نقل رائد فن الغيطة الجبلية “بعبوش “في حالة صحية حرجة ووزير الثقافة والاتصال يزوره بالمستشفى الإقليمي لتاونات
محمد العبادي: تاونات.نت/جرى بعد زوال يوم الجمعة 11 غشت 2017 ، نقل”بعبوش” رائد فن الغيطة الجبلية من مسقط رأسه بدوار بني كزين شمال بني وليد، الى قسم الانعاش بالمستشفى الاقليمي لتاونات في وضع صحي حرج.
وبمجرد علمه بهذا النبأ سارع وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج يوم السبت 12 غشت الجاري، إلى المستشفى لزيارة هذا الفنان رفقة الحسن بلهدفة عامل الاقليم والدكتورة أمينة اعريكة المندوبة الاقليمية للصحة بتاونات بالتفاتة انسانية تتوخى تخفيف وطأة المرض العضال الذي ألم به.
مبادرة كان لها شأن كبير في نفسية الفنان بعبوش حيث خففت عنه من أزمة صحية ومادية جد صعبة ألمت به منذ 2015 ، حيث كان يتابع العلاج بطنجة قبل ان يعود الى مسقط رأسه بعدما فقد ابنه مصدر العيش الذي كان يعيل به والده.
وقد نتج عن ذلك تدهور تدريجي لصحته بعدما كان يتماثل للشفاء، وذلك بفعل الاهمال الذي لاقاه من قبل مسؤولي الصحة، اذ لم يكن يتوصل بحصة دواء داء السل من المركز الصحي بني وليد التي كان من المفروض ان يتناولها طيلة سنة كاملة وفق ملفه الطبي بطنجة، وسقط ضحية الاهمال واللامبالاة، ولم يعرف سبب الاهمال ان كان ذلك يعود للمركز الصحي المذكور او لمسؤولي الصحة بتاونات.
وعلم ان طبيبا مختصا قد عاين الفنان بعبوش حيث يرقد بقسم الانعاش بالمستشفى الاقليمي لتاونات منذ ان تم نقله على متن سيارة اسعاف تابعة لجماعة فناسة باب الحيط، وطمأنه باخضاعه للفحوصات والتحاليل اللازمة يوم السبت 12 غشت الجاري لمعرفة السبب الرئيس وراء التدهور الخطير لصحته.
جريدة “صدى تاونات”، كانت سباقة في التعريف بهذا الفنان والإشارة إلى معاناته حيث طالبت الجهات المعنية بتكريم هذا الفنان في وقت سابق عبر حوار خاص اجراه معه مراسل الجريدة محمد بوجيدة في مقهى ببني وليد.
جريدة “تاونات نت” تعيد نشر هذا الحوار.
بعبوش ينتظر التكريم…
دردشة جريدة”صدى تاونات” مع الفنان”بعبوش”ببني وليد
من منكم من لا يعرف الفنان”بعبوش”,انه محمد الهلاوي الملقب ب”بعبوش”الفنان الجبلي الاصيل الذي عمل جاهدا الى جانب ثلة اخرين على حمل مشعل فن الغيطة الجبلية الى الاجيال الصاعدة.هذا الفن الذي يؤرخ لثقافة جبلية اصيلة داخل حدود جغرافية معينة.
جريدة “صدى تاونات” التقت هذا الفنان وأجرت معه هذا الحوار قصد التعريف بالفنان المحلي ورد الاعتبار اليه.
صدى تاونات:السي محمد الهلاوي انت فنان جبلي معروف, هل يمكنك ان تحدثنا عن بداياتك الاولى مع فن الغيطة الجبلية؟
بعبوش:اولا وقبل كل شيء فن الغيطة الجبلية هو تراث المنطقة الشمالية من المغرب,وبني اكزين جزء من هذا النطاق الجغرافي الواسع,ومن الطبيعي ان تنتج هذه القبيلة فنانين كبار في فن الغيطة الجبلية كالمعلم محمود و بعبوش من تلاميذته.
فن الغيطة الجبلية فن قائم بذاته يتكون من عازفين على الغيطة وضاربين على الطبل بالاضافة الى حامي الايقاع صاحب البندير.انا بدوري وجدت نفسي منذ البداية ضمن فرقة كانت تقوم باحياء الحفلات والاعراس وكنت لا اتجاوز سن الرابعة عشرة انذاك، فانصب اهتمامي اكثر على هذا الفن قبل ان انضم الى عدة مجموعات موسيقية محلية معروفة في منتصف السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. كنت ايضا ضمن فرقة”القصبة”التي كانت تتغنى بفن الراي الشرقي الى جانب المعلم ديداي والمعلم بوجمعة المومن واخوه مسعود، واستقر بي المقام اخيرا عند احضان فن الغيطة الجبلية لانني ارتاح لهذا الفن كثيرا وخلقت من اجل خدمته.
