هذا ملخص رواية “جرعة أمل” لصاحبتها (إبنة تاونات) التلميذة الروائية الصاعدة فاطمة الزهراء شراط

عاهد ازحيمي :”تاونات نت”//- احتضن رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ 30 بالرباط، يوم 20 أبريل 2025 لقاء خصص للاحتفاء بالكاتبة والمبدعة الصاعدة، التلميذة فاطمة الزهراء شراط، صاحبة رواية ” جرعة أمل” والتي تتابع دراستها بالثانوي التأهيلي بجماعة بني وليد نواحي تاونات.
اللقاء الذي تم خلاله توقيع الروائية الموهوبة فاطمة شراط، أطّره الإعلامي ورئيس منتدى كفاءات إقليم تاونات ادريس الوالي، الذي حاور الروائية الصاعدة، وأنطق مضامين “جرعة أمل” التي أبدعت فيها شراط.

الثيمة المحورية: تجاوز الألم، الأمل، التحرر من القمع، وإعادة بناء الذات.

وفيما يلي ملخصا حول هذه الرواية الاجتماعية النفسية:

تبدأ الرواية بصوت فتاة اسمها عفراء، تنتمي لأسرة تحكمها قبضة أبٍ عنيف، يضرب زوجته ويعذب أولاده باسم التربية والرجولة، ويعيش حياة فوضوية مليئة بالإدمان والعدوانية. تعيش عفراء هذه المعاناة منذ الطفولة، وتمضي أيامها في الخوف، البكاء، والحرمان من أي نوع من الطفولة السوية.

رغم كل شيء، كانت والدتها “السيدة رقية” تحاول بث الأمل في قلوب أبنائها، لكنها تنهار شيئًا فشيئًا تحت وطأة الإذلال والعنف. تبدأ عفراء بطرح تساؤلات عن معنى الحياة، وتعيش صراعًا داخليًا حادًا بين الصمت والمواجهة، بين الخوف والرغبة في التحرر.

في عمر الخامسة عشرة، تقرر عفراء الهروب مع والدتها وشقيقها صفوان، بعد أن خططت لذلك لأسابيع في السر.

وبمساعدة من الخادمة زليخة، ينجح الثلاثة في الهروب إلى مدينة أخرى، ويبدأون لبضعة أيام حياة جديدة مليئة بالطمأنينة والأمل.

لكن هذا الأمل ينكسر فجأة حين تعتقلهم الشرطة بتهمة سرقة باطلة، ويعودون إلى “سجنهم الأسري” بشرط الأب الذي يسحب منهم كل حقوقهم: يمنعهم من الخروج، يمنع الدراسة، وحتى التنقل داخل البيت، بدعوى “الحماية“.

ثم تحدث المأساة الكبرى: تسقط والدتهم من نافذة المنزل إثر عاصفة ليلية، وتبقى لساعات في غيبوبة دون أن تُنقل إلى المستشفى، بسبب إغلاق الأبواب من طرف الأب. وعندما تُنقل أخيرًا، يكون الوقت قد فات، فتُصاب بشلل كلي، وتصبح طريحة الفراش إلى الأبد.

هذه الحادثة تكسر قلب عفراء تمامًا، وتدخل في دوامة من الذنب والندم والهلع. لكنها بعد صراع داخلي مرير، تقرر مواجهة والدها بطريقة ذكية، وتهدده بكشف جرائمه (وإن كانت كاذبة)، فيتنازل ويمنحها المفتاح، فتغادر نحو مدينة جديدة.

المرحلة الثانية: مؤسسة خيرية، وبداية جديدة

تلتحق عفراء بمؤسسة خيرية لتكمل دراستها، لكنها تجد نفسها في صدمة ثقافية واجتماعية. تعاني الوحدة، تشتاق لأمها وشقيقها، وتكتب لهما يوميًا في مفكرتها وكأنها تتنفس من خلال الكلمات.

داخل المؤسسة، تتعرف على فتيات قويات لكل واحدة منهن حكاية موجعة، لكنهن واجهن الحياة بالأمل، والضحك، والرفقة الصادقة.

معهن، تتعلم عفراء معنى العائلة المختارة، وتبدأ شيئًا فشيئًا تستعيد ثقتها بنفسها. تشارك في الأنشطة، تتفوق دراسيًا، وتبدأ العمل الجزئي في مكتبة لكسب لقمة العيش.

لكن المجتمع لا يرحم… تتعرض عفراء وزميلاتها للتمييز، والافتراء، والسخرية من طلاب المدرسة فقط لأنهن “بنات الخيرية”. وفي موقف شهير، تُتهم صديقتها لجين بالسرقة ظلمًا، فتنفجر عفراء أمام الجميع، وتلقي خطابًا جريئًا يدافع عن كل المهمشين، فتنقلب النظرة إليهن، وينالن احترام الجميع.

الألم يعود من جديد

في لحظة حساسة، تعود الأزمة الصحية القديمة لعفراء: مشكلة في القدم تتفاقم بسبب الإهمال والبرد، حتى تصبح عاجزة عن المشي. بعد فحوصات طويلة، يقرر الأطباء إجراء عملية جراحية معقدة لكسر عظمة وإعادة تركيبها بأسلاك حديدية.

وتخوض التجربة بشجاعة رغم الخوف من تأثيرها على دراستها وحياتها.

لكن الطامة الكبرى لم تكن العملية… بل ما حدث بعدها.

وفاة صفوان

تتلقى عفراء خبر وفاة شقيقها صفوان، الطفل الوحيد الذي بقي لها من روحها. سقط الخبر كالصاعقة. دخلت في حالة نفسية عصيبة، بين ندم وذنب وحزن، وشعور بالعجز الكامل. تحاول أن تلملم بقايا نفسها وسط هذا الخراب.

حظة النور: التخرج

رغم الجراح، تتخرج عفراء من الثانوية بتفوق. لحظة لبست فيها عباءة التخرج لم تكن فقط نهاية مرحلة دراسية، بل ولادة جديدة. تقف في الحفل، تهمس بصوت مخنوق:

نعم يا أمي، فعلتها… نعم يا صفوان، كنت معي حتى النهاية.”

كانت لحظة استرداد الكرامة، وكأن كل الدموع والمعاناة تحولت إلى طاقة مضيئة اسمها: الأمل.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 8101

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى