كريم بجو:”تاونات نت”//- في أجواء يملؤها الاعتزاز والوفاء، احتضنت مؤخرا مدينة دبدو بإقليم تاوريرت،على إيقاع أجواء فنية وتراثية مميزة، بمناسبة احتضانها للدورة الـ19 من المهرجان الوطني للعلاوي، تحت شعار: «جميعا من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي لمنطقة دبدو».
ويشكل هذا الموعد الثقافي، الذي نظم على مدى يومين من طرف جمعية عين اشبيلية للفنون الشعبية، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ووكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، وبتعاون مع جماعة دبدو، حدثاً سنوياً يربط الماضي بالحاضر ويحتفي بتراث المنطقة العريق، في تزامن مع ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب.
وتميز هذا المهرجان بتكريم شخصيات وفعاليات محلية ووطنية ومن مغاربة العالم، ساهمت في خدمة الثقافة والفن، على رأسها إبن إقليم تاونات الفنان عزيز الزوهري، أحد أبرز رواد فن الغيطة الجبلية، تقديراً لمساره الفني الطويل وما قدمه من إسهامات في صون هذا التراث الموسيقي الأصيل.
وقد شهد الحفل حضور فعاليات ثقافية وجمعوية ومسؤولين محليين، إضافة إلى عشاق فن العلاوي وكذا هذا اللون الموسيقي العريق (الغيطة الجبلية) ، الذين عبروا عن اعتزازهم بالمحتفى به، باعتباره أيقونة حملت رسالة فنية راسخة في الذاكرة الشعبية لمناطق الشمال بصفة خاصة وللمغرب عموماً.
وقد عرف الفنان عزيز الزوهري بإبداعه في العزف على آلة الغيطة الجبلية، حيث ساهم في إحياء مواسم وأعراس وأعياد وطنية على مدى عقود، مما جعله اسماً مرادفاً للأصالة والالتزام الفني. وقد تمكن من نقل هذا الفن من الفضاءات الشعبية إلى منصات كبرى، ليتحول إلى رمز من رموز الهوية الفنية للمنطقة.
وأكد أحد عشاق هذا الفن خلال الحفل أن هذا التكريم ليس سوى اعتراف رمزي بما قدمه الفنان الزوهري من عطاء، ورسالة للأجيال الصاعدة بضرورة الحفاظ على التراث اللامادي وصونه من الاندثار.
يبقى هذا الاحتفاء بالفنان عزيز الزوهري رسالة واضحة مفادها أن الوفاء للفنانين هو تكريم للذاكرة الجماعية، ودعوة إلى جعل الثقافة والفن ركيزة أساسية للتنمية المحلية وصون الهوية المغربية.
وقد استمتع الجمهور بعروض موسيقية وشعرية، ولوحات تراثية أبدعتها فرق فلكلورية من أقاليم تازة وتاونات وفجيج وبركان وغيرها.
في تصريح بالمناسبة، أكد علي حمداوي، رئيس الجمعية المنظمة، أن المهرجان يهدف إلى إبراز العادات والتقاليد الأصيلة للمنطقة والتعريف بفن العلاوي كأحد أبرز الفنون الشعبية بجهة الشرق، فضلاً عن تنشيط المدينة وإتاحة فضاء للتبادل الثقافي بين مختلف الأجيال، بما يعزز قيم الانتماء الوطني ويدعم السياحة الثقافية.
من جهته، أبرز عبد المجيد رابح، ممثل وكالة تنمية جهة الشرق، أن دعم هذه التظاهرة يندرج ضمن استراتيجية الوكالة الرامية إلى تثمين الموروث الثقافي اللامادي، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن مدينة دبدو بما تزخر به من رصيد ثقافي وتاريخي تعد فضاءً نموذجياً لمثل هذه المبادرات.