س.:من هم الاوائل الذين تعلمت على أيديهم فن الغيطة الجبلية؟
ج.:اذكر لا للحصر:المعلم الجيلالي من مثيوة والمعلم عبد الله من بني بربر والمعلم عمار من ايشتوم والمعلم محمود من بني اكزين والمعلم احمد من ارغيوة والمعلم محمد من رياينة…
س.:ماهي الاغاني التي كنتم تعزفونها على ايقاع الغيطة الجبلية؟
ج.:اغنية”يا جميلة ومال عينك حوالو”..واغنية”اعويشة جيب الكولا-أي القنينة- واجي تسقي”..
واغنية”شوف ابابا شوف”…
س.:من هم المطربون المشهورون وطنيا الذين عملت معهم؟
ج.:اذكر محمد العروسي الذي شاركت معه في احياء سهرات في كل من بني وليد وعين عائشة ومرنيسة بمناسبة عيد العرش,كما اشتغلت مع مطرب امازيغي معروف في الفترة السبعينية اسمه زوكا وغازي بمنطقة كهف الغار اقليم تازة,بالاضافة الى شامة الزاز التي كانت تغني وتضرب البندير وتلعب بالصينية ضمن مجموعتي الموسيقية الجبلية بمنطقة بني وليد.
كما استحضر الان المغنية الرائعة ذات الصوت الشجي نعيمة التازية من دوار المرج قرب اكنول.وعملت ايضا في كل من تاونات وتاركيست مع حميدة ادريس وابراهيم اشعايب وابوه حسن اشعايب والغزاوي وبوطوبة وغريوطة واب بوعلام الصنهاجي واحمد المسياح…
س.:من هم خريجو مدرسة”بعبوش”؟
ج.: لا استطيع ذكر الجميع نظرا للعدد الهائل الذي تعلم على يدي,لازلت اتذكر يوم ذهبت الى منزل بوعلام الاب لاقناع ولده بوعلام الصنهاجي بالانضمام الى مجموعتي,لانه كان من ضاربي الطبل المهرة,ولبث معنا عدة سنوات الى ان اسس فرقة موسيقية قذفته الى عالم الشهرة,وكذلك جل الموسيقيين الذين تمتلأ بهم جنبات مقاهي تاونات هذه الايام كالسويدي وحمزة والغريب وجدياع ومحمد الحياني والبا علي …هؤلاء وغيرهم كانوا ضمن فرق الغيطة الجبلية قبل ان ينتقلوا الى تاسيس فرقات موسيقية ذات عزف جبلي اصيل,الا القليل من بقي وفيا لروح المزمار والطبل كالمعلم الزوهري عزيز والمعلم ديداي ومجموعة اولاد المومن والمعلم عزيز المسياح واخرين من ارياينة وتامدة والمحامدة…
س.:لماذا لقبت ب”بعبوش”؟
ج.:في صغري كنت كثير الشيطنة,حيث قمت ذات يوم بتخريب خلايا النحل باحدى مزارع المقدم موياح المسياح في عهد الاستعمار,وبغتة خرج المقدم من منزله وبدأ يصيح:”أش كادير يا بعبوش””أش كادير يا بعبوش”…و”بعبوش”اسم محلي لحشرة تتغذى على عسل النحل.
س.:ماهو الفرق بين زمانكم وهذا الزمان؟
ج.: في زماننا كنا نعمل بعيدا عن الاضواء و داخل محيط جغرافي محدد يجمع بين سكانه ثقافة واحدة,صوتنا لم يكن يغادر المجتمع الجبلي الموهوس بهذا الفن,عكس اليوم الذي اصبح فيه كل شيء رهين العولمة واستطاع هذا الفن تسلق جدار الحدود الجغرافية واطل على العالم الخارجي بواسطة وسائل الاتصال السريعة,ولم تكن في زماننا مهرجانات للتعريف بهذا الفن كما اليوم.
كانت مهنتنا لا تدر علينا ارباحا طائلة مثل فناني هذا العصر,كنا نعمل من اجل اداء وظيفة معينة للقبيلة والتفريج عن النفس في الاعراس عند انتهاء موسم الحصاد والدرس.
س.:ما هو حلم “بعبوش”؟
ج.: أتمنى التفاتة على شكل تكريم لي ولكل الفنانين الذين ساهموا في بناء صرح فن الغيطة الجبلية,والاهتمام بالتراث المحلي بصفة ع
أجرى الحوار:محمد بوجيدة