صحافيون شباب من أجل البيئة بالثانوية التأهيلية العهد الجديد بكلاز بنواحي غفساي يحقوق في موضوع:”الفيتور” في إقليم تاونات
تاونات:جريدة”تاونات نت”/في إطار مباراة مؤسسة محمد السادس للبيئة لسنة 2016؛قام صحافيون شباب من أجل البيئة بالثانوية التأهيلية العهد الجديد بكلاز بنواحي غفساي(إقليم تاونات) بإعداد تحقيق حول موضوع:”الفيتور” في إقليم تاونات.وفي هذا الصدد فضل هؤلاء الشباب جريدتي”صدى تاونات”الورقية و”تاونات نت”الإلكترونية لنشر تحقيقهم الصحفي المتميز؛وفيما يلي التحقيق:
يزخر إقليم تاونات الذي ينتمي لجهة فاس مكناس، بغراسة أشجار الزيتون التي أضحت تغطي 149.000 هكتار، ضمنها 137.000 هكتار بلغت طور الإنتاج، مشكلة حوالي 19 % من مساحة الزيتون على الصعيد الوطني و85% من مساحة الأشجار المثمرة بالإقليم؛
إذ، لا نحتاج إلى دليل كي نجزم بأن هذا الصنف من الغراسة يمتد بالمجال التاوناتي لآلاف السنين، كما هو حال المجال المتوسطي عامة، والذي، لا أحد يجادل في كونه المهد التاريخي لشجرة الزيتون. فهذه الشجرة أصبحت رمزا للبيئة المتوسطية والوشائج التي تربطها بالإنسان المتوسطي عامة، تصل إلى مستوى عميق وحميمي.
وعلى مستوى إقليم تاونات ، فإن غراسة الزيتون، من الأنشطة الفلاحية الأصيلة التي صمدت لتقلبات الزمن. وتمتلك هذه الشجرة رمزية قوية، تستمدها من حمولتها الدينية والثقافية والتراثية. ونظرا لعمرها المديد، فهي تمثل إرثا، يتوارثه الآباء والأجداد عبر الأجيال؛ وهي تطبع بحضورها المشهد والحياة الاجتماعية للساكنة المحلية، إذ ارتبطت بظروفهم المعاشية ونظامهم الغذائي وعاداتهم، وانغرست في ثقافتهم؛ بل تكاد تكون رمزا لمنطقتهم… شجرة عريقة في مجال ريفي أصيل.
يعد إنتاج زيت الزيتون نشاطا بارزا، يهم حوالي 58 وحدة عصرية، تعالج ما مقداره 52000 طنا من الزيتون في السنة تقريبا. ويبلغ إنتاجها السنوي من الجفت أو ما يصطلح عليه محليا ب”الفيتور” حوالي 31 ألف طن و160 ألف م3 من سائل المرج. وإذا كان هذا الأخير يشكل خطرا بيئيا بالغ الخطورة على الموارد المائية الهامة بالمنطقة وعلى رأسها سد الوحدة ( 3.8 مليار م3)، فان مادة “الفيتور” بدورها لا زالت دون تثمين وأن إعادة تدوريها من قبل آلات خاصة، من شأن ذلك، الحفاظ على البيئة والاقتصاد في الطاقة.
وقد بدأت تظهر بإقليم تاونات في إطار مخطط المغرب الأخضر، مشاريع وحدات إنتاجية عصرية وعالية التقنية وصديقة للبيئة، واحدة منها قمنا بزيارتها ميدانيا وهي مجموعة ذات النفع الاقتصادي الوحدة ( GIE )، تتوطن بالجماعة القروية لكلاز على بعد 4.6 كلمترات عن ثانوية العهد الجديد التأهيلية. وهذا المشروع صديق للبيئة على اعتبار التقنيات الموظفة في التجفيف الطبيعي لسائل المرج وفرز “الفيتور”، هذا الأخير يظل بحاجة لإعادة التدوير من خلال تقنية خاصة تجعل منه وقودا طبيعيا للساكنة الريفية، بدل استمرار اعتمادها على حطب التدفئة من الأشجار الغابوية المعرضة للتدهور والانقراض.
