باحث مغربي من تاونات يفوز بجائزة تشارلز ستارك درابر 2014 بأمريكا
بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى البروفسور المغربي ابن إقليم تاونات رشيد اليزمي بمناسبة فوزه بجائزة تشارلز ستارك درابر 2014 التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن.
وعبر الملك محمد السادس في هذه البرقية عن أحر التهاني للبروفسور رشيد يزمي على هذا الاستحقاق العلمي الكبير وعن اعتزازه البالغ بهذا التكريم المستحق الذي “يعد مفخرة لوطنك المغرب وتتويجا لمسارك العلمي الأكاديمي المتميز وتقديرا لنبوغك وأبحاثك القيمة في الهندسة الكيميائية وتطبيقاتها في ميدان التكنولوجيا الدقيقة وخصوصا في مجال تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن”.
كما أعرب جلالته عن يقينه بأن فوز البروفسور رشيد يزمي بهذه الجائزة العلمية المرموقة يعد خير حافز له لمواصلة مسيرته الأكاديمية الموفقة ولإبراز عبقريته الفذة وتشريف بلده المغرب.
ومما جاء في هذه البرقية “وإذ نجدد لك خالص عبارات التهنئة لندعو الله تعالى لك بالمزيد من العطاء والنجاح في جهودك وأبحاثك العلمية ؛مشمولا بسابغ عطفنا ورضانا “.
وتجدر الإشارة أن الباحث رشيد اليزمي، فاز مؤخرا بجائزة تشارلز ستارك درابر 2014 التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة بواشنطن، اعترافا بأعماله القيمة في مجال تطوير بطاريات الليثيوم القابلة للشحن، قبل 30 سنة.
وفاز الباحث المغربي بهذه الجائزة مناصفة مع الباحث الأمريكي جون بي كود إناف، والباحثين اليابانيين يوشيو نيشي، وأكيرا يوشينو، اللذين ساهموا أيضا في هذا المبحث العلمي والصناعي. وتم تسليم الجائزة التي تبلغ قيمتها 500 ألف دولار والتي تعتبر بمثابة جائزة نوبل بالنسبة للمهندسين، يوم 18 فبراير 2014 بالعاصمة الأمريكية (واشنطن)خلال حفل خاص يتوافق هذه السنة مع الذكرى الخامسة والعشرين لجائزة درابر.
وولد رشيد اليزمي بمنطقة أولاد آزم بجماعة بوعادل بإقليم تاونات وتلقى تعليمه بثانويتي مولاي رشيد ومولاي إدريس بفاس، حيث حصل على باكالوريا في العلوم الرياضية سنة 1971.
وبعد أن درس لمدة سنة بجامعة محمد الخامس بالرباط، واصل تعليمه بمدينة روين الفرنسية حيث التحق بالأقسام التحضيرية للمدارس الكبرى، قبل أن يتم قبوله سنة 1978 بالمعهد متعدد التخصصات بكرونوبل، حيث يعمل إلى اليوم. وبعد حصوله على دبلوم معهد كرونوبل للتكنولوجيا، اشتغل رشيد اليزمي على أطروحة دكتوراه في مختبر “أ إر جي سي” التابع للمركز الوطني للبحث العلمي حول الجزيئات الكيميائية المستعملة في إدماج معدن الغرافيت.
وخلال إنجاز أطروحته، استطاع اليزمي، سنة 1980، أن يكون أول من ينجح في أن يدمج الليثيوم في الغرافيت بصفة معكوسة. وليحقق ذلك تفتقت عبقرية الباحث المغربي عن استعمال إلكتروليت (مادة قابلة للتفسخ تحت تأثير تيار كهربائي) في حالته الصلبة وليست السائلة كما كان سائدا في تلك الفترة. وقد مكنت هذه الفكرة بعد عمليات كيميائية دقيقة من تحويل بطاريات الليثيوم إلى بطاريات قابلة للشحن.
وبالتوازي مع أبحاث رشيد اليزمي، استطاع الأمريكي جون كودإناف من اختراع قطب دائرة كهربائية خاص بهذه العملية، ما سمح لأكيرا يوشينو، خمس سنوات من بعد، بابتكار أول نموذج لبطارية تعمل بأيون الليثيوم ، قبل أن يتمكن يوشيو نيشي من إدخال هذه البطاريات إلى الأسواق سنة 1991.
وقد مكنت هذه الأبحاث مجتمعة من ابتكار أول بطارية ليثيوم قابلة للشحن. ومنذ ذلك الحين ما فتئ هذا النوع من البطاريات يتطور في ما يتعلق بالتكوين الكيميائي والتكثيف الطاقي. وبعد انتهائه من إنجاز أطروحته التحق رشيد اليزمي بالمركز الوطني للبحث العلمي سنة 1998، كمدير للأبحاث. وشغل منصب أستاذ زائر بجامعة كيوتو، ثم بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بلوس أنجليس.
ويعمل اليزمي، الذي اشتغل على أشكال أخرى من معادن الغرافيت، حاليا أستاذا في شعبة الأبحاث الطاقية بجامعة نانيانغ للتكنولوجيا بسنغفورة، حيث يواصل أبحاثه حول البطاريات بتعاون مع شركة “بي إم دابليو”.
ولدى هذا الباحث أزيد من 50 براءة اختراع وأزيد من 200 إصدار علمي. وأسس اليزمي سنة 2007 شركة ناشئة (ستارت آب) بكاليفورنيا لتطوير وتسويق اختراعاته الحاصلة على براءات اختراع، بصفة خاصة، في مجال البطاريات التي تعمل بأيون الفليور. وفي سنة 2011، أسس شركة ناشئة أخرى متخصصة في تطوير أمن البطاريات وتمديد حياتها.
وأحدثت بطاريات الليثيوم ثورة في عالم الإلكترونيات المحمولة. وقد صنع من هذا البطاريات 12 مليار بطارية في العالم في سنة 2012 فقط، في سوق ستناهز قيمته الأزيد من 20 مليار دولار أمريكي سنة 2016.
ادريس الوالي
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.