أثارت هذه الوضعية مخاوف سكان الدواوير المجاورة، التي يزيد عددها عن 30 دوارًا، وذلك بسبب المخاطر الصحية والبيئية الناجمة عنه، وسط غياب أي تواصل جدي بين مسؤولي الجماعة المتضررة والجماعة المستفيدة.

وقد عبّر السكان المتضررون عن استيائهم الشديد من الروائح الكريهة المنبعثة من المكب، وتطاير الأكياس البلاستيكية، والأدخنة المتصاعدة نتيجة حرق النفايات، بالإضافة إلى تزايد حالات الاختناق وتسرب عصارة الليكسيفيات – وهي سائل أسود سام يتولد من النفايات غير المعالجة.
هذا التسرب يلوث المياه الجوفية والتربة والهواء والغطاء الزراعي للمنطقة.
وتتفاقم معاناة السكان المجاورين للمكب ومستعملي الطريق، حيث يُجبرون على استنشاق الروائح الكريهة وحمل الميكروبات إلى منازلهم عبر عجلات وهياكل سياراتهم وآلياتهم. وبذلك يصبحون عرضة لمختلف الأمراض دون أن يدركوا، خاصة وأنهم يعيشون في محيط هذه الروائح والأوساخ وما يصاحبها من تداعيات على صحتهم البدنية والنفسية، نتيجة التدبير غير الرشيد لهذا المكب.
فهل من متدخلين لرفع هذا الضرر؟؟