مسؤول كبير: تخليد الذكرى 59 لبناء طريق”الوحدة”بتاونات ستظل محطة تاريخية بارزة وحاضرة في أذهان ووجدان الشعب المغربي
تاونات:جريدة”تاونات نت”/قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري إن تخليد الذكرى 59 لبناء طريق الوحدة تظل محطة تاريخية بارزة وحاضرة في أذهان ووجدان الشعب المغربي وتتناقلها وتتوارثها الأجيال المتعاقبة.
وذكر السيد الكثيري، في لقاء يوم الأربعاء14يوليوز 2016 بعمالة تاونات، أن بناء طريق الوحدة تجند لها 12 ألف شاب وشابة يمثلون سائر فئات المجتمع المغربي من أجل تلبية نداء الوطن وخدمة قضاياه.
وأبرز أن تنظيم هذا اللقاء يهدف إلى استحضار هذه المحطة التاريخية التي شهدتها مدينة تاونات لما تحمله من القيم والمعاني والدروس والعبر التي ستظل تلهم جميع المغاربة في العمل التطوعي والعمل على مواصلة المسيرات التنموية وصيانة الوحدة الترابية للمملكة.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذا المشروع، الذي ساهم في الربط بين منطقتي الشمال والجنوب، مكن من تجميع الشباب المتطوع من مختلف جهات المغرب وجسد رمزا للوحدة بين جميع المغاربة تحت قيادة العرش العلوي المجيد وشكل أيضا أروع مثال للتضامن والتآزر والتكامل.
وأشار إلى أن بناء هذه الطريق، الذي شكل في ذلك الوقت حدثا وطنيا بارزا، عكس في العمق الاحتفاء بأبهى صور العمل التطوعي وأسمى مواقف التضامن التي عبر عنها المغاربة بعد العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، وإعلانه الانخراط في معركة الجهاد الأكبر لبناء المغرب المستقل.
من جهة أخرى، استعرض المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مختلف المجهودات التي تقوم بها المندوبية من أجل صيانة وتوثيق الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية منها إغناء الساحة الفكرية بالإصدارات والمنشورات، وإحداث شبكة من الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير بالعديد من مدن المملكة.
وتم خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره العديد من المسؤولين والمنتخبين ورجال المقاومة، تكريم بعض المقاومين الذين ينحدرون من إقليم تاونات، عرفانا لما قدموه في سبيل الحرية والاستقلال من جليل الخدمات والتضحيات، كما تم توزيع مساعدات مالية على بعض أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير.
وقام الكثيري رفقة حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات، والعديد من رجال المقاومة وبعض المنتخبين، بزيارة ورش بناء الفضاء التربوي والتثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير ببلدية تاونات.
وتجدر الإشارة أن طريق “الوحدة” هو اسم طريق في المملكة المغربية تم إنشاءها سنة 1957 ، اقترح إنشائها المرحوم المهدي بن بركة، وأمر ببنائها الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه، في خطاب وجهه لتجميع الشباب المتطوعين من مختلف جهات المغرب، المشروع ربط مدينة تاونات وكتامة على طول 80 كلم، وأطلق عليها اسم طريق “الوحدة”، حيث كان هدف المشروع عمليا ورمزيا وسياسيا، دلالة على الربط بين منطقتي الشمال، التي كانت منتمية للحماية الإسبانيا، والجنوب، المنتمية قبل الاستقلال للحماية الفرنسية.
أطلق على الطريق رمزيا اسم “طريق الوحدة “، واحتفظت به في الترتيب الرسمي بجدول طرق المملكة : ط.ث.302 من فاس إلى كتامة عن طريق عين عائشة وتاونات (طريق الوحدة).
كانت تربط بين المناطق المسيطر عليها من قبل إسبانيا وفرنسا سوى طريقين اثنين : واحدة في غرب البلاد بين سوق الأربعاء والقصر الكبير وأخرى في الطرف الآخر ، تربط بين بركان ومليلية. وبالتالي لم يكن هناك خيار للذين سيسافرون بين المناطق القريبة والمتفرقة بين الجوانب المختلفة للحدود الفاصلة بين المحميتين، سوى خيار الانتقال إلى واحدة من الطريقين المتوفرين، مكلفا سكان وسط المغرب مشقة قطع مئات الكيلومترات للوصول لغايتهم، أو المخاطرة بالسفر عبر الحقول والغابات. نتيجة لذلك، كان التبادل التجاري بين الجانبين نادر وضعيف.
كانت هذه الطريق معدة لتربط شبكة إقليم الجنوب وخصوصا الطريق الجهوية رقم 302 الذاهبة من فاس إلى تازة عبر أكنول وبورد بالطريق الشمالية الرئيسية رقم 39 الرابطة بين الشاون والحسيمة وهي الجادة الهامة من الشبكة الممتدة طول جبال الريف شرق إقليم تطوان، حيث لم يكن في سنة 1957 أي اتصال طرقي عبر سلسلة جبال الريف بين الطريق الرئيسية رقم 28 الذاهبة من وزان إلى الشاون والطريق الثانوية رقم 412 الذاهبة من تاوريرت إلى سلوان عبر سد مشرع حمادي.
فخطط لمشروع طريق “الوحدة”، كنقطة بداية لمشاريع مبرمجة أخرى تهدف إلى تغيير البنى الوظيفية التقليدية للطرق التي كانت ترتكز على خدمة مصالح المستعمر سابقا، وإعطاء الأولوية لبناء طرق بالأقاليم الشمالية والجنوبية لتصل إلى مستوى التجهيزات الموجودة بوسط وغرب البلاد.
في صباح يوم الجمعة 5 يوليو 1957 من مدينة مراكش، أعطى الملك الراحل محمد الخامس أوامر اطلاق مشروع ربط إقليم فاس بإقليم الحسيمة عبر تاونات بواسطة طريق، وكان من بين المساهمين في الإعداد والإشراف على بناء هذه الطريق المهدي بن بركة وعبد الواحد الراضي.
فتم نصب مخيمات لقبول المتطوعين. فتم تجنيد 12 ألف شاب متطوع للعمل مدة ثلاثة أشهر الصيف، بنسبة 4000 شاب شهريا، حيث مثلت أوراش العمل مدارس للتكوين يتلقى فيها المتطوعون دروسا تربوية وتداريب مدنية وعسكرية. وبعد ثلاثة شهور، من يوليوز إلى أكتوبر 1957، انتهت أشغال طريق الوحدة، وألقى محمد الخامس خطابا خلال في حفل استعراض متطوعي الطريق.
وابتداء من سنة 1962، لم تعد هذه الطريق الرابط الوحيد بين الشبكة الطرقية لأقاليم الجنوب والطريق الشمالية الكبرى، إذ قامت وزارة الأشغال العمومية ببناء اتصال عبر تيزي وسلي الذي أصبح لازما مثل الأول بين أكنول والطريق رقم 39.
تصوير:كريم الزاهر
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.