“تاونات نت” تنفرد بنشر سيرة الشيخ العلامة إبن إقليم تاونات سيدي محمد بن زينب

تراجم علماء إقليم تاونات

تراجم علماء إقليم تاونات

تاونات:خاص بجريدة”تاونات نت”/نسبه و ولادته:هو أبو محمد بم محمد بن إبراهيم بن زينب، و كان يعرف جدهم بالزينبي القسيوي، ولد سنة 1364هـ/ 1944م بدوار أوزاي، قبيلة مرنيسة، قيادة طهر السوق، إقليم تاونات، شمال المغرب، و كان أبوه فقيها من حفظة القرآن الكريم، و حجاما يختن الأطفال.

نشأته و تعليمه:

نشأ سيدي محمد بن زينب في أسرة فقيرة تشتغل بالفلاحة، و قد صدق من قال: “لولا أولاد الفقراء لذهب العلم”، دخل المسجد قرية أوزاي، فحفظ القرآن الكريم و المتون التي كانت في العادة تحفظ تأهبا و استعدادا للدخول إلى جامع القرويين بفاس للدراسة بها، كمتن ابن عاشر- رحمه الله في الفقه -، و ألفية ابن مالك في النحو و غيرهما، وهو ما يزال طفلا في الثامنة من عمره، ثم التحق بجامع القرويين سنة 1376هـ/1956م، فتابع دراسته أولا بمسجد الرصيف، فمسجد القرويين ،توجت هذه المرحلة بشهادة ابتدائية سنة 1379هـ/ 1959م، انتقل بعدها إلى ثانوية اشراردة التابعة لجامع القرويين، فحصل فيها على الشهادة الثانوية- البروفي- سنة 1382هـ/1962 م، انخرط بعدها مباشرة في سلك التعليم بولوجه مدرسة تكوين المعلمين التي كانت تسمى مدرسة ابن الخطيب للمعلمين، بعد اجتياز مباراة دخولها، و بعد قضاء سنة دراسية و تدريبية – كتلميذ معلم –تخرج منها معلما بمجموعة مدارس طهر السوق، مسقط رأسه، سنة 1383هـ/ 1963م.

ورغم توليه مهمة التعليم و التدريس بالسلك الابتدائي، التي تعتبر أجل مهمة وأعظمها، حيث كان أغلب طلبة البادية يتمنون أن يكون كل واحد منهم معلما، إذ قال فيه أحمد شوقي:

قــم للمعــــلم و فـــه التبجــــيلا           كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمته أشرف أو أجل من الذي           يبني و ينشئ أنفسا و عقولا

لكن الأستاذ سيدي محمد بن زينب لم يقنع بهذه الرتبة العلمية، لقوله تعالى: “و قل ربي زدني علما ” حيث كان شغوفا بالقراءة و طلب العلم، لما يعلم من فضل العلم و مكانة العلماء عند الله. قال تعالى :” يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات” . و ها هو يحكي عن نفسه فيقول: “التحقت بالمدرسة المركزية –بطهر السوق- ومن هناك بدأت الرحلة لطلب العلم، كنت شغوفا بالقراءة، ألتهم كل ما تصل إليه يدي من الكتب و المجلات، ولدي كنانيش دونت فيها الكتب التي كنت أقرأها مع ملخصات عنها…”

فكان حفظه الله ورعاه يزاوج بين العمل في التدريس و الدراسة الحرة ، فحصل على شهادة الباكلوريا، ثم الإجازة في الشريعة سنة 1395هـ/1975م عين إثرها أستاذا ، ورغم هذه الترقية لم تتوقف رغبته في المزيد من العلم، حيث سجل نفسه في السلك الثالث ، توجت الدراسة فيه بالحصول على شهادة استكمال الدراسات العليا- الشهادة  المعمقة سنة 1412هـ/1991م.

شيوخه و أساتذته:

أما الذين تتلمذ عليهم سيدي محمد بن زينب و أخذ عنهم فيقول عنهم: و من الأساتذة الذين لا أزال أتذكر أسماءهم:

  • العالم العلامة المدرس سيدي عبد الكريم الداودي.

  • العالم العلامة سيدي المفضل بن محمد التاويل الزروالي.

  • العالم العلامة سيدي أحمد الغازي الحسيني الصنهاجي .

  • العالم العلامة سيدي الشاهد البوشيخي.

  • العالم العلامة سيدي محمد العلوي.

  • الأستاذ الرجراجي

 الوظائف و المهام التي زاولها :

 اشتغل الأستاذ سيدي محمد بن زينب بالتدريس منذ 1383هـ/ 1963م، فعمل معلما إلى سنة 1395هـ/1975م، ثم التحق بالتعليم الثانوي فدرس بالإعدادي، فالثانوي إلى سنة 1408هـ/1987م، ثم دخل مركز تكوين المفتشين بمباراة، قضى سنتين توجتا بدبلوم تكوين مفتشي التعليم الثانوي سنة 1989م، أصبح باستحقاقه مفتشا لمادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي و الثانوي، ثم عين منسقا جهويا للمادة في أكاديمية فاس سنة 1995م، إلى أن أحيل على التقاعد في نهاية عام 2004م/1425هـ حفظه الله، و نسأل الله لنا وله حسن الخاتمة.

ومن المهام التي قام بها و أنجزها في حياته المهنية ما يلي:

  • التدريس بالتعليم الابتدائي، ثم الإعدادي فالثانوي.

  • إعداد مجموعة من البحوث التربوية أثناء فترة التكوين بمركز المفتشين بالرباط

  • تأطير عدة أفواج من الطلبة المفتشين في فترة التداريب الميدانية بفاس.

  • الإشراف على تأطير أساتذة التعليم الثانوي بالسلكين: الإعدادي و التأهيلي بالنيابات الإقليمية التابعة لأكاديمية فاس .

  • الإشراف على التداريب العلمية لأفواج من طلبة المدرسة العليا للأساتذة في مادة تخصص : التربية الإسلامية.

  • تدريس مادة طرق التدريس، لمادة التربية الإسلامية، بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس.

  • الإشراف على أعمال الفريق التربوي الجهوي بأكاديمية فاس، الذي أنجز عدة بحوث في مادة التربية الإسلامية.

  • انجاز عدة بحوث في طرق التدريس و التقويم نشر بعضها في بعض الصحف و المجلات.

  • المشاركة في إعداد و تحضير عدد من البرامج و المناهج التعليمية، التعليم العام، و التعليم الأصيل جهويا و مركزيا.

  • رئاسة لجنة إعداد مواضيع امتحانات الباكالوريا الجهوية و الوطنية ، و الإشراف عليها، و المشاركة في صياغتها عدة سنوات .

  • المشاركة في تقويم مشاريع الكتب المدرسية لمادة التربية الإسلامية، في الأسلاك التعليمية الثلاثة : الابتدائي ، الإعدادي و الثانوي التأهيلي، و المصادقة عليها بوزارة التربية الوطنية عدة سنوات.

خبرته و تجربته التربويتان:

إن رغبة الأستاذ سيدي محمد بن زينب الشديدة في طلب العلم و المزيد منه، و الغاية المتوخاة لديه لتنمية معارفه التربوية و الثقافية، سواء في العلوم الشرعية أو اللغوية و الأدبية ، و حتى علوم التربية و علم النفس، و هو ما يلحظ مسيرته العلمية في ارتقائه ، و تحوله من منصب إلى منصب أعلى منه و أهم، حيث مارس التدريس مدة أربع و عشرين سنة بجميع أطوار التعليم، و ما تبقى من سنوات العمل قضاها بين التفتيش و تنسيق التفتيش، أكسبته هذه الحياة العملية في التدريس دراية و تجربة و خبرة بأساليب التدريس ووسائله البيداغوجية و الديداكتيكية، خصوصا و أنه كان حريصا على معرفة ما قدمه علماء السلف في هذا الميدان، من خلال البحث في التراث الإسلامي و العربي و غيره ، و قراءة الكتب المؤلفة في مجال التربية و التعليم. يحكى الآن و هو متقاعد عن الدراسة و مقرراتها في حياته التعليمية الأولى على الحصير بمسجدي الرصيف و القرويين، فيقول ” أتذكر أن دراسة السنة الأولى بجامع الرصيف، كانت ترتكز على سرد الكتب، و ما زلت أحتفظ ببعض الكتب التي كانت مقررة آنذاك، في النحو و الصرف و الفقه…أما بقبة السنوات فكانت الخلاصة هي ما يحتفظ بها في كل مادة دراسية… “

فقد كان حفظه الله ورعاه مخلصا في عمله، و جادا في طلب العلم و نشره، كأن حديث الرسول صلى الله عليه و سلم: ” إن مثل ما بعثني الله به  عز وجل من الهدى و العلم، كمثل غيث أصاب به أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ و العشب الكثير، و كان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها و سقوا، و رعوا و أصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به فعلم و علم”. نصب عينه لا يغيب عنه، كما لا يغيب عنه قول هلال بن العلاء – رحمة الله عليه-: ” طلب العلم شديد، و حفظه أشد من طلبه، و العمل به أشد من حفظه، و السلامة منه أشد من العمل به …

يموت قوم ويحيى العلم ذكرهم            و الجهل يلحق أمواتا بأموات”

نفعني الله و إياه بما علمنا، و زادنا علما ينفعنا في الدنيا و الآخرة، آمين، و الحمد لله رب العالمين.

المؤلف: ذ. عبد الكريم احميدوش عضو المجلس العلمي لتاونات

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى