“بهيجة.. ارتاح ارتاح… سنواصل الكفاح ..” شعار رفعته فعاليات بتاونات ومكتب نقابي في وقفة احتجاجية بمندوبية الصحة

وقفة احتجاجية امام مندوبية الصحة للمكتب الاقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ( فرع تاونات)

محمد المزياتي : تاونات . نت/في مساء وصبيحة يومي الثلاثاء 22 نونبر والخميس 24 نونبر 2016 ، صدحت حناجر فعاليات المجتمع المدني بتاونات الغاضبة من حادث وفاة سيدة تتحدر من منطقة بوعادل بنواحي تاونات بعد لحظات من وضع مولدها بالمستشفى الإقليمي لتاونات، بشعار “بهيجة.. ارتاح ارتاح… سنواصل الكفاح…”، وغير ذلك من الشعارات المنددة بتردي الخدمات بالمستشفى الاقليمي لتاونات. وقد أشهر ” إِئتلاف هيئات المجتمع المدني بتاونات” الذي دعا للوقفتين الاحتجاجيتين، لافتة كتب عليها “ساكنة تاونات تحتج على تردي الخدمات الصحية بالاقليم”، فيما عبر المحتجون عن استنكارهم الشديد للخصاص الحاد الذي تعاني منه مرافق المستشفى الاقليمي على مستوى الوارد البشرية.

 ونبه “الإِئتلاف” المشكل من حقوقيين ونقابيين ومواطنين، خلال هذه الوقفات الجهات المسؤولة الى ضرورة التدخل لايقاف العبث الفاضح بصحة المواطنين ومواجهة الخصاص الفاحش في الاطر الطبية وتحسين الخدمات الصحية وظروف استقبال المرضى ورواد المستشفى الاقليمي والمراكز الصحية بالاقليم.

وقفة احتجاجية ضد واقع الصحة بتاونات

ودعا المحتجون مختلف فعاليات المجتمع المدني والمواطنين الى التضامن ومواصلة النضال قصد رد الاعتبار للوضع الصحي المتفاقم والاحتجاج على تردي الخدمات الاجتماعية وانعدامها من قبيل افتقار ساكنة الإقليم لمندوبية الشغل والتعاضديات ومندوبية الثقافة ومندوبية.

وردا على تماطل المندوبة الاقليمية للصحة في الاستجابة للحوار الذي سبق ان دعا اليه المكتب الاقليمي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في فرعه بتاونات؛خاض أعضاء المكتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ومناضليه صبيحة اليوم الخميس 24 نونبر 2016 وقفة احتجاجية شجب من خلالها التضييق الواضح على منخرطي ومنخرطات الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب واستهداف انتمائهم النقابي. واستغرب المكتب الاقليمي في هذه الوقفة الاحتجاجية، ترك منصب المشرف الإقليمي على صحة الأم والطفل شاغرا لمدة طويلة رغم أهمية هذا البرنامج وأولويته في المنظومة الصحية مما يعطل السير العادي لدور الولادة بالإقليم في ضرب صارخ للإستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة؛ داعيا جميع المعنيين بالصحة إلى تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها وإلى النأي بهذا القطاع الحيوي والحساس عن كل التجاذبات السياسية وإلى عدم إهدار إمكانيات الإقليم من موارد بشرية وغيرها من أجل  إرضاء الخواطر والأهواء.

فعاليات تحتج على تردي الوضع الصحي بتاونات

 وكان المكتب الإقليمي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب تاونات أدان في بيان صادر يوم 15شتنبر 2016 (توصلت “تاونات نت” و”صدى تاونات” بنسخة منه) الإبقاء على المندوبة في منصبها الحالي رغم كونها في الأصل طبيبة مختصة في التخدير والإنعاش معينة في المستشفى الإقليمي الشئ  الذي يترك مصلحة الإنعاش شاغرة كما يمنع اشتغال قاعة العمليات بكامل طاقتها مما يؤدي في غالب الأحيان إلى عجز المستشفى عن القيام بأبسط العمليات ناهيك عن التدخلات العاجلة والحالات الصعبة التي يتم إرسالها لتواجه مصيرها في الطريق لمدينة فاس أو في القطاع الخاص الذي كانت تشتغل فيه على حساب وظيفتها بالمستشفى الإقليمي.

 وجاءت ادانة المكتب الاقليمي على إثر توالي الفضائح على مستوى مندوبية الصحة بتاونات وتمادي المندوبة بالنيابة في العبث وخرق القانون عن قصد وارتكاب الأخطاء الإدارية نتيجة ضعف تجربتها وافتقادها للتكوين في مجال التسيير والإدارة وبعد استنفاد كل سبل الحوار الذي يقتضيه مبدأ الشراكة بين الإدارة والنقابات وكان أخرها رفضها الرد على طلب لقاء تقدم به المكتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وبعد عقد المكتب الإقليمي للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب لقاء حضره أعضاء المجلس الوطني للجامعة الوطنية لقطاع الصحة الممثليين لمدينة تاونات، وبعد إطلاع المكتب الوطني للجامعة الوطنية لقطاع الصحة وإخبارهم بكل المستجدات في اجتماع طارئ لتدارس الوضع وبحث سبل إيقاف النزيف وإرجاع الأمور لنصابها وإخبار السلطات المحلية والوزارية والرأي العام بما الت إليه الأمور بقطاع الصحة بتاونات حيث وقف الحضور على مجموعة من القضايا.

نقابيون في وقفة احتجاجية

كما ادان ما سماه العشوائية التي أصبحت تطبع جميع المصالح التابعة لقطاع الصحة في عهد المندوبة الحالية منذ توليها هذا المنصب والناجمة عن افتقارها للتكوين في ميدان التسيير والتدبير  والخبرة اللازمة إذ لم يمضي على التحاقها بالوظيفة العمومية سوى بضع سنوات  الشيء الذي ترتب عنه نتائج كارثية مثل: تعطيل وعرقلة العديد من المشاريع وعلى رأسها مشروع بناء مستشفى محلي ببلدية تيسة الذي رصدت له ميزانية بالملايير وإهدار جزأ منها نتيجة الأخطاء والتماطل المشبوه الذي طبع تعامل المندوبة مع مشروع بناء هذه المعلمة الصحية التي كانت ستشكل إضافة نوعية لقطاع الصحة بالإقليم، وظهور بعض الأمراض التي كانت قد انعدمت قبل سنوات في الإقليم نتيجة عدم إعطائها الاهتمام اللازم للبرامج الإستباقية والوقائية التي تهتم بالسلامة الصحية للمواطن، والتستر على غياب بعض المقربين منها عن العمل لممد طويلة وعدم تفعيل المساطر المعمول بها في حقهم في حين تعمل على التضييق على الآخرين بشتى السبل الشئ الذي أدى بالبعض منهم إلى انهيارات عصبية  والدخول في نوبات هسترية، وتسيب فاضح على مستوى حظيرة السيارات التابعة للمندوبية التي أصبحت تجوب الشوارع والطرقات بدون حسيب ولارقيب وعدم مبيتها بالمرأب الإقليمي، اضافة الى تماطل وتردد المندوبة في التوقيع على وثائق الإدارة والموظفين مما يعطل السير العادي للإدارة ومصالح الموظفين إذ أصبح طلب الإجازة مثلا يستغرق أشهرا من أجل توقيعه في حين كان لايتعدى بضعة أيام ناهيك عن الأمور المتعلقة بالصفقات التي أصيبت بالشلل في عهدها مما أدى إلى إهدار العديد من الإمكانيات والموارد التي خصصتها الدولة للإقليم.

كما ادان المكتب الاقليمي تسخير المندوبة لجهدها كاملا ولإمكانيات المندوبية من موارد بشرية وأدوية وسيارات ومؤسسات صحية لخدمة الجهات التي أتت بها لهذا المنصب والتي تعدها حاليا بالتنقيل لمدينة أخرى وتعاملها بمبدأ المحسوبية مع النسيج الجمعوي بالإقليم إذ تجدها تغدق بالدعم بكل أصنافه على المحظوظين منه بل وتعمل على الحضور شخصيا لأنشطتهم فيما تغلق الباب تماما أمام جمعيات أخرى، وإقدامها على توزيع بعض المناصب وتفصيل أخرى على مقاس بعض الأشخاص خارج كل المساطر المعمول بها ودون فتح باب المنافسة الشريفة عليها بين كل الراغبين فيها كما تنص على ذلك الدوريات الوزارية بل وإقدامها على إلغاء مذكرات تعيين وعدم تفعيل أخرى رغم أنها صدرت عن مندوب إقليمي رسمي وبحضور المدير الجهوي بل وبعضها صادر عن الوزارة نفسها.