بقلم: الصحافي محمد الهرد*-وجدة:”تاونات نت”//-حين نتحدث عن الصحافة الجهوية في المغرب، وما رافقها من تحديات وصمود ومقاومة من أجل الاستمرارية والتألق، فلا يمكن أن نغفل أسماءً صنعت بصبرها ومثابرتها هذا المسار، وأعطته الشرعية والاعتبار. إنهم أولئك الشوامخ من الرجال الذين أنجبهم هذا الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وجعلوا من الكلمة الصادقة منارة ومنبرًا لأصوات الناس.
في طليعة هؤلاء الرجال يبرز اسم الصديق والزميل إدريس الوالي، الإعلامي الأصيل وصوت تاونات العميق، الذي جعل من الصحافة رسالة التزام ووفاء، ومن الانتماء الجغرافي قاعدة للصدق والنزاهة.
منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، جمعتني به دروب المهنة، أيام كانت الصحافة فعلًا نضاليًا في زمن شحيح الموارد وقليل الدعم، لكنه ظل ثابتًا على عهده، صادقًا مع قرائه، مخلصًا لقلمه، ورفيقًا نبيلاً لزملائه.
لقد ظل الإعلامي إدريس الوالي واحدًا من أعمدة الصحافة الجهوية ومؤسسيها، من الذين صاغوا بتجاربهم الغنية وعرقهم اليومي صفحات مشرقة في تاريخ الإعلام الوطني…
هو نموذج للإعلامي الذي يشتغل في صمت، لكن أثره يتجاوز الجغرافيا، ويحظى باحترام كل من يعرفه أو تعامل معه.
وإذا كان للصحافة الجهوية في المغرب عمر مديد وحضور متألق ومشرف، فإن الفضل في ذلك يعود إلى أعمدة صلبة من روادها الأوائل: من الشمال الراحل خالد مشبال، ورفيقه الإعلامي المناضل أحمد إفزارن أطال الله في عمره، ومن الجنوب قيدوم صحافة العيون الإعلامي عبد الله جداد، ومن الشرق هذا العبد الضعيف (محمد الهرد)، إلى جانب أسماء أخرى بارزة، رحل بعضها إلى دار البقاء وبقي بعضها صامدًا (وهم قلة قليلة) يواصل العطاء.
بين هذه القامات، يقف الزميل الاستاذ إدريس الوالي شاهدًا حيًا على أن الصحافة الجهوية لم تكن يومًا مجرد مهنة، بل كانت نضالًا ووفاءً ورسالة صادقة. ..
فتحية تقدير واعتزاز له، ولكل من جعلوا من الصحافة صوتًا للمكان والإنسان، وسفراء أوفياء لقيم الحقيقة والالتزام.
وتجدر الإشارة أن الزميل ادريس الوالي هو من مواليد فاتح شتنبر1967 بمدينة تاونات ؛ حاصل على شهادة الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها –شعبة اللسانيات- حول موضوع: “مقاربة لسانية لافتتاحيات جريدة “ماروك إيبدو” بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس سنة 1994-1995؛ وحاليا طالب باحث – السنة الثانية- بسلك الماستر بكلية المتعددة الاختصاصات- شعبة : “الصحافة”؛في سنة 2007 حصل على شهادة (وسيط لحل النزاعات) مسلم من طرف المنظمة الدولية أرضية مشتركة بابريطانيا ووزارة العدل المغربية.
حاليا يشغل كإطار مستشار بمجلس النواب (مهمة رئيس مصلحة بالغرفة الأولى بالبرلمان) ؛وهو المدير العام المؤسس للجريدة المحلية “صدى تاونات” منذ 15 مارس 1994 عندما كان طالبا جامعيا بفاس.(للإشارة “صدى تاونات” حصلت على جائزة الصحافة الجهوية خلال أول دورة لها في سنة 2024 من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل).
سبق له أن إشتغل في عدة صحف على رأسها صحافي سابق في جريدة “المنعطف” اليومية ؛ورئيس تحرير جريدة “المحرر المغربي” ومراسلا لعدة صحف وطنية ك “أنوال” و”الزمن ” و”المغرب الأخضر”وجريدة “الشعبية” إلخ…فضلا عن إشتغاله كمستشار مكلف بالإتصال وشؤون البرلمان في ديوان وزير تحديث القطاعات العامة سابقا.
كما أن الأخ الوالي هو وجه معروف في الوسط الإعلامي والحقوقي على الصعيد الوطني بحكم تقلده مناصب قيادية في منظمات إعلامية وحقوقية على رأسها : رئاسته ل “الجمعية المغربية للصحافة الجهوية ؛ ورئاسته ل “منتدى كفاءات إقليم تاونات” ؛وعضويته في “المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين”؛ وكاتب عام سابق بالفيدرالية المغربية للإعلام؛ وعضو سابق في المكتب التنفيذي لفديرالية الناشرين المغاربة ؛وعضو سابق بالمجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لأرٍبع ولايات.
كما يشغل الإعلامي والحقوقي إدريس الوالي العضوية في المرصد الوطني لصورة المرأة في الإعلام (مرصد حكومي) ؛والعضوية في المكتب التنفيذي للمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان ؛ وعضو سابق باللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس 2012-2018؛ وعضو سابق بالكتابة التنفيذية للتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان ؛ وكاتب عام سابق للمركز المغربي لحقوق الإنسان ؛فضلا عن عضويته في المكتب التنفيذي للإئتلاف المغربي لهيئات لحقوق الإنسان.
*الصحافي محمد الهرد: مدير جريدة “الشرق” –رئيس الفيدرالية المغربية للصحافة الجهوية ومراسل سابق لوكالة الأنباء الفرنسية.