في هذا الإطار أوضح ابراهيم الحمامي، تقني مشرف على وحدة عصرية لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتازة بكلاز، أن في السنوات الأخيرة، باتت مخلفات الزيتون “الفيتور”، مادة أساسية في التدفئة الشتوية لدى بعض الدول المتوسطية، وذلك بعد تحويلها من فتات متناثر إلى قطع حطبية متساوية الأحجام والأوزان، عبر معالجتها في آلة خاصة تسمى «معمل الحطب الصناعي»، ليصير “الفيتور” بعدها جاهزاً للاستهلاك المنزلي كوقود طاقي صديق للبيئة.
المصدر نفسه أكد لنا، أن هذه الآلة انتشرت في أكثر من بلد منتج للزيتون، مضيفا، أنه أتى بهذه الفكرة عند لقائه بعض المختصين في الصناعات المعنية بهذا المجال خلال مشاركته بالمعرض الدولي لبرلين ما بين 15 و24 يناير 2016. وأن آلة إعادة تدوير “الفيتور” بحاجة للتطوير كي تتلاءم مع واقع المستهلك. ويضيف الحمامي أن الوحدة التي يشرف عليها بكلاز بحاجة إلى استقدام المعدات الضرورية وقطع الغيار لتركيب آلة الحطب الصناعي ثم تعميم هذه التقنية لدى مختلف الوحدات الإنتاجية باقليم تاونات وعلى الصعيد الوطني أيضا، وهي أشبه بمعمل صغير متنقل، تشتغل بالطاقة الكهربائية وتثبت في محيط معصرة الزيتون حيث يفرز “الفيتور”.
وعن كيفية التشغيل يقول ابراهم الحمامي: «إنها بسيطة فهي بحاجة إلى عاملين، واحد يمدها ب”الفيتور”، والثاني يأخذ القطع الحطبية من فوهتها لتوضع تحت أشعة الشمس مدة أسبوع. ثم توضب في علب سعة كل واحد 12 قطعة، لتطرح بعدها في السوق»، مضيفا «أن كل قطعة منها تزن 1200 غرام، بطول 22 سم وبقطر 10سم. وتدوم فترة اشتعالها حوالى ساعة ونصف ساعة. ويبلغ ثمن الطن الواحد للمستهلك 1150 درهما».
وحول قدرة هذا المعمل على الإنتاج يقول الحمامي: «باستطاعته تحويل 15 طناً من “الفيتور” إلى حطب صناعي خلال 10ساعات. وفي تقديري فإن حاجة المنزل في فصل الشتاء تبلغ 500 كلغ في المناطق، دون ارتفاع 600 متر عن سطح البحر، و2.5 طن للمناطق الجبلية الباردة. وهذا يعني أن رب العائلة يمكنه توفير 70 ٪ من ميزانيته المخصصة للتدفئة في فصل الشتاء في حال اعتمد على هذه المادة».
عبد السلام الحمامي، رئيس مجموعة ذات النفع الاقتصادي الوحدة لإنتاج زيت الزيتون البكر الممتازة بكلاز، أكد بدوره في تصريح أدلى به في مقابلة على هامش زيارتنا لهذه المجموعة، على ضرورة جلب هذه التقنية من الخارج وتطويرها ثم تعميمها على كافة المعاصر. فبالإضافة إلى مردودها المادي، حيث يمكن تسويق طن بعد تصنيعه ب 1200 درهم عوض 400 درهم التي يتم تحصيلها من بيعه دون تصنيعه، كما أن لهذه الآلة على حد تعبيره، فوائد إضافية متعددة ومنها: الحفاظ على البيئة، لأن هذه الصناعة تساهم في الحفاظ على الثروة الغابوية من خلال تخفيف الضغط على المجال الغابوي لاستعمال الحطب المنزلي وحطب التدفئة من لدن ساكنة القرى والمراكز الحضرية المجاورة للغابة.
إعداد: فريق الصحافيين الشباب من أجل البيئة
الثانوية التأهيلية العهد الجديد بكلاز (نواحي غفساي)
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.