العامل بلهدفة في ورشة دولية بتاونات:”حصيصة” كبيرة “جاية”لتاونات تفوق 1200 مليار سنتيم للطرق والماء والتعليم والفلاحة وأشياء أخرى

العامل بلهدفة في ورشة دولية بتاونات

العامل بلهدفة في ورشة دولية بتاونات

محمد العبادي:”تاونات نت”/أكد عامل إقليم تاونات حسن بلهدفة، أن “الإقليم مقبل على إطلاق مشاريع عديدة بتمويلات ضخمة تقدر ب 12.26 مليار درهم”، أي ما يزيد عن 1200 مليار سنتيم، وتشمل هذه التمويلات التي ستنجز ما بين سنتي 2017 و2022 أربعة محاور. يتعلق المحور الأول بقطاعات السياحة والفلاحة والصناعة التقليدية والتجارة والخدمات والصناعة الفلاحية، خصص لها غلاف مالي إجمالي يقدر ب، 1993.5 مليون درهم، ويهم المحور الثاني الذي خصص له غلاف مالي هام يقدر ب، 6951.3 مليون درهم، قطاعات الطرق المصنفة والطرق القروية والكهربة والماء الصالح للشرب والتعليم والتكوين المهني والصحة والمرافق الرياضية والسوسيوثقافية. ويتعلق المحور الثالث الذي خصص له غلاف مالي يناهز 1258.5 مليون درهم، تأهيل المجال الحضري والمراكز القروية الصاعدة. أما المحور الرابع، يهم مشاريع تخص الوقاية من الفيضانات والتطهير الصلب والسائل وبناء السدود ومحاربة تدهور الغابة والتربة وتهيئة المواقع ذات الأهمية الايكولوجية والبيولوجية، بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 2059.2 مليون درهم.

وأبرز عامل الإقليم على هامش انعقاد ورشة وطنية حول “الروابط الحضرية والقروية”، احتضنتها القاعة الكبرى لعمالة إقليم تاونات يوم 14 دجنبر 2016 ، بحضور وزير التعمير وإعداد التراب ادريس مرون ومستشار للوزير الأول ونائب رئيس مجلس الجهة ومدير وكالة إنعاش أقاليم الشمال ومدراء مؤسسات جهويين وخبراء دوليين من اسبانيا والشيلي ومنتخبون ورؤساء مصالح، أن “اللقاء يشكل فرصة لوضع تصور فعال وواضح للمشاريع وتحفيز الاستثمار وجعل إقليم تاونات من الأقاليم المتطورة على صعيد المملكة”.

 وأوضح حسن بلهدفة في  هذا الورش الهام الذي ياتي بشراكة مع وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني وبرنامج التعاون المشترك بين المغرب ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ( OCDE ) في إطار الحوار حول سياسة التنمية الترابية، أن “تاونات إقليم قروي له موارد مائية ضخمة تفوق 5 مليار م3 تمثل 35 %من الموارد المائية الوطنية، غير أنها تعاني من التلوث والاختناق وفي نفس الوقت لا يستفيد منها الإقليم، وعن موارده البشرية قال حسن بلهدفة، أن الساكنة القروية للإقليم تتراجع، كما تتقلص في نفس الوقت ساكنة مدنه، مقابل ارتفاع في عدد الأسر وتقلص في عدد أفرادها، مع وجود هشاشة اجتماعية بارتفاع نسب الفقر والأمية والبطالة وضعف المستوى الصحي وبالأخص صحة الأم والطفل رغم كل المجهودات التي تبذل على هذا المستوى.

وزراء وخبراء ومنتخبين في ورشة تاونات

وزراء وخبراء ومنتخبين في ورشة تاونات

وعن البنية التحتية، أوضح بلهدفة في هذا الصدد، أن إقليم تاونات يظل منعزلا عن محيطه، رغم شبكة الطرق الهامة، فالممر الوحيد الذي يربط الإقليم بفاس طوله 60 كلم وتمر منه 11 ألف آلية نقل في اليوم، وهذا يفوق طاقته الاستعابية بكثير. أما الطرق التي تربط الإقليم باتجاه الشرق والغرب والشمال، فان وضعيتها، تضعف بكثير مستوى التبادل التجاري والخدماتي بين الإقليم والجهات المجاورة، لهذا فان الضغط يتجه أساسا نحو محور تاونات فاس..، زيادة على ذلك فان الطرقات الإقليمية والجهوية والقروية في وضعية سيئة للغاية، فالإقليم يعاني العزلة وغير منفتح على محيطه..، وفيما يخص قطاعي الماء والكهرباء، فان الثاني حقق نسب ربط وصلت الى 99 % ، فيما قطاع الماء الصالح للشرب وتطهير السائل، لازالت نسبة الربط بالمجال القروي تقل فيه عن 40 %  ، وفيما يخص التربية والتكوين فان الخريطة المدرسية للإقليم لازالت غير مكتملة وتعتريها نواقص وفي حالة غير مرضية على مستوى البنية والنقل والإيواء، مما يساهم في الهدر المدرسي بمعدلات مرتفعة، ولهذا فان برامج دعم التمدرس بالجماعات القروية تتطلب توفير داخليات الإيواء ودور الطالب والطالبة. أما الصحة فهي نقطة سوداء بإقليم تاونات، يجب تطويرها ودعمها، هناك فقط طبيب لكل 7 ألف نسمة، وهذا المعدل لا يتعدى طبيب لكل 5 ألف نسمة كمعدل وطني، بل لدينا طبيب مختص لأزيد من 40 ألف نسمة.

