محمد اليوسفي رئيس لجنة بمنتدى تاونات في مؤتمر دولي بفاس يستعرض وضعية السياحة بتاونات

توفيق الحياني –فاس:”تاونات نت”//- إعتبر محمد اليوسفي عضو المكتب التنفيذي لمنتدى كفاءات تاونات و رئيس لجنة السياحة بمنتدى ذاته في كلمة له باللغة الفرنسية خلال إنعقاد المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للصحفيين والكتّاب السياحيين (FIJET) الذي يرأسه شرفيا البروفيسور نجيب زروالي وارثي،(عضو المكتب التنفيذي لمنتدى كفاءات إقليم تاونات)،أن مشاركته في هذا المؤتمر هو جزءاً من طموح جماعي يحمل رؤية واضحة لمستقبل السياحة في ربوع إقليم تاونات، هذا الإقليم الذي يشكل إحدى الجواهر الخفية في شمال المملكة.

وقال اليوسفي مخاطبا المشاركين من مختلف دول العالم “إن حضوركم اليوم بالمغرب، وخصوصاً بجهة فاس–مكناس، هو فرصة مميزة لعرض مؤهلات إقليم تاونات، ولتسليط الضوء على كنوز طبيعية وثقافية وإنسانية ظلت، لسنوات طويلة، بعيدة عن دائرة الاهتمام الذي تستحقه؛ مشيرا أن إقليم تاونات، الممتد بين جبال الريف وسهول سايس، هو فضاء جامع بين الهدوء الطبيعي، والتاريخ العريق، والثراء الثقافي، وروح الضيافة الأصيلة”.

وإستعرض رئيس لجنة السياحة بمنتدى تاونات المؤهلات التي يزخر بها إقليم تاونات على رأسها :

• بحيرة سد الوحدة، كبرى المنشآت المائية بالمغرب، وتحيط بها مناظر خلابة قابلة لأن تتحول إلى قطب للسياحة البيئية.
• جبال بوهودة وتافرانت ومرنيسة بمساراتها الجبلية الساحرة، المناسبة لمحبي المشي الجبلي والمغامرة.
• واحات الزيتون والتين، التي تشكل جزءاً من الهوية الفلاحية للمنطقة، ويمكن أن تكون قاعدة لسياحة ذوقية/فلاحية (agritourisme) مستقبلية.

أما على المستوى الثقافي، فإن الإقليم يتميز بعمق تاريخي تجسده:

• الزوايا الروحية المنتشرة بالمنطقة،
• القصبات والمواقع الأثرية على رأسها قلعة أمركو،
• الفنون التراثية المحلية،
• والموروث المحلي الذي يجمع بين الأصالة والتنوع.

وأضاف قائلا “إننا في منتدى كفاءات إقليم تاونات نؤمن بأن مستقبل السياحة بالإقليم يمرّ عبر رؤية تعتمد على:

1. التنمية المستدامة القائمة على حماية الموارد الطبيعية.
2. إشراك الساكنة المحلية في المشاريع السياحية، تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وتوفير فرص الشغل.
3. تشجيع الاستثمار في مجالات الإيواء الجبلي، النقل السياحي، والأنشطة الرياضية والطبيعية.
4. تثمين المنتوج المحلي وربطه بالعرض السياحي، خصوصاً زيت الزيتون والعسل والأعشاب الطبية.
5. إحداث مسارات سياحية موضوعاتية (بيئية، ثقافية، فلاحية، روحية) تجعل من تاونات وجهة متخصصة ومتفردة.

دور الإعلام في إبراز الوجه الحقيقي لتاونات:

وأكد محمد اليوسفي قائلا “يأتي حضوركم، أنتم الصحفيين والكتّاب المتخصصين في السياحة، ليمنح هذا الطموح بعداً جديداً. فأنتم الجسر الذي يعبر منه صوت المناطق، وعيون العالم التي يمكن أن تلتقط جمالاً لم يُكتشف بعد، وأقلامكم هي التي تمنح للوجهات الناشئة الاعتراف الدولي الذي تستحقه.”

إن إقليم تاونات في حاجة إلى من يساعده على الخروج إلى الواجهة، من خلال مواد إعلامية تبرز طبيعته الساحرة، وعمقه الإنساني، ونمط عيشه الهادئ، وفرصه السياحية الكبيرة.

وفي الختام، دعا جميع الصحافيين المشاركين، إلى زيارة إقليم تاونات، لا كوجهة عابرة، بل كفضاء أصيل يفتح ذراعيه للعالم، ويحتضن زواره بجماله الطبيعي وطيب أهله وصفاء روحه؛ راجيا في أن يكون هذا المؤتمر نقطة بداية لشراكات جديدة، ولمشاريع إعلامية وسياحية تسهم في تثمين هذا الإقليم العزيز، وفي تعزيز إشعاع المغرب كبلد للتنوع والتسامح والمستقبل.

جدير بالذكر أن المغرب، وخاصة مدينة فاس، تم اختيارهما لاحتضان هذا المؤتمر العالمي السنوي للاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب السياحيين الذي يشارك في هذه النسخة ممثلون عن نحو 70 بلدا،من بين عدة بلدان مرشحة.

وقد تقدمت الجمعية المغربية للصحفيين والكتاب السياحيين، العضو في الاتحاد، بملف ترشيحها في يناير 2025 أمام المكتب التنفيذي للاتحاد، ليحظى بالإجماع لصالح مدينة فاس العاصمة العلمية والروحية للمملكة. وهي ثالث دورة تنظم بالمغرب بعد دورتي 2004 و2018.

وإلى جانب التركيز على البنيات الفندقية والمؤهلات السياحية لفاس وجهة فاس–مكناس، تميز ملف الترشيح بغنى برنامج الإقامة المخصص للمشاركين.

وتضمن برنامج هذه الدورة السبعين، المنظمة تحت شعار “النقاش والمستقبل”، ندوات ولقاءات وحوارات حول التحولات الكبرى التي تشهدها الصحافة السياحية في العصر الرقمي، من خلال مواضيع محورية مثل: “السياحة والإعلام.. أي علاقة وأي مستقبل؟”، و”المسؤولية الأخلاقية للصحفيين”، و”التنوع داخل غرف التحرير”، و”دور الإعلام في الترويج للسياحة عموما”. وهي مواضيع استراتيجية تعزز، وفق المنظمين، مكانة المغرب كـ”فاعل ملتزم بالابتكار والحوار والتميز”.

وشمل برنامج هذه التظاهرة، أيضا، لقاءات واستقبالات وزيارات لعدد من مدن المملكة، من بينها الدار البيضاء ومكناس ووليلي وطنجة وتطوان وشفشاون.