المنتدى الوطني للمدينة وجريدة “صدى تاونات”ينظمان ورشة حول موضوع”الإعلام وسياسة المدينة”بمشاركة الدكتور مصطفى المريزق والدكتور محمد الزوهري والدكتور محمد العبادي والأستاذ إدريس الوالي
عاهد ازحيمي:جريدة”تاونات نت”/شهدت مدينة تاونات يوم 8 ماي 2016 نشاطا فكريا نظم بشراكة بين “المنتدى الوطني للمدينة” وجريدة “صدى تاونات”،تحت عنوان:”الإعلام وسياسة المدينة”، التي شارك فيه ثلة من المتدخلين الإعلاميين والأكاديميين والمنتخبين.
وافتتحت هذه الورشة بكلمة الأستاذ إدريس الوالي مدير جريدة “صدى تاونات”، التي قدم من خلالها المتدخلين وكذلك الغاية والهدف من عقد هذه الورشة الفكرية، والتي أجملها في ضرورة إشراك السلطة الرابعة في تدبير الشأن العام الحضري، نظرا لما للصحافة والإعلام من أهمية في مراقبة وتتبع تسيير الشأن العام. ولم يغفل رئيس الجمعية المغربية للصحافة الجهوية، التنبيه إلى ضرورة تقنين الحقل الصحفي بالمغرب وعقلنته، حتى لا يصبح مجالا للتسيب والفوضوية، ويتسنى له أن يصبح شريكا فاعلا في تدبير الشأن العام الحضري. ولم يفت إدريس الوالي الحديث عن تجربة جريدة “صدى تاونات” في تغطية أهم القضايا المحلية بمدينة تاونات بصفة خاصة ومدن الإقليم بصفة عامة وماكان لذلك من تأثير إيجابي في تحقيق العديد من مطالب الساكنة.
وبإنهائه لكلمته أعطى إدريس الوالي الكلمة للدكتور الإعلامي محمد الزوهري عضو المجلس الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي ارتجل مداخلة أثار فيها العديد من النقط المحورية، والتي بدأها بتساؤله “كيف يمكن للإعلام أن يقوم بدوره في تدبير سياسة المدينة في غياب إعلام مهني قوي ومنظم”، حيث أكد على ضرورة الحاجة إلى تنظيم الحقل الإعلامي، والرقي به إلى مستوى المهنية والجودة، حتى يصبح الإعلام يمثل دور السلطة الرابعة فعليا وعمليا، على اعتبار أن الصحافة هي لسان البسطاء والمقهورين والمظلومين، وكذلك هي القناة التي من خلالها يمكن إشراك المواطن في تدبير الشأن العام. كما أشار الدكتور الزوهري مدير المكتب الجهوي لجريدة “الأخبار”بجهة فاس مكناس إلى أنه من أجل إشراك الصحافة في تدبير سياسة المدينة يجب أولا المصالحة بين السياسي والإعلامي، وحماية هذا الأخير على المستوى المادي والمعنوي والقانوني حتى لا يبقى عرضة للإغراء والابتزاز، وكذلك الاستماع إلى صوته بحسن نية وإيجابية، لأن صوت الصحافي والإعلامي النزيه هو صوت لمن لا صوت له.
كما شارك في هذا اللقاء أيضا الدكتور محمد العبادي عضو هيئة التحرير بجريدة “صدى تاونات”، والذي عرج في كلمته عبر المسار الذي مرت منه طرق تدبير المدن الذي كان في أول الأمر حكرا على وزارة الداخلية حتى حدود تسعينيات القرن الماضي، عندما تم تأسيس وزارة إعداد التراب الوطني في عهد حكومة التناوب، وبالتالي فإن أغلب المدن المغربية ورثت حملا ثقيلا من الأزمات التنظيمية والاجتماعية والبيئية وغيرها.
ولحل هذه الأزمات ذكر محمد العبادي أن الدولة اضطرت إلى توسيع قاعدة الشركاء في سياسة المدينة، من أجل البحث عن حلول كفيلة لخلق توازنات بين المركز والهامش.
وأكد على أن الصحافة والإعلام تعد أهم شريك في عملية في تدبير الشأن العام للمدن والجماعات الحضرية، لكنه تأسف على عدم وجود صحافة متخصصة بالمغرب مما أحدث فراغا كبيرا، وقلل من قيمة مساهمة الإعلام في ترشيد سياسة المدينة.
وفي نهاية مداخلته أبرز محمد العبادي دور جريدة “صدى تاونات” في تنوير الرأي العام داخل الإقليم وأهم الأدوار التي قامت بها طيلة مسارها الذي تجاوز العقدين من الزمن وتأثيرها الإيجابي في تسريع وثيرة الإصلاح والتنمية بالإقليم، والكشف عن أهم الإختلالات والخروقات التي عرفتها معظم الجماعات بالإقليم.
وفي ختام هذه الورشة الفكرية تدخل الأستاذ الجامعي الدكتور مصطفى المريزق رئيس المنتدى الوطني للمدينة، الذي ارتجل هو الأخر كلمته التي حاول من خلالها إبراز دواعي تنظيم هذه الورشة الفكرية، والتي أجملها في الاستعداد لتنظيم المؤتمر الرابع للمنتدى في نهاية شهر ماي الجاري بمدينتي فاس ومكناس. وكما توقف الأستاذ المريزق على تعريف المنتدى الوطني للمدينة وأهداف وتوجهاته الكبرى وكذلك طموحاته وتطلعاته على المستويين القريب والبعيد. وحاول مداخلته تلك التعبير عن الحاجة الماسة والمستعجلة لإشراك كل الفعالين الإعلاميين والصحفيين في تدبير الشأن العام لتحقيق الحكامة الجيدة، والديمقراطية التشاركية، وتفعيل الجهوية المتقدمة.
وتبع هذا الورش نقاش مفتوح مع الحاضرين الذين عبروا عن مدى حاجة إقليم تاونات لمثل هذه الورشات الفكرية والعلمية التي تبحث عن حلول عملية لتجاوز التفاوتات والاختلالات في تدبير الشأن العام للمدينة، بإشراك كل الفاعلين دون أي إقصاء، كما خلص في الختام على رفع مجموعة من التوصيات.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.