وعلى مستوى الاستقطاب الحضري، فان ساكنة الإقليم تتطلع دائما للتنقل إلى فاس، لضعف جاذبية مدنه ومراكزه الحضرية، مما يجعل فاس تمارس تاريخيا، إشعاعا قويا وتبعية شبه مطلقة لخدمات الإدارة والصحة والتعليم والتجارة والسكن وحتى الترفيه رغم وجود مقاهي ومسابح، ..، لدينا بالإقليم خمس مدن صغيرة وغير جذابة، إلا في إشعاعها المحلي المحدود، بالنظر لعزلتها وضعف أنشطتها واقتصارها على الخدمات الإدارية والأنشطة الفلاحية ..، لدينا 44 من المراكز القروية بالإقليم، منها 13 جديدة، استفادت جلها من دراسات التهيئة، ولدينا برامج للسكن ببعض هذه المراكز لقيت إقبالا كبيرا، بل إن الطلب فاق العرض بأربع مرات عن المتوفر، لهذا يجب توفير ظروف لاستقرار السكان بتوفير العقار القابل للسكن رغم اكراهات التضاريس والعقار في حد ذاته..، لدينا قطاع فلاحي يخلق 75 % من فرص العمل و48 % من الناتج الداخلي الخام للإقليم..، لدينا ما بين 5 إلى 10 آلاف شخص يتعيشون من الصناعة التقليدية..، وقطاع السياحة للأسف، لا يجد اهتماما لاستثمارات الخواص داخل الإقليم رغم ما يوفره من مؤهلات جذابة طبيعية وثقافية..، فإقليم تاونات له موقع استراتيجي وله برامج لتطوير الفلاحة والسياحة القروية وسوق مهم بجهة فاس مكناس لتصريف إنتاجه الفلاحي، على أساس تجاوز العزلة مع محيطه..، إقليم تاونات لم يستفد من برامج وطنية هامة، مما يفسر تأخره الحاصل في التنمية، وهذا يطرح لنا تخوفات من استمرار الحال على ماهو عليه، والخطر هو استمرار ابتلاع فاس لكل فرص التنمية التي يمكن أن يستفيد منها محيطها وعلى رأسه إقليم تاونات.

وفيما يخص آفاق التنمية بالإقليم، قال بلهدفة، أننا اخترنا التوجه نحو استثمار الفرص الكثيرة التي يتيحها الإقليم في مجال المياه والغابات والموارد المائية والأنشطة الفلاحية والموارد البشرية المتاحة ومخطط التنمية الخضراء والمغرب الأخضر..، هناك رهانات تفرض العمل للحفاظ على الموارد المائية وأحسن توجه للإقليم، هو أن يتجه نحو تنمية مستدامة، حتى يصبح نموذجا وطنيا لإعداد التراب على أسس تنمية خضراء قوية..، إقليم متضامن يهتم بالحفاظ على موارده الطبيعية، يجب تكريس وعي وطني للحفاظ عليها..، هناك خمسة محاور تهم التنمية الخضراء والسياحة والصناعة التقليدية ورفع العزلة والتنمية المجالية والحفاظ على البيئة والموروث الطبيعي. إن اختيار الاقتصاد الأخضر كنموذج للتنمية بالإقليم، فرصة يجب أن ننقض عليها لتوفير ظروف وموارد عيش كفيلة بتخفيف الضغط على موارده الطبيعية وعقلنة استعمالها، بجلب استثمارات للصناعة الفلاحية والسياحة القروية إلى جانب الفلاحة الخضراء والمجازر والحرف التقليدية وتثمين المنتوج المحلي من الزيتون والتين والنباتات الطبية والعطرية.

مشاركة خبراء من الشيلي واسبانيا بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بتاونات

مشاركة خبراء من الشيلي واسبانيا بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بتاونات

لا شك يضيف عامل الإقليم، في أن وضعية الطرق والعزلة، تظل حجرة عثرة أمام تحقيق فرص التنمية واستقطاب استثمارات الخواص بالإقليم، المستثمرون الخواص يطلبون منا دائما تحسين وضعية الطرق وبالأخص بين تاونات وفاس، لا يمكن الحديث عن محور الصناعة الفلاحية دون تطوير هذا المحور والمحاور التي تربط تاونات بتازة وسيدي قاسم والحسيمة ووزان..، يجب تطوير وتوفير وتحسين الخدمات الأساسية  لظروف عيش الساكنة واستقرارها..، لدينا مدن لا تحمل من هذه الصفة إلا الاسم، يجب تطوير مدن الإقليم وتحسين اندماجها محليا حتى تفرض إشعاعها وجاذبيتها محليا وإقليميا وجهويا..، فالهجرة القروية للأسر الفقيرة بأرياف ومدن تاونات إلى مدينة فاس لا تخلق إلا المشاكل بضواحيها، ولمواجهة هذه المعضلة وتطوير فاس، يجب تأهيل إقليم تاونات وتطويره..، إقليم تاونات يبعث سنويا بحوالي 3000 طالب جديد إلى فاس مع تواجد زهاء 17 ألف طالب يتحدر منه بجامعة فاس ومعاهدها، هذا يفرض خلق كلية متعددة التخصصات لتخفيف الضغط عن فاس وتقريب هذه الخدمة من أبناء الإقليم..، إقليم يعاني كذلك من غياب بعض مصالح وزارات مركزية ومصالحها المتواجدة تعاني نقصا في الموارد البشرية..، يجب تقوية ودعم البحث والابتكار من خلال أوراش مثل هذا الورش، يجب إقناع الشركاء والفاعلين وكذا أطره بأهمية إقليم تاونات للاستثمار فيه والاستقرار به”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى