بعد 10 سنوات..الأشغال جارية لتشييد مسبح وفندق سياحي مصنّف ببوعادل بتاونات

إدريس المزياتي :”تاونات نت”//- بعد 10 سنوات بالتمام والكمال … وأخيرا انطلقت خلال الشهور الأخيرة بجماعة بوعادل بإقليم تاونات أشغال بناء مشروع سياحي جديد يضم مسبحاً عصرياً وفندقاً مصنّفاً،وباركينك  في إطار جهود دعم البنية التحتية السياحية وتعزيز جاذبية المنطقة كوجهة للاستجمام والسياحة الجبلية.

ويأتي هذا المشروع ليواكب الدينامية التي تعرفها بوعادل، المصنّفة كواحدة من أهم المحطات الطبيعية بالإقليم، بفضل موقعها المتميز على ضفاف وادي ورغة، ومنابعها المائية المشهورة، وما تزخر به من مؤهلات بيئية وطبيعية تجعلها مقصداً لعشاق السياحة الداخلية.

المسبح الذي يجري تشييده سيوفر فضاءً ترفيهياً متطوراً يراعي معايير الجودة والسلامة، وسيكون مفتوحاً أمام مختلف الفئات، في حين سيساهم الفندق السياحي الجديد في تعزيز طاقة الإيواء بالمنطقة من خلال مرافق وخدمات فندقية مصنفة، بما يستجيب لانتظارات الزوار والسياح.

وتراهن السلطات المحلية والشركاء على أن يسهم هذا المشروع في تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، عبر خلق فرص شغل جديدة وتشجيع الاستثمار المحلي، فضلاً عن تثمين المؤهلات الطبيعية والثقافية لبوعادل بتاونات.

وقد عبر عدد من ساكنة الجماعة وزوارها عن ارتياحهم لانطلاق هذه الأوراش، معتبرين أن المسبح والفندق السياحي سيكونان إضافة نوعية ستعزز إشعاع بوعادل وتساهم في ترسيخ مكانتها كفضاء سياحي متكامل يجمع بين الطبيعة والخدمات العصرية.

وبحسب المعطيات الأولية، من المرتقب أن تُنجز الأشغال وفق جدول زمني محدد، على أن يُفتتح المشروع خلال الفترة المقبلة ليشكل لبنة أساسية في خارطة التنمية السياحية لإقليم تاونات ككل.

– فكرة المشروع

جاءت فكرة إحداث هذا المشروع السياحي الرائد على مستوى اقليم تاونات، بداية سنة 2015 ، حيث تم الشروع في البحث عن العقارات الصالحة لتنزيله على ارض الواقع.

وفي هذا الصدد أعدت جماعة بوعادل بتاونات طلب معاوضة أو اقتناء قطعة أرضية حبوسية الى جانب قطعة تابعة للملك الجماعي فيما يسمى بسوق الاثنين القديم.

للأسف عملت إدارة الاحباس على إعداد مطلب تعرض جزئي، والدخول في مفاوضات مع الجماعة بعد تحفيظ القطعة الأرضية.

 بعد هذا التماطل حددت إدارة الأوقاف على المستوى المركزي سعرا خياليا وغير مبرر بالنسبة للجماعة وصلت قيمته الى 20 ألف درهم للمتر المربع. على اثر ذلك تم عقد لقاء مع عامل إقليم تاونات السابق حسن بلهدفة الذي كان أبدى امتعاضه من تلك القيمة العقارية التي حددتها وزارة الأوقاف، لذا كان من اللازم التوجه الى طرق باب الخواص ( ملاك خواص) لقطعة أرضية مجاورة لقطعة الاحباس، حيث تم عقد لقاء تواصليا مع الساكنة خاصة ملاك القطعة الارضية المذكورة.

وبكل صدق لقيت فكرة المشروع ترحاب كبير من طرف الساكنة بعد اقناع واقتناع هؤلاء بجدوى انجازه ووقعه الايجابي على الملاك الخواص وعلى الساكنة والجماعة عموما، اذ تم الاتفاق على تحديد سومة شراء المتر المربع ب 40 درهم فقط، لذا باشرت الجماعة في بداية الأمر بمسطرة اقتناء القطعة الارضية واشتغل مكتب الدراسات 7 اشهر وشكل لجنة.

 على اثر ذلك تم توقيع اتفاقية شراكة مع الاطراف الممولة، ان دل هذا على شيء فانما يدل على مدى حنق بعض الواقفين وراء قرار وزارة الاوقاف بتحديد ذلك السعر الخيالي وتاخير اجراءات اعداد الدراسات والاتفاقية كما كان منتظرا، وبالتالي حرمان الجماعة الترابية لبوعادل وساكنتها المحلية من تحقيق سبل التنمية وتحسين ظروف العيش، رغم ذلك ولله الحمد تم إيجاد ملاك خواص لهم غيرة على بلدتهم ومسقط رأسهم.

في هذا الاطار، حث العامل السابق حسن بلهدفة بالبحث عن 50 بالمائة من كلفة المشروع، الذي يتجاوز غلافه المالي وفق الدراسة المنجزة 6 ملايير سنتيم، لذا تلقت الجماعة  وعدا من وزير الاسكان الأسبق محمد نبيل بن عبد الله بتمويل يصل الى 100 بالمائة من كلفة المشروع الاجمالية، غير أن طبيعة المشروع السياحي فرضت لزوما دخول شركاء آخرين من بينهم وزارة السياحة التي عبر من خلالها الوزير الأسبق  ساجد عن رغبته التامة في توقيع اتفاقية الشراكة والتمويل ثم كتابة الدولة في الماء من خلال كاتبة الدولة السابقة شرفات افيلال التي لم تبخل بدورها عن الاسهام الفعال في تمويل المشروع، حيث فاقت نسبة مساهمة الاطراف الثلاث 50 بالمائة من الكلفة الاجمالية وهو ما كان مشجعا للمضي قدما في البحث عن مصادر تمويل اخرى لتغطية الكلفة المتبقية، وقد جاءت مساهمة الشركاء على الشكل التالي:

–       وزارة اعداد التراب الوطني والسكنى والتعمير 17.5 مليون درهم

–       كتابة الدولة في الماء والبيئة 11 مليون درهم

–       وزارة السياحة 9.10 مليون درهم

–       المديرية العامة للجماعات المحلية 8 مليون درهم

–       وزارة الشباب والرياضة 7 مليون درهم

–       المجلس الاقليمي بتاونات 4 مليون درهم

–       وكالة التنمية لأقاليم الشمال تكلفت بإعداد وانجاز الدراسات التقنية للمشروع: 2.25 مليون درهم.

–       جماعة بوعادل 1.25 مليون درهم

–       وزارة الفلاحة 2.15 مليون درهم

–       المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 1 مليون درهم

–       الكلفة الاجمالية للمشروع السياحي الكبير 61 مليون درهم.

مكونات المشروع الهائلة ستحول منبع بوعادل الى محطة سياحية جذابة:

–       تهيئة المسابح والفضاءات الخارجية الخ ( 15.5 مليون درهم)

–       تهيئة منتزه بوعادل ( 14 مليون درهم)

–       تطهير السائل، الأرصفة، احداث اربع مآوي سياحية ( 10 مليون درهم)

–       تطهير الصلب ومعالجة المياه المستعملة ( 6.5 مليون درهم)

–       تهيئة فضاءات ركن السيارات والحافلات والقوافل ( 300 سيارة، 10 حافلات، 10 قوافل سياحية). ( 6.5 مليون درهم)

–       خلق فضاء لبيع المنتجات المحلية والصناعة التقليدية ( 5 مليون درهم)

–       خلق فضاءات للترفيه الاستجمام بالمنبع بكلفة (  3.5 مليون درهم).

وهكذا ينتظر أن تنتهي اشغال انجاز المشروع خلال سنتين تقريبا بعد حصول تغييرات على مستوى الميزانيات المبرمجة وعلى مستوى الشركة التي حصلت على المشروع، حيث تعول فعاليات المنطقة بصفة خاصة وفعاليات إقليم تاونات على شراكة الجميع من ساكنة ومجتمع مدني ومختلف الشركاء والفاعلين لإنجاح هذا الورش التنموي السياحي الرائد بجماعة بوعادل بتاونات، دون أن ننسى في هذا الإطار الاهتمام البالغ الذي توليه السلطات الاقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم وحرص الأطراف الموقعة على الإلتزام باتفاقية الشراكة لتنزيلها على ارض الواقع بدون مشاكل.

تاونات

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.