نصرالدين شردال- قرية أبا محمد:”تاونات نت”/ـــ الصورة الأولى: بالأسود والأبيض
ليس لي هاتف، أتصل به من الهاتف العمومي، فينقطع الاتصال، أضيف درهما آخر، فينتهي الرصيد قبل انتهاء المكالمة، لا أعرف عبد الله المهدي إلا في صور الجرائد بالأسود والأبيض.
لحظة؛ ويقف أمامي رجل بشارب معقوف، وقد تغير كثيرا.
ــ أنا هو عبد الله المهدي .
هل أنت هو التلميذ نصرالدين شردال؟
تصافحنا، جلسنا في المقهى…
في لقائنا الثاني، تنشر لي جريدة “صدى تاونات ” القصة القصيرة، فيزداد عبد الله المهدي إمعانا في الألوان.
ـــ الصورة الثانية: عبد الله المهدي باللّون الأصفر
زرته في داره بقرية بامحمد، وجدته طريح الفراش، كان مكسورا من رجليه، وجهه أصفر كأنه في خريف العمر يترقب الموت ، حطت لنا سيدة منزله شايا وبعض الحلوى، لم يأكل الرجل، كان منشغلا بآلة التصوير وبروتكولات الضيافة.
لحظة، وتحط على ليمونة داره يمامة، يتوكأ عبد الله المهدي على عكازه، ويلتقط لها صورة فتوغرافية.
نصرالدين شردال
الصورة الثالثة: خليط من الألوان
فاس ربيع 2014، التقيت بمدير جريدة “صدى تاونات” الأستاذ الصحافي إدريس الوالي، والشاعرة التاوناتية الأمريكية الأستاذة فاطمة ريان، بإحدى مقاهي الأطلس، وصل عبد الله المهدي متأخرا، نظرا لطول المسافة بين فاس وقرية بامحمد، أو ربما أغراه منظر طبعي جميل وتخلى عن السياقة ليأخذ بعض الصور .
وقف أمام المقهى، كان بلباس عسكري، قالت له الشاعرة فاطمة:
ـــ الأستاذ عبد الله، هل خرجت في نزهة قنص، اللباس يليق بك، فأين البندقية ؟
التفتعبد الله المهدي، أخرج البندقية، وجهها صوبنا، ضغط على الزناد، فالتقط لنا صورة لذكرى جميلة.
ــ الصورة الرابعة : القناص
في الطريق الرابطة بين تاونات وقرية با محمد، أوقف عبد الله المهدي سيارته، دخل في حقل كثيف، رأى سرب من الحجل الذهبي يحلق عاليا، فحط على أكمة قريبة، عبد الله المهدي، يتربص كنمر ماهر، يتعقب الأثر، يقترب بحذر، يركز…
الهدف الآن في المرمى، يتحسس الزناد، يحكم الطلقة:
فيصرخ عاليا: فعلتها . فعلتها…
طار سرب الحجل حرا في الأفق من جديد، و عاد القناص بصورة فوتوغرافية نابضة بالحياة . !!!