البوزيدي عضو منتدى كفاءات تاونات يطلق ورشة “الألعاب البيداغوجية الخشبية” بفاس

محمد أمقران حمداوي- فاس :”تاونات نت”//-في أحد أحياء مدينة فاس، وتحديدا داخل مجمع التنمية البشرية بحي عين قادوس، تنبض ورشة صغيرة بروح كبيرة.

إنها ورشة “الألعاب البيداغوجية الخشبية” التي أطلقها الأستاذ المتقاعد الفنان محمد البوزيدي (عضو منتدى كفاءات إقليم تاونات) وزوجته التونسية مونية الفهري، لتتحول إلى فضاء تربوي نابض بالإبداع والتجديد، يدمج اللعب بالتعلُّم ويمنح للوسائل التعليمية روحًا جديدة ولمسة مغربية أصيلة.

في زمن يبحث فيه التعليم عن وسائل بديلة لتحفيز التلاميذ وتجاوز أنماط التلقين التقليدية، تبرز هذه الورشة كمختبر محلي لإنتاج ألعاب تعليمية موجَّهة لتلاميذ المرحلة الابتدائية. تركز هذه الألعاب على تنمية المهارات الأساسية في القراءة والرياضيات، وتحوّل العملية التربوية إلى تجربة ممتعة وتفاعلية. وقد لاقت هذه المنتوجات إقبالًا واسعًا داخل عدد من المدارس الخاصة بفاس وخارجها، بل إن بعض الأساتذة اعتمدوا عليها كوسائل فعالة داخل أقسامهم.

الأستاذ البوزيدي، الذي انطلق في هذا المشروع كهواية بعد إحالته على التقاعد، بدأ العمل أولًا في ورشة متواضعة بحي واد فاس، قبل أن ينتقل إلى فضاء مجمع التنمية البشرية. هناك، استمر في تطوير أفكاره وصناعة منتجاته بإمكانيات ذاتية محدودة، دون أي دعم مؤسساتي، مكتفيا بشغفه الكبير وبتجربته الطويلة في التعليم.

ورغم مشاركته في معارض وطنية ومحلية وحصوله على إشادة عدد من المهنيين، إلا أن مشروعه لم يحظ بعد بالاهتمام الذي يستحقه من قبل وزارة التربية الوطنية ولا من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس.

وهو ما يثير تساؤلات مشروعة: لماذا لا تفتح المؤسسات التربوية أبوابها لهذه المبادرات المواطنة؟ ولماذا لا يُدرج هذا المشروع ضمن برامج التكوين المهني كرافعة للتشغيل والتربية في آن واحد؟

دعوة صريحة نوجهها من هذا المنبر إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس مكناس، لإيفاد لجنة من مصلحة التوثيق والإنتاج التربوي لزيارة الورشة والاطلاع على ما تُنتجه من نماذج تعليمية محلية الصنع، قد تمثل بدائل عملية وفعالة لتجديد الوسائل البيداغوجية في المدارس العمومية.

إنها ورشة تشتغل في الظل، لكنها قادرة على أن تُنير طريقا جديدا في عالم التعليم المغربي المعاصر.