محمد الزروالي:”تاونات نت”//-في أجواء روحانية مهيبة، احتضنت مدينة تاونات يوم الخميس 4 شتنبر 2025 فعاليات موكب الشموع الذي نظمته مؤسسة أبي زيد لإحياء التراث الثقافي والاجتماعي (يرأسها الدكتور جمال البوزيدي)، تخليدًا لذكرى الولي الصالح سيدي أبي زيد عبد الرحمان بن هبة الله، أحد أعلام التصوف والعلم في المنطقة.
وانطلقت المسيرة التقليدية للشموع من ضريح الولي أبي زيد، حيث رافقها حشد كبير من أبناء المدينة والزوار، مرددين الأمداح النبوية ومرددين الأدعية، في مشهد جسّد عمق الانتماء للهوية الدينية والثقافية لتاونات.
وقد جابت القوافل الشوارع الرئيسية للمدينة، مضفية نورًا وبهجة على الأحياء التي غصّت بالسكان.
لم يقتصر الموسم على موكب الشموع، بل عرف برنامجًا متنوعًا شمل:
وبهذه المناسبة، أدلى الدكتور جمال البوزيدي، رئيس مؤسسة أبي زيد، بتصريح صحفي قال فيه:”إن موكب الشموع الذي دأبنا على تنظيمه منذ سنوات ليس مجرد احتفال فولكلوري أو طقس عابر، بل هو رمز من رموز الهوية الروحية لتاونات، وذاكرة حية تُعيد ربط الأجيال الجديدة بجذورها.
وأضاف نقيب الشرفاء البوزيديين قائلا “نعتبره في المؤسسة فرصة لترسيخ قيم التسامح والتضامن بين الساكنة، وإبراز الغنى الثقافي والديني الذي تتميز به منطقتنا. ومن هذا المنطلق، نحرص على تطوير الموسم ليشمل أنشطة علمية وفكرية ورياضية تجعل من المناسبة فضاءً جامعًا بين العبادة والمعرفة والثقافة.”
ويرتبط موكب الشموع في تاونات بتاريخ عريق يمتد لقرون، إذ كان جزءًا من مواسم الأولياء التي تُنظم عبر ربوع المغرب، احتفاءً بالعلماء والمتصوفة الذين لعبوا أدوارًا محورية في نشر القيم الدينية وتماسك المجتمع.
ويُعتبر سيدي أبي زيد واحدًا من أبرز هذه الشخصيات، حيث ترك بصمات واضحة في الذاكرة الجماعية للمنطقة، وأصبح موسمه موعدًا سنويًا للقاء الروحي والثقافي.
وقد لقيت هذه الدورة من الموسم إقبالًا واسعًا من طرف الساكنة المحلية والجالية المنحدرة من تاونات، التي اعتبرت حضورها واجبًا وجدانيًا وفرصة لتجديد العهد مع القيم التي يجسدها الضريح.
كما عبّر العديد من المشاركين عن اعتزازهم باستمرار هذه التقاليد، التي تعكس الوجه المتسامح والروحاني للمجتمع المغربي.