بوجمعة الكرمون-عن موقع قناة (2M):”تاونات نت”//- احتضنت مؤخرا جامعة هيلدسهايم الألمانية، في الفترة التي امتدت على مدى 4 أيام ، مؤتمرا دوليا تحت عنوان ” فضاءات الفلسفة الإفريقية ” أشرف عليه معهد الدراسات المتقدمة بالجامعة، والفيلسوف الألماني رودولف البرفيلد وزميلته أنكه غرانيس اللذان يديران مشروعا فلسفيا يمتد إلى غاية 2028 .
وقال محمد الأشهب، أستاذ الفلسفة بجامعة ابن زهر في أكادير، وأحد المشاركين في المؤتمر الدولي، إن المشروع يسعى إلى نقد النزعة المركزية في التأريخ لتاريخ الفلسفة، وهي نزعة قامت منذ القرن الثامن عشر على إقصاء التواريخ الأخرى للفلسفة والأصوات المغايرة التي لا تماهي تصور الفلسفة الغربية في طبيعة تفلسفها.
وأضاف الأشهب، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن الندوة الدولية المخصصة للفلسفة الإفريقية اندرجت في هذا الإطار، وحضر فيها ممثلا للفلسفة في شمال إفريقيا بمداخلة حول ” فضاءات الفلسفة الإفريقية في المؤسسات الأكاديمة المغربية“.
وتضمنت أشغال الندوة مجموعة من المداخلات منها محاضرة افتتاحية قدمها الباحث المتخصص في الفلسفة الإفريقية بروس جانز Bruce Janz من فلوريدا بعنوان ” التفكير في الفضاء ومع الفضاء” حيث أبرز فيها أهمية التفكير الفلسفي وعلاقته بالفضاءات التي يجري فيها، وأهمية خلق فضاءات جديدة للتفكير الفلسفي.
كما تضمنت الندوة محورا حول “مؤسسات النشر والمجلات المعنية بنشر الفلسفة في إفريقيا” وهو محور انصب على التفكير في المجلات الفلسفية التي أسهمت في إغناء الخطاب الفلسفي ونشره في إفريقيا.
كما استهدف هذا المحور تسليط الضوء على الإسهامات التي لعبت دورا مهما في خلق فضاءات للتفكير الفلسفي النقدي، وأشكال التعبير الفلسفي والتبادل الفكري بين الفلاسفة في إفريقيا، وذلك بوصفها فضاء للتفكير الفلسفي وليس فضاء عاجزا عن ذلك التفكير كما ادعت بعض الأصوات مثل الفيلسوف هيغل الذي أخرج الأفارقة من تاريخ الفلسفة.
واستمرت أشغال الندوة الدولية طيلة خمسة أيام، تركزت خلالها المحاور والورشات حول نقد المركزية الغربية في كيفية التأريخ للفلسفة.