الأديب المغربي (ابن تاونات) عبد الرحيم أبطي يصدر روايته الجديدة بعنوان “نمرة كاطورز”

حميد الأبيض-فاس:”تاونات نت”/ – يغوص الأديب المغربي (ابن تاونات) عبد الرحيم أبطي ، في روايته “نمرة كاطورز” الصادرة عن مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث، في المتخيل الجبلي مسلحا بثقافته الواسعة في التراث اللامادي الجبلي بالشمال، وسيلة لرسم صورة ناصعة عما تختزنه ذاكرة أهل جبالة، سابرا أغوار ثقافتهم الحبلى بما استحق اهتمامه في عمله الإبداعي الجديد.

الرواية وصمم غلافها وائل ري وأخرجها فنيا أحمد سيف الإسلام، ولدت من رحم جبل عصي تضاريسيا وشامخ تاريخا وتنفس مبدعها فيه ومنه هواء الإبداع استنشقه في قرية عين باردة بغفساي بضواحي تاونات، مطلقا زفرة أطلع بها متلقيه على ما قد يجهله من نسائم ثقافة جبالة، بعدما تنفس سابقا شعرا في “العابر في صمته” أول دواوينه الشعرية.

“الرواية تمتح من المتخيل الجبلي ومفعمة بعبق التاريخ والأمكنة وأبطال الجبل الحالمين والتائهين والباحثين عن مروج من ذهب ونور وشعر وحرية وفرح” يختصر محتواها زميله المبدع إبراهيم الديب في شهادة لم يخفي فيها إعجابه بها، مهنئا “أهل غفساي وتاونات وكل الجبل، بهذا العمل الروائي العجيب منذ عنوانه” بتعبيره.

أبطي “مبدع حكيم صامت ينتصر لفلسفة الصمت والإنصات والعمق وجعل جبلنا يونع مرتين نباتا وكتابة” يقول إبراهيم الديب عن زميله العارف بخبايا ونفائس الجبل وتراثه وعاداته وتقاليده وثقافته يستثمرها في كتاباته منذ إصداره كتابه “الجبل وأساطيره” تفحص فيه التراث اللامادي الجبلي بشمال المغرب في دراسات مستفيضة.

في 211 صفحة من الحجم المتوسط، عدد صفحات الرواية، يصول أبطي ويجول في نبشه في الموروث الجبلي، متنقلا بين 9 محطات اختارها عددا لفصولها عنونها بعبارات تغوص بدورها في الأمكنة الحبلى بتاريخها باحثة بين صخور الجبل عن أبطاله وأساطيره سابحا في متخيل جبلي بمجداف لغة قوية وزورق إبداع فريد ومميز.

جمال الكتاب في غلافه ومحتواه. تزينه صورة الرجل الباسم المنتشي بلحظته وقبعته البنية، لوحة للفنان العالمي جورج سوليرتيس، يشبه في ملامحه وسحنته وشكله ونظرته أهل الجبل المستعصية سبل الحياة في وجوههم ببيئة يعلوها الحجر وباب موصدة تخفي ما وراءها من جمال طبيعة وثقافة وطيبة إنسان صامد لا تحبطه الظروف.

كل شخصيات الرواية ووقائعها المسرودة، من وحي الخيال و”أي تشابه بينها وبين الواقع هو من قبيل المصادفة لا غير” هكذا يقدمها لقرائها بعبارات استمد مدخلها بمقتطف من ملحمة جلجاميش، قبل أن يغوص متأنيا في نبشه “بين أسوار الكوليج الجديد” و”ما تهمس به القرية وتلالها” مستحضرا “أحاديث الناصية المتربة”.

“الكراب.. ساقي القرب” و”فافوريت” سيجارة بئيسة ونجمة الصبح الذابلة، و”الساتير الأخير” ورقصة نار الوثني الأخير، حاضرين في رحلة إبداع يستحضر بين فصولها الأم وتوجسها في “يمة الحبيبة.. وساگوا بينا بالليل” قبل أن يختم بفصل “من دون تلويحة وداع” إعلانا لعودة إبداعية مقبلة تثري مساره والخزانة الوطنية والجبلية.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 8068

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى