التبوريدة محور لقاء علمي أطره الدكتور عبد المنعم لزعر في جماعة كلاز بضواحي تاونات

محمد الزروالي :”تاونات نت”//- شهدت مؤخرا جماعة كلاز بإقليم تاونات تنظيم لقاء علمي متميز حول موضوع التبوريدة وسياقاتها التاريخية والثقافية، أطره الدكتور عبد المنعم لزعر، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق – جامعة محمد الخامس بالرباط، وعضو منتدى كفاءات إقليم تاونات وذلك على هامش فعاليات الدورة الثانية لمهرجان كلاز للتبوريدة.

وأكد الدكتور لزعر في مداخلته أن التبوريدة ليست مجرد عرض فرجوي أو احتفال جماعي، بل هي ممارسة تحمل في طياتها أبعادًا تاريخية عميقة، ارتبطت بمسارات المجتمع المغربي عبر القرون. فالتبوريدة، كما أوضح، شكلت رمزًا للفروسية، والتعبئة الجماعية، وروح التضامن بين القبائل. كما عكست العلاقة الجدلية بين الإنسان والجغرافيا والتاريخ، حيث كان الحصان وسيلة قوة ودفاع، وفي الوقت نفسه جزءًا من الهوية الثقافية.

وأبرز المحاضر أن استحضار التبوريدة في لقاء أكاديمي يهدف إلى رد الاعتبار للتراث غير المادي وإدخاله في مجال النقاش العلمي. فالبحث الجامعي، بحسب قوله، لا ينبغي أن ينفصل عن الثقافة الشعبية أو الفنون التقليدية، بل يسعى إلى تأصيلها وفهمها في سياقاتها الاجتماعية والسياسية.

اللقاء أخذ بعدًا خاصًا بالنظر إلى أن الدكتور عبد المنعم لزعر ينتمي إلى جماعة كلاز، ويشغل في الآن ذاته منصب رئيس جمعية جبال للتنمية، ما يجعله نموذجًا للأكاديمي المرتبط بجذوره المحلية. وقد جمع في عرضه بين التحليل العلمي من موقعه كأستاذ جامعي، وبين الغيرة على التراث المحلي من موقعه كفاعل جمعوي وتنموي.

وقد لاقى اللقاء العلمي تفاعلًا إيجابيًا من الحضور، إذ فتح نقاشًا غنيًا حول كيفية الحفاظ على التبوريدة وتثمينها كإرث حضاري، مع التفكير في سبل ربطها بمشاريع التنمية الثقافية والسياحية.

وقد أجمع المشاركون على أهمية مثل هذه المبادرات التي تضع التراث في قلب النقاش العلمي والثقافي.

بهذا اللقاء، نجح مهرجان كلاز للتبوريدة في أن يتجاوز حدود الفرجة والاحتفال، ليؤسس لتقليد علمي موازٍ، يسعى إلى فهم التراث وتحليله وتثمينه، بما يعزز إشعاع المنطقة ويكرس موقعها كفضاء يحتضن الفعل الثقافي والفكري إلى جانب الاحتفالي.