إنني أعلن نفسي مواطنا منشقا… بقلم:عبد العالي تيركيت°

عبد العالي تيركيت رئيس جمعية حقوق المشاهد

عبد العالي تيركيت رئيس جمعية حقوق المشاهد

الرباط:جريدة”تاونات نت”/صديقي المشاهد التلفزي، أيها المستهلك في انتظار ان تكون من الجمهور في أجل يسبق المواطنة… أفلت بجلدك وانقد نفسك…

فبعد الشكر لله، الذي منَّ علينا وأبلغنا رمضان الكريم، ومنحننا القدرة، بعد اجتياز محنة رمضان الماضي، طوال السنة على مقاومة غواية التلفزة المغربية وبرامجها، وكل ما تبته علينا من مسلسلات، وبرامج ترفيهية، ومسابقات، ومقابلات تهريجية… ها هو رمضان كريم آخر يصل، لكي يذكرنا بوجوب خيانة وطننا وسيادته الإعلامية…ذلك أننا ننتمي إلى التلفزة التي هي وطننا وأهلنا وعشيرتنا وحزبنا… نشي قنواتنا بقناعتنا وهواياتنا وأعمارنا العقلية والثقافية و مزاجنا العاطفي، ونوايانا الانتحارية…

الخلفي وزير الإتصال والعرائشي الرئيس المدير العام للقنوات المغربية

الخلفي وزير الإتصال والعرائشي الرئيس المدير العام للقنوات المغربية

إذا كنّا جميعنا مواطنين في مملكة التلفزيون، فأنا أُعلن نفسي مواطنا منشقا، بعد أن قضيت عاما كاملاً وأنا في حالة تخدير مشهدي، أركض مع خط تحريري ضعيف وخيط ابيض مدنس بالتجريح وفضح الناس تم اطلاقهم إلى المجهول، من كتيبة المهرجين الذين يكسرون اذاننا بالضوضاء والتفاهة على أساس أنها فكاهة وترفيه، من عبور لقحالة المسلسلات المدبلجة التي تخرج بنا من ماخور إلى دير إلى زنا المحارم في تناغم كامل مع شعب يستفحي فيه الجهل ويكرس له أشياء ما عهدها في قراه و لا في مدنه، بين مقدمات لصباحيات يبعن المباهج الكاذبة، وأزيائهن الباذخة، المقدمة كإعلانات للمصممين لينسيننا صبايا الشجاعة والغضب والمقاومة والبسالة ليصلن إلى مدرسة أو مستشفى، فيا للعجب لم يدعهن أحد إلى برنامج تلفزي لنتعرف عليهن أكتر، لنطمئن عليهن، وهن أهلنا وبناتنا.

أيننا من إخواننا الصم والبكم و ضعيفي البصر الذين لا تتكلم معهم ولا عنهم تلفزتنا ألا من خلال خطاب التسول، أين هي تلفزتنا من الوجوه الغير ذي البشرة البيضاء ألا يستحقون أن يدخلوا إلى بيوتنا و أنتم الذين تقتحمون عنا خصوصياتنا بإشهاراتكم التي لا تحترم حتى كرامتنا و لغة سليمة لمخاطبتنا…

فقد قررت أن لا أكون ناسكا لتلفزاتنا أيا كان مذهبها وقبلتها وعرابها… قنوات أخفقت حتى في إدخال البهجة الكروية المشفرة…فقد اتفقوا قنواتنا على الجهاز عنا…

لوكووات القنوات المغربية

لوكووات القنوات المغربية

فالعرض المجاني لايزال مستمراً، مادام الأمر يتعلّق بهلاكنا. ليواصل مَن شاء الفرجة فرمضان آخر قد أتى…

 أيها المواطن التلفزيوني… أنقذ نفسك!
توقّعتُ وأنا أُتابع مسلسلات الضوضاء والغوغاء، أن يُقدم أحد المشاهدين المغاربة على الانتحار قهراً بعد إن جاءت أنباءا عن انتحار تيمما بأبطال المسلسلات المدبلجة… ثم جاء رمضان آخر، وأخاف أن يتمرّد أحد عبيد المسلسلات الرمضانية، وينتحر احتجاجاً على تكبيله شهراً كلّ سنة أمام التلفزيون… وإذا بالممثلين هُم المنتحرون… فبعد استبلاد المشاهد يأتون ليدافعوا على تفاهاتهم ويقلون بأنهم في الأخير مجبرون لا أبطالا… وأن نعذرهم ونعذر يأسهم من عالم الأدغال التلفزيونية، ومافيا المسلسلات الرمضانية، التي أصبح لها ذئابها وثعالبها ووحوشها البشرية، التي تعرف من أين تُؤكَل “كتف المشاهد”، ومن أين تُؤتى جيوب القنوات، ومتى تنقضُّ على العقود والصفقات، فتسلقها لنا كيفما اتفق شوربة رمضانية من ثلاثين وجبة يومية… إنها أغلى شربة تطبخ في رمضان لكي نشربها رغم حموضتها..

°رئيس جمعية “حقوق المشاهد”

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى