جمعية مدنية تنظم ندوة نقاش اكاديمي حول نتائج الإحصاء العام  بطهر السوق بتاونات

كريم باجو –طهر السوق:”تاونات نت”/- جرى بطهر السوق بإقليم تاونات ندوة أطرها أساتذة جامعيين وباحثين من تنظيم فيدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة بمرنيسة وحوض ورغة حول نتائج الاحصاء العام لسنة 2024، الذي أشرفت عليه المندوبية السامية للتخطيط على مدار شهر شتنبر الماضي، باعتباره مسحا شاملا للتطورات الاجتماعية والاقتصادية والمجالية التي عرفها المغرب عموما واقليم تاونات ومنطقة حوض ورغة العليا على وجه الخصوص خلال السنوات العشر الاخيرة.

     وكانت هذه الندوة بعنوان ” تراجع المؤشرات الديموغرافية بمنطقة حوض ورغة العليا:قراءة اجتماعية واقتصادية على ضوء نتائج الاحصاء العام 2024، حيث قررت ثلة من الخبراء والأكاديميين والكفاءات المحلية التوقف بالتحليل والنقد عند النتائج والمؤشرات والأرقام والاحصائيات المقلقة، لمقاربة الاختلالات البنيوية المجتمعية والمؤسساتية المسببة لنزيف هجرة الرأسمال البشري والمادي بحوض ورغة العليا.

   وشكلت المحطة الدراسية ورشة عمل وتفكير وتباحث حول طرق وآليات توظيف واستغلال المعلومة الاحصائية والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الرسمية لتجويد صناعة سياسات عمومية محلية ناجعة تستحضر ترشيد الاستثمار التنموي بما ينسجم مع الضرورات والأولويات عبر تقديم إجابات عملية وواقعية بمنهج علمي وعقلاني ومؤسساتي لانتظارات الساكنة.

    وقال بالمناسبة الدكتور محمد الزوهري المشارك في أشغال الندوة ل ‘ صدى تاونات ‘ و ‘ تاونات .نت ‘ بطبيعة الحال مشاركتي في هذه الندوة التي خصصت لدور مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام البديل في التحولات الديمغرافية والاجتماعية على مستوى منطقة حوض ورغة العليا . 

    وتابع محمد الزوهري الخبير في الإعلام والتواصل قائلا “ناقشت موضوع التحولات الديمغرافية على المستوى هذه المنطقة ومداخلتي تركزت على كون أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور مهم جداً في هذه التحولات على اعتبار أن هناك مجموعة من القيم والأعراف والعادات الاجتماعية لم يعد لها وجود على المستوى المنطقة فحلت محلها قيم أخرى بديلة نتيجة لتأثر الشباب بالخصوص بهذه المواقع ومحتوياتها وبالتالي نحن أمام قيم جديدة وأمام تحولات جديدة تناقض كل ما كان في الماضي وبالتالي مثل هذه العوامل وهذه القضايا كان لها دور أساسي في نفور الشباب أبناء المنطقة من كل ما هو محلي وتفضيلهم للهجرة إلى المدن والبحث عن فضاءات أخرى ملائمة وبالتالي لا بد من أن ينكب الباحثون على تحليل هذه الظواهر وإيجاد حلول لها ” .

     وأبرز الدكتور الزوهري محاولا لمعالجة الإشكالية حيث قال ” الحلول التي أقترحها أن يتم التفكير في كون أن الدولة عليها أن لا تكتفي فقط بإيصال الكهرباء وإيصال الماء وبناء بعض الأحيان منشآت معينة في القرى إلى غير ذلك من أجل ضمان أن يستقر الإنسان ولكن أيضا أن تهتم بالجانب الثقافي والجانب التعليمي الذي له صلة ببناء الإنسان على المستوى الفكري وعلى مستوى العطاء وأن لا يبقى راهين للماديات بقدر ما ينبغي أن يتم تكوينه وتحسين مستوى حياته وتثقيفه وإمداده بكل وسائل ضمان مستقبله وتنمية قدراته ومواهبه بعيدا عن كل أشكال الانجرار إلى الهجرة نحو الخارج “.

   ومن جهته قال الدكتور عاهد الزحيمي ”  أن مداخلته كانت تهتم بالديموغرافية التاريخية والهدف منها هو تتبع تطور عدد السكان التي عرفته منطقة حوض ورغة العليا منذ عهد الإستعمار إلى اليوم وتحديدا من تاريخ 1936 إلى 1994 ” .

   وأفاد هشام الشتيوي رئيس فدرالية آفاق للجمعيات والكفاءات المواطنة لمرنيسة حوض ورغة العليا لو’ صدى تاونات ‘ و ‘ تاونات .نت ‘ أن هذه الندوة تأتي في سياق تراجع النمو الديموغرافي التي عرفته منطقة حوض ورغة العليا من بوعادل بوهودة تمضيت طهر السوق بني ونجل وفناسة باب الحيط وبني وليد وأنها  جاءت لتسليط الضوء على هذه الإشكالية عن أسبابها” .

    وأوضح الشتيوي ” أن هناك مدارس أُغلقت ودواوير لم يعد هناك فيهم سكان ، إذن هذا الموضوع يسائلنا جميعا لماذا هؤلاء الناس رحلوا ولم يعد هناك سكان بهذه الدواوير؟ ، لماذا هناك جماعات فقدت 6000  نسمة في عشر سنوات ؟وطبعا جئنا لمناقشة هذه المسألة من المقاربات الثلاث السوسيو اقتصادية والاعلامية و التاريخية والأسباب واضحة وجلية هي في التنمية” .

    وأكد خالد المهداوي أنه سيتم صياغة توصيات من خلال هذه الندوة من اقتراحها على الجهات المختصة بغية الحد من هذه الإشكالية .

      وجدير بالذكر أنه في ختام الندوة تم تكريم بعض الوجوه نظير عطاءاتها الكبيرة في مجالات تخصصها .